الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 23:01

أطفالنا: بين غياب القدوة وتفريط الراعي وإهمال الأمانة

أماني حصادية -
نُشر: 23/04/13 13:50,  حُتلن: 14:50

بطبيعة الأطفال وفطرتهم يتقبلون ويتحمسون لما يغرس في نفوسهم وعقولهم الغضة ولكن المشكلة تكمن في عودتهم لمنازلهم ورؤيتهم المتناقضات بين ما تعلموه من خلق ودين وعلم وبين ما يرونه من أهلهم من تجاوز 

تأسرني رؤية طفل بكامل براءته التي فطره الله عليها، ولكن هيهات أصبحت رؤية هؤلاء نادرة أو قليلة، فقد اغتلنا تلك البراءة وشوهنا معالمها بأمور كثيرة .. قد يكون أقلها الهيئة واللباس والتقليعات. لذا نعرض هنا بعض النماذج لإهمالنا وتفريطنا في تربية أطفالنا وفهم عالمهم والتعامل معه، علَّنَا نعالج السبب والمسبب للاغتيالات المتكررة للراحلة.


صورة توضيحية

- أطفالنا جُلهم، إن لم نقل كلهم، يكذبون، كيف تعلموا الكذب وكيف عرفوا تزييف الحقائق وقد وُلِدُوا على الفطرة؟ بكل بساطة يا سادة إنهم يستمعون للتناقض والتزييف من والديهم أو أحدهما فيثمر التعليم والغرس ينتج.

- من الأطفال من يتلفظ كثيراً بألفاظ نابية أو قذرة، ولا يجدون من يمنعهم أو يوجههم بل يقابلون بالإبتسامة والإعجاب على الفصاحة وطلاقة اللسان ولو بسيء الألفاظ.

- البعض الآخر من أطفالنا تعلقت نفوسهم بسماع الغناء ومتابعة المسلسلات، من السبب ؟؟ وكيف تعودوا عليها؟! كان عندي طفلة تتأخر في الحضور للحلقة، سألت أختها يوما لم تتأخر أختك ولا تحضر معك؟ قالت أتيت وهي تشاهد المسلسل وستأتي بعد أن ينتهي !!! من علمها ؟؟ من عودها !! من وجهها ؟؟ من رباها ؟؟ من أدبها وحفظها عما يخدش براءتها.

- يترك الأطفال، بل قد يرغمون، على البقاء أمام جهاز الرائي أو الفيديو لمشاهدة الرسوم المتحركة، بما في بعضها من اغتيال لبراءتهم، ولما في بعضها الآخر من إعاقتهم عن مزاولة نشاطهم الطبيعي وحركتهم ولهوهم البريء الذي يكون أحياناً كثيرة من أسباب قتل الإبداع والنبوغ والتفكير.

قدوة ومثل أعلى
بطبيعة الأطفال وفطرتهم يتقبلون ويتحمسون لما يغرس في نفوسهم وعقولهم الغضة، ولكن المشكلة تكمن في عودتهم لمنازلهم ورؤيتهم المتناقضات بين ما تعلموه من خلق ودين وعلم وبين ما يرونه من أهلهم من تجاوز وتعدٍ لكل ما غرس معلميهم في أنفسهم الوقوف عنده وعدم تجاوزه، وطبعا هم يرون والديهم قدوتهم ومثلهم الأعلى، فبهذه التناقضات يعيش الطفل في دوامة ومتاهة لا أول لها ولا آخر، متذبذب حائر، لا استقرار لتفكيره ولا ثقة ولا اطمئنان لمن حوله، وقد واجهنا تساؤلات الأطفال البريئة عن التناقضات التي يعيشونها ما بين (المنزل) الأسرة والتي تناقض تصرفاتها المدرسة وما يتلقون فيها من أخلاق وآداب، فما ذنب هؤلاء الأطفال ليعيشوا الإزدواجية ويعانوا منها منذ صغرهم؟ ولم لا نمثل لأبنائنا قدوة صالحة ومثالا يحتذى به أو على الأقل نتجنب فعل السوء ولو أمامهم فقط.

مقالات متعلقة