الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 11:01

خبير تربوي: المنهج النبوي مفتاح التربية الحديثة السليمة

أماني حصادية -
نُشر: 06/03/13 12:24,  حُتلن: 13:31

الدكتورعبد المعطي :

أنصح الآباء بأن يتذكروا أن كل لحظة فراق بينهم وبين أبنائهم قد تكون هي اللقاء الأخير

النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على الإيداع العاطفي مع المسلمين عامة ومع أبنائه وبناته فكلما قابل ابنته الحبيبة فاطمة رضي الله عنها قبلها في جبينها وأودع حبا في حساب العاطفة لديها

أكد الخبير التربوي  محمد عبد الله عبد المعطي أن "المنهج النبوي من أفضل المناهج في التربية الحديثة"، مشيرا إلى أن "المناهج الغربية التي وضعت في أوربا وألمانيا وغيرها يشوبها الغموض والتخبط، وذلك لعدم وجود رؤية ومنهج في التربية الصحيحة". وقال عبد المعطي في محاضرته بعنوان " كيف نربي جيلا يقود المستقبل "، والتي عقدت في مسجد أبوبكر الصديق في مدينة الشيخ زايد: "يجب على الآباء أن يضعوا أبناءهم في المرتبة الأولى وذلك مثلما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم، مثل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فعندما كان يقابل ابنه سالم في الطريق كان يقبله حتى عندما كبر في السن".


 

وحذر عبد المعطي الآباء من أن ينهروا أبناءهم باستمرار سواء للصلاة أو المذاكرة"، موضحا أن "هناك تباينا في قدرات الأبناء، فهناك من لديه قدرات تحمل عالية، وهناك من يفتقر للقدرات، وهو ما يسمى العبور بسلام". وأضاف أنه "يجب على الآباء الإستمتاع بالطعام مع الأبناء، وعدم الإنشغال بمشاهدة التلفاز أو أي شيء آخر". وتطرق عبد المعطي إلى القواعد الذهبية في صناعة الذكريات الأسرية قائلا : هناك قاعدتان وهما: 

 اللقاء الأخير
وفيه تأكيد على ضرورة ألا يفارق الآباء والأمهات الأبناء وهم غاضبون، لأنه قد يكون اللقاء الأخير، وروى قصة جار له فقال : إنه كان له ابن يبلغ من العمر خمسة عشرة سنة، عاد للبيت يوما وفى فمه رائحة الدخان، فقال له الوالد منفعلا: هل شربت السجائر؟ فأجاب الإبن: لا، فسأله مرة ثانية وأجاب بالنفي أيضا، فضرب الرجل ابنه على وجهه قائلا له: كاذب، فخرج الإبن باكيا مسرعا إلى الخارج، وأسرع والده خلفه ليلحق به، وإذ بسيارة مسرعة تصدمه فيموت في الحال أمام والده. وهكذا كان اللقاء الأخير بينهما، ولم يتحمل الوالد الصدمة، فانهارت أعصابه وحتى الآن يعالج بإحدى المستشفيات. وتابع: إن ذلك ما حثنا عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم، حيث كان لقاؤه بابنته فاطمة جميلا، يحمل الدمع والإبتسام في الوقت نفسه وذلك قبيل موته، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها، وقال لها: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم أسر إليها حديث فضحكت، فسألتها السيدة عائشة عن سبب بكائها وفرحها، فقالت: أسر إلى أن جبريل كان يدارسني القرآن كل عام مرة واحدة، وأما هذا العام فدارسني القران مرتين، وأني سأكون أول من ألحق به فبكيت، لأني عرفت أن النبي سيقبض في هذا العام، ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيدة أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت. وينصح عبد المعطي الآباء بأن يتذكروا أن كل لحظة فراق بينهم وبين أبنائهم قد تكون هي اللقاء الأخير، فلا يتركوا أبناءهم ينامون باكين . وأضاف: ليس معنى هذا أن نجيب جميع رغبات الأبناء، وأن نلغي العقاب لأن هذا ليس سليما من الناحية التربوية.

العواطف الأسرية 
افتح حسابا في بنك العواطف الأسرية وهو يمثل نوعية علاقتك بأبنائك وبناتك ويشبه هذ الحساب حساب البنك في أنك يمكن أن تودع فيه أو تسحب منه، مشيرا إلى أن طرق الإيداع في بنك العواطف تتمثل في المعاملة اللطيفة، الإعتذار، الولاء للغائب، قطع العهود والوفاء بها، الهدية، الصفح والمسامحة، مدح الإبن بصدق، حفظ الابن في غيبته. بينما طرق السحب من بنك العواطف هي التحدث بلهجة ينقصها الإحترام، الإنتقاد والتحدث عن الآخرين سلبا أثناء تغيبهم، عدم الوفاء بالعهد، الإحجام عن قول آسف عند الخطأ، دخول حجرتهم دون استئذان، التحدث عن الغائب بصورة سيئة. ونوه قائلا: "إذا كان حسابك مع أحد أبنائك عاليا فذلك يعنى أنه سيذكرك بالخير دائما، وإذا حدث خطأ من جانبك في حقه فسوف يعوضه رصيدك العاطفي عنده". واختتم عبد المعطي قائلا: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على الإيداع العاطفي مع المسلمين عامة ومع أبنائه وبناته، فكلما قابل ابنته الحبيبة فاطمة رضي الله عنها قبلها في جبينها، وأودع حبا في حساب العاطفة لديها".

مقالات متعلقة