الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 15:02

أخصائيون: التعليم المبكر لا يصب في مصلحة الطفل

أماني حصادية -
نُشر: 30/04/13 12:19,  حُتلن: 14:55

التعليم في مراحل الطفولة المبكرة يكون بتفهم حاجات الطفل وكيفية تلبيتها وتفهم مشاكله وكيفية التغلب عليها ومساعدته على اكتشاف مواهبه وقدراته

معظم الأخصائيون النفسيون المتخصصين في موضوع التعليم المبكر لا ينصحون ببداية التعليم الرسمي قبل سن الثالثة أو الرابعة، حتى لو أبدى الطفل استعداداً وقدرة على ذلك

ينمو الطفل عقلياً كما ينمو جسمياً إذا ما قُدم له الغذاء العقلي المناسب مع استعداداته وقدراته. بدأت فكرة دور الحضانة في الأربعينات خلال الحرب العالمية الثانية، حينما كان الآباء والأمهات مضطرون لترك أولادهم في المنزل، والعمل في إدارات الجيش المختلفة، وكان وجود هؤلاء الأطفال في هذه الدور ليس إلا وقتاً للعب والتسلية حتى يتسلمهم ذويهم بعد ذلك. ثم أدخلت بعد ذلك مهارات أخرى كالقراءة والرياضيات واللغات، وذلك للحاق بالتقدم الروسي الذي اهتم بالطفل، وكان سَبّاقاً إلى إدخال هذه المعارف ضمن برامج الأطفال صغار السن في مدارسه. ولكن في الستينات أجمع العلماء على القول بأن 50 % من ذكاء الطفل لا ينمو قبل سن الرابعة أو بعدها بقليل.


صورة توضيحية

وفي القرن العشرين معظم الأخصائيون النفسيون المتخصصين في موضوع التعليم المبكر لا ينصحون ببداية التعليم الرسمي قبل سن الثالثة أو الرابعة، حتى لو أبدى الطفل استعداداً وقدرة على ذلك. وأنه بعد التجارب لاحظوا أنه بالرغم من أن الأطفال لديهم مهارات معقدة فإنه لا يعني أن نجعل القراءة والكتابة والحساب من ضمن برامجهم التعليمية، لأن ذلك يحولهم لأطفال يحرقهم العلم ولا يتقدم بقدراتهم ومواهبهم.

التجارب العلمية
ودلت التجارب الميدانية العلمية إلى أن التعليم المبكر جداً يضر بالطفل بالفعل بدنياً ونفسياً، حتى لو كان قياس ذكائه فوق المتوسط، بل العكس، فكلما زاد مستوى ذكائه كلما تعاظم الخطر عليه. وهم يرون أن الإستيعاب والفهم وليس الحفظ والتلقين، هي الطريقة المثلى لإيصال المعلومات إلى عقول صغار الرابعة، كما أنه ليس هناك ما يؤكد أن طفل الثالثة أو الرابعة الذي يستطيع قراءة أو كتابة بعض الحروف الهجائية يصبح أذكى من أقرانه عند دراسته الابتدائية، كما أنه ليس ثمة دليل يؤكد أن الأطفال في هذه السن المبكرة أكثر قابلية للتعليم، إنهم قد يستطيعون التقليد أو الحفظ ولكنهم لا يستطيعون فهم المعلومة وهضمها والإستفادة منها.

اكتشاف مواهب وقدرات الطفل
إذاً... التعليم في مراحل الطفولة المبكرة يكون بتفهم حاجات الطفل وكيفية تلبيتها، وتفهم مشاكله وكيفية التغلب عليها، ومساعدته على اكتشاف مواهبه وقدراته ، وعدم إجباره على حفظ معلومة ، أو تأنيبه إذا أخفق في كتابة حرف أو فشل في إتمام عملية حسابية ، لأن العلاقة المتبادلة بين البصر والسمع والحواس الأخرى لا تنمو على عجل بل تأخذ وقتها في النمو خلال مراحل الطفل المبكرة 3 – 6 سنوات . لذا يتم التدرج في إعطاء تلك المعلومات والمعارف حسب مرحلته العمرية ، ولا نقدم له شيئاً يفوق مستواه ، ولا نضغط عليه لإتمام تلك المهارات بالصورة التي نريدها ، فذلك يشعره بالعجز والفشل في تأدية ماهو مطلوب منه مما ينعكس على شخصيته، ويجعلنا نربي شخصاً عديم الثقة بنفسه بقصد منا أو بغير قصد.

مقالات متعلقة