الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 22:02

الشعب يريد وقف الاقتتال/ اسراء محاميد- كيوان

كل العرب
نُشر: 02/04/13 10:11,  حُتلن: 12:46

اسراء محاميد كيوان في مقالها:

لا مناص للحاكم الذي خنق الرعية وأوصد الأبواب امامهم فباتوا ينشدون الخلاص يبحثون عن بديل لهذا الاحتلال الأبدي لموارد البلاد


في استعادة فلاشية لأحداث الثورة السورية سنرى الخروج العفوي السلمي للمواطنين ينشدون التغيير ويطمحون للمساواة ولمنح المواطن حق تقرير المصائر وانتهاج الديمقراطية كبديل لنظام متغطرس مسيطر أطبق فكيه على الشعب

كم ارجو أن تتوقف جميع الاطراف وأن ينزاح الظلم والغمة عن أمتنا العربية كافة وأن ينجلي الانقسام بيننا والاقتتال بينهم والشعب لا يريد الا بعضاً من كرامة مسلوبة وانهاء الموت الزؤام الذي يقض مضاجع البشر ورفقا بنا ايها القدر

سوداوية تلك الكلمات التي قد ينطقها المرء، حين يمر بالبيوت الخاوية، بالحواري المهدمة، وبحشرجات الأطفال يبحثون عن دفتر خربشاتهم بين الركام. ويعلو الغضب على فوهة الحناجر، وتكبيرة تنطلق من عمق المأساة.. الكل يريد الخروج من دوامة العنف القاتلة، من بركان اللهب المستعر حتى بات يحرق في طريقه الأخضر واليابس.. ولم تكن النهاية هنا، بل جر ذلك الى انقسام عالمي ما بين معارض ومؤيد للثورة، وما بين معترف بها وداحض لها جملة وتفصيلا، واتهامها احياناً بنظرية المؤامرة.. وأيّاً كان، فلا مناص للحاكم الذي خنق الرعية، وأوصد الأبواب امامهم. فباتوا ينشدون الخلاص، يبحثون عن بديل لهذا الاحتلال الأبدي لموارد البلاد، وللكبت الخانق الذي لا يمكن لأحد ان ينكره.

مؤامرة لطمس الحقائق
وفي استعادة فلاشية لأحداث الثورة السورية، سنرى الخروج العفوي السلمي للمواطنين، ينشدون التغيير ويطمحون للمساواة، ولمنح المواطن حق تقرير المصائر.. وانتهاج الديمقراطية كبديل لنظام متغطرس مسيطر، أطبق فكيه على الشعب. وأي نتيجة مأساوية مرعبة لاقى المعارضون!!! من قمع وترهيب وزج في غياهب السجون.. فبدأ القتل والارهاب ينخر البلاد..حتى بدأ الثائر السوري يستعر اكثر، وشعر أن الظلم مضاعف، فبات ينشد الشهادة.. بعد أن كان ينادي بالتحرير والعدل والمساواة. وكأي نتيجة حتمية ارتفع سقف المطالب. وعندها اثبت هذا الحاكم الجائر انه لا يستحق أن يكون راعيا بل هو الجلاد بعينه. وبالمقابل ارتفعت الأصوات التي تشدو بنظرية المؤامرة لتطمس الحقائق أكثر فينشغل العالم بالتبرير والتفسير والتحليل، ويقتل هناك البشر، ينفون الى الملاجىء.. يشردون يعذبون وما من خلاص.

وقف الاقتتال
حين يصبح الحاكم جلادا، حين يقضي على ربع الشعب. ويقتل ويقصف شعبه، مهما يكن السبب، سيسقط عنه لقب الحاكم والراعي، فهو لم يعد كذلك. من حق الشعب أن يحصل على الحرية والديمقراطية. سيقول البعض، أي ديمقراطية... بل ستتحول سوريا الى عراق ثان.. وانا اقول فليكن!! فحين يتحرر الطير من سجنه سيحتاج بعضاً من الوقت ليستجمع قواه ويتعلم الطير... وهكذا الشعب المكلوم حين يتحرر من طاغية ومن حكم مستبد سيحتاج بعض الوقت ليعتاد على الديمقراطية ويتعلم أصولها، وكيف يتعامل معها في شتى مناحي الحياة، فلا تطالب ببقاء الدكتاتور استسهالاً..ولا تستخف بشعوبنا، فلنمنح انفسنا بعض الوقت لنستجمع بقايا كرامتنا المنسكبة على عرش الدكتاتورية والاستبداد.. فدعوا الارادة للشعب وليس لاهوائنا..التي في الغالب تميل الى الطمع في مناصرة هذا الحاكم الجائر للشعب الفلسطيني..لكنني اصدقكم القول، لا تنتظروا خيرا من حاكم حبس الخير عن شعبه واطلق رصاص بنادقه وفوهات دباباته في وجوههم، دون رحمة، لا تظنوا أن هذا قد يكون نصيرا يوما...ورغم هذا وذاك، فلا نطمع الا بوقف الاقتتال، حتى لا تؤول العواقب الى الاسوء...فالويح لهذا الاسد الذي جعل الاقتسام والشرخ يمتد في شعبه حتى باتوا يقتلون بعضا بسببه، ويكره الاخ اخاه لانه يعارضه الرأي... كم نحن بحاجة الى ديمقراطية في نفوسنا قبل حكمنا..كم نحن بحاجة لتقبل رأي الاخر، دون ان نحجر عليه.


رفقا بنا ايها القدر
ولا ازال استغرب حال بعض البشر الذين منذ بضع سنين كانوا ينتقدون الانظمة العربية ويتهمون الشعوب بالخنوع والتخاذل.. وينعتون الحكام بأسوأ وصف، ويهزأون من عمليات الاقتراع الخيالية التي تؤدي بالضرورة الى 99٪ تصويت لصالح الزعيم.. اما وقد انتفضت الامة فنجد اولائك يهبون ويعارضون هذه الثورة التي بدأت بشرف...ولا زال البعض يحاولون تغيير مسارها وتشويهه...نعم انا ضد القتل والتطرف في أي أمر، ومن هنا، فالحل بيد الزعيم القائد المتشبث بالكرسي!! فليعلن الرحيل، وليدع الشعب يختار.. فهذا حق مسلوب منذ سنين خلت.. وأرجوكم كفانا تخليدا للزعيم القائد.. واتباعه مغمضي الأعين حتى نهب واستبد وبطش... ولا زال البعض يرزح تحت سيطرته.. ويدعمه رغم ما يقترف من مجازر يومية...والاولى بهؤلاء أن يطالبوا بأن يوقف هجمته... ورغم هذا فقد فات الأوان فإن توقف هو فلن يتوقف اولائك الذين اشعل هو فيهم نار الغضب جراء بطشه...وكم ارجو أن تتوقف جميع الاطراف، وأن ينزاح الظلم والغمة عن أمتنا العربية كافة...!!! وأن ينجلي الانقسام بيننا والاقتتال بينهم.. والشعب لا يريد الا بعضاً من كرامة مسلوبة...وانهاء الموت الزؤام الذي يقض مضاجع البشر...ورفقا بنا ايها القدر!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة