الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

عزيزتي الأم: علمي أطفالك علامات الرقي الإنساني

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 29/04/13 14:22,  حُتلن: 15:19

عزيزتي الأم:

من المهم أن تقومي برواية قصص وحواديت لطفلك عن مدى أهمية الشكر والامتنان في حياة الناس وكيف أن من يحرص على شكر الآخرين يحظى في النهاية بالفوز بما يتمنى وأكثر مما كان يحلم

الإحساس بالشكر والإمتنان للآخرين من أهم علامات الرقي الإنساني، وكل من لا يستطيع أن يشكر الناس فلن يستطيع أن يشكر ربه على ما أنعم به عليه من منح وعطايا، غير أن القدرة على الشكر ليست مسألة سهلة وإن بدت كذلك لأن الحياة حبلى بالابتلاءات والفتن والمتاعب، وهذا ما يجعل القلب الشكور قلبًا نادرًا لا يمكن أن يحيا ويعيش بهذه الصفة العظيمة إلا لو كان تربى منذ نعومة أظفاره بطريقة مختلفة تقوم على تقدير الاخرين واحترامهم والاعتراف بفضلهم.


صورة توضيحية - تصوير: ThinkStock


ونظرًا لأننا نعيش في هذا الأزمان في حالة من نكران الجميل ونسيان الفضل من أهل الفضل، ومحاولة كل إنسان أو فئة أو مجموعة لتحقيق الأهداف والغايات ونسيان كل من يكون قد ساهم في يوم من الأيام في تعزيز هذا الحلم وتحقيق هذا الهدف، فما أحوجنا إلى أن نعلم أبناءنا أهمية شكر الناس والاعتراف بخيرهم وفضلهم والامتنان لهم على ما قدموه حتى لا نجد أطفالنا يكبرون وهم يعانون من نقصية إنكار الجميل والتنكر لأهل الفضل وتلمس الأعذار لأنفسهم في ممارسة الجحود والعقوق.

الإحساس بالشكر
والحقيقة أن الشكر لا يكون فقط للآخرين ولكن الإحساس بالشكر والامتنان عندما يكون موجهًا من القلب دائمًا لربه فإنه يجعل الطفل ومنذ سنوات عمره الأولى يتيقن من أنه يعيش في هذه الدنيا بفضل من الله ونعمة وهذا ما يجعله دائم التفاؤل ناظرًا إلى المستقبل بقلب مفتوح وعيون مشرقة بالابتسامة وعزيمة لا تلين ولا تعرف اليأس أو الاستسلام أو الخضوع.

أولاً: ساعدي أطفالك على ملاحظة النعم والمنن
القلب عندما يتعلم كيفية ملاحظة النعم والوقوف بتأمل أمام المنن والعطايا يكون قلبًا قريبًا من إدراك الإيمان بالخالق ويكون قلبًا محبًا للخير حريصًا على العطاء ومهتمًا بإسعاد الآخرين وإدخال السرور عليهم، وقلوب الأطفال التي تتفتح للحياة قد لا تقف كثيرًا أمام إدراك النعم والمنح وتعتبرها من الأمور البديهية المسلم بها في الحياة، وهنا يأتي دور الأم لكي تقوم بأسلوب لطيف متدرج بإلقاء الضوء على النعم وإبرازها أمام عيون الطفل حتى يعرف قيمتها وتأثيرها عليه في حياته ويتذكر كل من ساهم في وجودها لكي يشعر بالامتنان في داخله لمن يقدم إليه المعروف ويتسبب له في حالة السعادة والراحة.

ثانيًا: فلنشكر نحن أطفالنا في البداية
ما المانع أن تقدمي الشكر لطفلك وتشعريه بأنك ممتنة له بسبب أنه فعل شيئًا جميلاً أو قال عبارة لطيفة حنونة أدخلت على قلبك السرور؟ إن التربية بالقدوة مهمة على أكثر من صعيد إلا أنها تكتسب أهمية كبيرة فيما يتعلق بتعليم الطفل الشكر والامتنان، فعندما يجد الطفل أنك وأنت أمه وفي غنى عن تقديم الشكر له عن شيء فعله، لم تتردي في شكره والامتنان له سيعلم جيدًا أن شكره للآخرين على ما قدموه أو فعلوه هو أمر عادي وطبيعي ولا يمثل انتقاصًا منه.
ولا تتوقف ممارسة هذا الأمر عند حد شكرك لطفلك ولكن شكرك كذلك لزوجك أمام عيون الطفل يؤدي إلى نفس التأثير فعندما يرى الطفل أنك تشكرين والده على شيء قام به أو فعله أو حتى تفوه به فإن هذا يجعل الطفل يتأكد أن الشكر لابد أن يكون سمة من سمات الحياة وأن من لا يقدم الشكر للآخرين سرعان ما يجف قلبه ويموت ضميره ويتزايد غروره وتضمحل قدرته على رية الواقع ببصيرة وبدون التباس وغبش أو تناقض في المعايير.

ثالثًا: قراءة القصص
من المهم أن تقومي برواية قصص وحواديت لطفلك عن مدى أهمية الشكر والامتنان في حياة الناس وكيف أن من يحرص على شكر الآخرين يحظى في النهاية بالفوز بما يتمنى وأكثر مما كان يحلم، وتأكدي أن القصة بتفاصيها تثير في وجدان الطفل الإحساس بعظمة المعنى المراد إيصاله لاسيما إن كان هذا المعنى هو الشكر والامتنان.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة