الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 20:02

تجربة الفشل ووسائل التكيف معها لدى الاطفال

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 25/02/13 12:03,  حُتلن: 13:07

النجاح لا يعني "الفوز" بل يعني إيجاد وسيلة أخرى وقد يُؤلم الأم أن ترى طفلها وهو يحاول التكيُّف مع تجربة مُؤلمة أو غير سارة

على الأُم أن تدع طفلها يعرف أنها تحبه سواءٌ أكان ناجحاً أم فاشلاً: فإذا عانقته بقوة وشجعته ببعض الكلمات، يمكن أن تُخفف من شعوره بالألم عند فشله في اختبار أو في حال سقط أرضاً أثناء تَعلّمه ركوب الدراجة لأوّل مرّة

إنّ الفشل في ناحية مُعيّنة، يفتح الباب أمام نجاحات في نواحٍ عديدة أخرى. قد لا يكون الطفل بارعاً في تشكيل فريق رياضي، لكنه يستطيع أن يُدير حلقات دراسية في مادة العلوم مثلاً، أو الرياضيات أو الأدب.. إلخ، أو في إنجاز عمل ما بإتقان شديد. إنّ مدح الطفل على الإنجازات التي يستطيع تنفيذها وتشجيعه على الاستمرار في محاولاته، يساعدانه كثيراً في حال فشله في نواحٍ أخرى ويُعلمانه التكيّف مع الفشل.


صورة توضيحية - تصوير: ThinkStock

إنّ الفشل في أول محاولة، أو ثاني محاولة أو حتى بعد محاولات عديدة، يحفز الطفل إلى بذل المزيد من الجهد في التدريب والدراسة، ومحاولة إيجاد وسائل أخرى تُساعده على تحقيق مآربه. إذ يستطيع الطفل تعلُّم المزيد عن كيفية التوصُّل إلى حل مشكلة ما من خلال الفشل. لذا، على الأُم مساعدة طفلها على تخمين أسباب فشله والتوصّل إلى كيفيّة تجنّبه مرة أخرى. فمن خلال المحاولة والفشل ثمّ المحاولة ثانية والنجاح، يتعلم الطفل الصبر، والمثابرة، والشعور بالفخر بالإنجازات التي يحققها.

الوقوف والزحف والمشي
إنّ الفشل ليس نقيضاً للنجاح. فالطفل يتعلم الوقوف والزحف والمشي وتناول الطعام بالملعقة لوحده، بعد محاولات عديدة فاشلة. فهو يتعلم من التجربة والخطأ قبل أن يتمكن من إتقان عمل ما يُسند إليه. إذ لم يحصل أن توقف الطفل عن أن يجرب ثانية عند فشله، في حال لم يجد مَن يشجعه ويدفعه إلى المحاولة ثانية. لذا، فإنّ الأُم التي تُسارع إلى رفع طفلها كلما وقع أرضاً، تمنعه من النجاح في التوصل إلى التوازن المطلوب الذي يساعده على المشي.

إيجاد وسيلة أخرى
إنّ النجاح لا يعني "الفوز" بل يعني إيجاد وسيلة أخرى. قد يُؤلم الأم أن ترى طفلها وهو يحاول التكيُّف مع تجربة مُؤلمة أو غير سارة. مثلاً، فشله في ركوب الدراجة ووقوعه أرضاً، أو فشله في امتحان ما، أو في الانضمام إلى فريق من الفرق المدرسية. ولكن يجب ألا يغيب عن بالها، أنّه لابدّ لكل طفل أن يمر بهكذا تجربة، وأنّ عليها أن تُشجعه على المحاولة ثانية بدلاً من أن تُشعره بألمها، فيخاف الطفل من إعادة المحاولة. إنّ العلاقات السيئة تجعلنا نٌقدّر عالياً العلاقات الجيِّدة. ففشل الطفل في الانضمام إلى فريق ما، بسبب رفض الفريق له، قد يدفع به إلى العمل بنشاط وقوة، واكتشاف متعة الاعتماد على النفس.

- خطوات مفيدة:
إليك بعض الخطوات التي تساعدك على تعليم طفلك استخلاص دروس مفيدة من الفشل:
• مساعدة الطفل على تحديد عواطفه وإحساسه والتعبير عنها بطريقة مقبولة، فإذا لم ينجح الطفل في المدرسة أو في الملعب، لابدّ من وجود شخص من العائلة بالقرب منه، ليساعده على التعامل مع انفعالاته وأحاسيسه.

• إعطاء الطفل فرصة ليتحدث عن أسباب عدم سير الأمور كما كان يرغب أو يتوقع، في اعتقاده: ففي استطاعة حتى الأطفال الصغار، التعبير عن مشاعرهم، وما على الأهل سوى الإصغاء إليهم. إذ يُمكن أن يكون الطفل قادراً على تقديم تفسير لما حصل، لم يكن يخطر على بال الأم.

• توفير أنشطة مناسبة تتلاءم سن الطفل، وتتناغم مع مهاراته واهتماماته: أحياناً كثيرة، تُبالغ الأم كثيراً في توقعاتها من طفلها، على الرغم من صغر سنّه. فلا ضَيْر إذا لم يكن الطفل من الأوائل في السنين الدراسية الأولى، أو إذا لم يتمكن في سن الرابعة، من ركل الكرة بقدمه نحو الهدف.

• التوضيح للطفل أن تحقيق الفوز ليس أهم شيء يمكن أن يحرزه في حياته: يجب أن تمدح الأُم جهود الطفل ومواقفه تماماً مثلما تمدح تحقيقه الفوز. على الأُم أن تُنوّه دائماً بصفات طفلها الإيجابية، لأنّ مثل هذا التنويه يساعده على بناء ثقته بنفسه، حتى لو كان الطفل صغيراً في السن.

• عدم مُبالَغة الأم بشأن توقعاتها من طفلها، بل يجب أن تكون واقعية ومعقولة: عليها ألا تتوقع أن يبرع طفلها الذي لا يزيد عمره على السنتين في عزف قطعة موسيقية لبيتهوفن خلال يومين، أو أن يتمكن من تجميع صورة من المكعبات خلال دقائق معدودة، لمجرد أن شقيقته تستطيع فعل ذلك.

• يجب ألا يغيب عن بال الأُم، أن طفلها يُراقب كيف تتعامل مع الفشل في حياتها اليومية: لا بأس من أن تشاركه الحديث عن خيبة أملها، ولكن عليها أن تُبيّن له كيف تستخلص العبر من تجاربها.

• على الأُم أن تدع طفلها يعرف أنها تحبه، سواءٌ أكان ناجحاً أم فاشلاً: فإذا عانقته بقوة وشجعته ببعض الكلمات، يمكن أن تُخفف من شعوره بالألم عند فشله في اختبار، أو في حال سقط أرضاً أثناء تَعلّمه ركوب الدراجة لأوّل مرّة.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة