الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 20:02

الصعوبات والحلول لأطفال فرط الحركة وتكوين الأصدقاء

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 24/04/13 13:41,  حُتلن: 13:59

الصعوبات التربوية التي يواجهها الأبوان لتربية طفل "أفتا" قد تدفع بهم – في غياب الوعي- إلى العنف الجسدي معه واعتماد التوبيخ والتقريع والصراخ منهجًا يوميًا للتعامل معه، وهو ما يدمر هذا الطفل ويدفعه بقوة نحو التمرد والغضب ويزيد من اضطراب

الأسرة هي المحيط الاجتماعي الأول والأهم في حياة كل إنسان، ولطفل "أفتا"( الذي يعاني من قلة التركيز وفرط الحركة) تعد الأسرة هي بوابة التكيف الاجتماعي له، فأسرته هي الأكثر تفهمًا وإدراكًا لطبيعته، وهي – بطبيعة الحال- الأكثر حرصًا وحنوًا. وعلى الرغم من ذلك فإن الأسرة قد تكون مدمرة لهذا الطفل، بأن تكون أول محطة لنبذه والعنف معه وهدم الثقة لديه، فالصعوبات التربوية التي يواجهها الأبوان لتربية طفل "أفتا" قد تدفع بهم – في غياب الوعي- إلى العنف الجسدي معه، واعتماد التوبيخ والتقريع والصراخ منهجًا يوميًا للتعامل معه، وهو ما يدمر هذا الطفل، ويدفعه بقوة نحو التمرد والغضب ويزيد من اضطرابه.. وهو ما ينعكس بشكل فوري على علاقاته الاجتماعية الأخرى، ويقلص من فرص تكوينه لصداقات.



ومن الأخطاء الأسرية الفادحة أيضًا والتي تنهي فرصه في الصداقة، أن ينظر له الوالدان والإخوة على أنه متخلف عقلي، أو إنسان ناقص، وهذه نظرة خاطئة تمامًا، فطفل "أفتا" قد يكون أذكى من إخوته وزملائه، وغالبًا ما يتمتع بمهارات عديدة تنقصهم، فاستحياء الأم من طفلها، والنفور من الذهاب به إلى الاجتماعات ولقاءات الأهل والمعارف حتى لا يحدث مشاكل، أو الحديث عنه بشكل سلبي أمام الآخرين، كل هذا يترك في نفسه آثارًا سلبية مدمرة اجتماعيًا. وفي المقابل فإن الأسرة الواعية تكون المحضن الذي يتعلم ويتدرب فيه هذا الطفل على الآداب والمهارات الاجتماعية.

جوانب القوة
الخطأ الأشهر في التعامل مع أطفال "أفتا" هو التركيز دومًا على ما ينقصهم، وعلى نقاط ضعفهم، ومقارنتهم بالأطفال الآخرين في قلة الاندفاعية، والقدرة على التركيز ونحو ذلك.
ولكن ماذا إذا ركزت الأسرة والمعلمون على جوانب قوة هذا الطفل - وهي كثيرة-؟
وماذا لو بدأ الوالدان بإدراك أن هذا الاضطراب هو اختلاف وتميز يجعل لدى طفلهم نقاط قوة كثيرة يفتقر إليها الآخرون؟
من الطبيعي أن يحاول الآباء والأمهات معالجة الخلل والضعف لدى أطفالهم، ولكن التركيز على هذه الجوانب يجعلهم يغفلون نقاط التميز والقوة. لدى طفل "أفتا" العديد من المهارات والإمكانات، فهو طفل شجاع وجريء، وهو طفل مرح وجذاب، ولديه قدرة فائقة على التعلم بالاستماع فتنطبع الكلمات والجمل في عقله.. ولديه مهارات كثيرة على الأبوين ملاحظتها والتركيز عليها وتنميتها.
وعلاقة هذا الأمر بالصداقة وثيقة، فالتركيز على مزايا الطفل سيمنحه أولا الثقة بالنفس، وهي عماد إقامة علاقات اجتماعية جيدة، كما يجعله طفلا مميزا يتطلع أقرانه للقرب منه، كأن يكون طفل رياضي، أو فنان، مما يجعله ويجعلهم أيضًا متغاضين عن سلبياته.

التحكم في السلوك السيء
كثيرًا ما يبدو طفل "أفتا" وكأنه مدفوع نحو الخطأ، كأن يشتم أو يضايق الآخرين، ولمواجهة هذا الأمر يُنصح باجتماع الآباء والأمهات مع أطفالهم بشكل دوري لمناقشة هذه الأمور بطريقة ودودة ودون إفراط في اللوم والتأنيب، فردود الفعل السلبية والمبالغة في التوبيخ تضر هؤلاء الأطفال جدًا وتؤثر على احترامهم لذواتهم.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة