الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 15 / مايو 23:02

حيفا:لقاء أبناء شبيبة عرب ويهود في مدرسة بسمات

كل العرب
نُشر: 14/03/13 15:15,  حُتلن: 15:30

الطلاب المشاركون أشادوا بموضوع الترجمة الذي اتاح لهم التعبير بحرية عن رأيهم وخلق لغة مشتركة بين الطلاب جميعهم وجلبهم الى نقطة متساوية من هذه الناحية

 الجميع إتفقوا على أنّ التغيير يجب أن يبدأ من أنفسنا في الأمور اليومية الصغيرة واعترى أبناء الشبيبة شعور بالإثراء الفكري من اللقاء ومن الحديث الصريح عن المشاكل المشتركة للطرفين

"ما يوحّدنا أن جميعنا بشر، علينا أن نتمتع بحقوق متساوية. اليوم، في هذا اللقاء على الرغم من اختلافنا، كل واحد منا يتحدث لغة اخرى، وله مجتمع وحضارة مختلفة، الا ان هذا لا يُشكل سببا للخصام بل على العكس انها نقطة القوة للتغيير الذي نطمح اليه من خلال المواضيع المشتركة التي نتشارك بها نحن ابناء الشبيبة"، يقول "سيجيي"، طالب في الصف العاشر في مدرسة بسمات في حيفا. بحيث قام سيجيي ورفاقه في الصف يوم الثلاثاء باحتضان طلاب الصف الحادي عشر من مدرسة يافة الناصرة الثانوية. والتقت المجموعتان للمرة الثانية في اطار مشروع "أبناء شبيبة من اجل التغيير الاجتماعي" بمبادرة نقابة العمال "معًا".

المثير في هذا اللقاء أنه إشتمل على ثلاث لغات العربية والعبرية والروسية. فتعاون الجميع بمساعدة المرشدين الذين اداروا المجموعات على الترجمة الفورية. وقد اشاد الطلاب المشاركون بموضوع الترجمة الذي اتاح لهم التعبير بحرية عن رأيهم، وخلق لغة مشتركة بين الطلاب جميعهم وجلبهم الى نقطة متساوية من هذه الناحية.

صيرورة تثقيف وبناء
افتتحت اللقاء الذي شارك فيه نحو 45 طالبا، مديرة مدرسة بسمات "راحيل فاينبرغ" التي حيّت الطلاب من المدرستين على المشاركة وذكرت انهم ما زالوا يبنون الخطوة الاولى في هذا المشروع على امل أن يتطور وتتسع رقعته لتشمل فئات اخرى غير الشبيبة في العام الدراسي القادم. كما أن مندوب نقابة معا عن المشروع والمرشد في بسمات "يوآف طمير" اشار الى النجاح الذي حققوه بفضل التعاون المشترك بين المدرستين. باقامة اللقاءات الاسبوعية في كلتا المدرستين واللقاء المشترك الاول الذي اقيم في مدرسة يافة الناصرة على الرغم من الظروف السياسية التي سادت البلاد وموجة العنصرية السائدة التي تجتاحه من حين لآخر.
يُذكر أنه في اطار هذا المشروع يمر الشبيبة في صيرورة تثقيف وبناء نظرة نقدية على المشاكل في المجتمع. في مواضيع يتشارك فيها ابناء الشبيبة من المجتمعين كالمساواة بين الجنسين، مكانة المرأة، سياسة الخصخصة وتأثيراتها في تعميق الفجوات السياسية والاقتصادية واستغلال الشبيبة في سوق العمل ومشكلة العنصرية. كما يشدّد المشروع على البحث عن قاسم مشترك بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب، وعلى الحاجة للتغيير الاجتماعي بوحي العدالة الاجتماعية والمساواة. بعد كلمات الافتتاحية، توزّع المشاركون إلى ثلاث مجموعات مختلطة، الاجواء في المجموعات اعتراها جوا من الخصوصية والإصغاء وتبادل الآراء باحترام.

التغيير على الصعيدين
بعد ذلك ناقشت المجموعات دور أبناء الشبيبة في التغيير على الصعيدين الشخصي والاجتماعي، وتطرقوا الى أسئلة مثل ما هي الامور التي تودّون تغييرها؟! وهل حاولتم التغيير؟ وما مدى قوّة تأثير أبناء الشبيبة، وما الذي يمنعهم من القيام بالتغيير احيانا؟. وقد أجابوا بدون تردّد: العنصرية واللامساواة والغلاء المعيشي هم العوائق التي تمنعنا وتفرض اجندة تكاد تكون ابدية. كان النقاش مفتوحًا وتلقائيًّا، وكان الاستنتاج الذي توصّلوا إليه، أنّه عندما نرى حالة واضحة من اللامساواة وانعدام العدالة يتوجّب العمل معًا يهودا وعربا من اجل جلب التغيير وأن الاحوال على كافة الاصعد في ديناميكية وتغير مستمر كما هو الحال في انتفاضة الشعوب العربية التي تٌعتبر مثالا يُحتذى به لاحلال التغيير.
يقول "آدم" إنّ المساواة يجب أن تشمل الجميع: اليهود والعرب والروس. من خلال مشروع معًا تعلمت معنى المساواة وعلينا العمل معا من اجل تغيير الوضع القائم". وافقته الرأي الطالبة "بلقيس" من يافة الناصرة التي اشادت باهمية التغيير لابناء الشبيبة، غير ذلك فالمستقبل سيكون اسوأ.

تغيير ايجابي وملموس
هذه هي السنة الثالثة الذي يتمّ فيها مشروع أبناء الشبيبة الذي تبادر إليه "معًا" في مدرسة يافة الناصرة الثانوية، من خلال التعاون مع إدارة المدرسة. وقد اشادت المستشارة التربوية، "سندس علي الصالح"، بدور المشروع في بلورة تغيير ايجابي وملموس نمى لدى الطلاب المشاركين. فقد اصبحوا اكثر جرأة في طرح المواضيع ومناقشتها وليس لمجرد تقبل الآراء المسبقة الموجودة. والفضل يعود لمرحلة التثقيف التي مرّوا بها خلال الفعاليات الاسبوعية".
إجمالاً، اتّفق الجميع على أنّ التغيير يجب أن يبدأ من أنفسنا في الأمور اليومية الصغيرة. اعترى أبناء الشبيبة شعور بالإثراء الفكري من اللقاء ومن الحديث الصريح عن المشاكل المشتركة للطرفين. وأجمع الكثير من المشاركين أنّ القطيعة بين اليهود والعرب في الحياة اليومية تخلق أفكارًا نمطية. وان هذه الافكار تزول عند ايجاد هذا القاسم المشترك الذي يقودنا الى تفكير مستقلّ. عدا عن ذلك، هذه اللقاءات تؤدّي إلى تواصل مباشر وصريح وهي تُعتبر جزءا من التغيير. 

مقالات متعلقة