الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 20:01

أطفالنا: القصة التعليمية لها فوائد لا تحصى ولا تعد فلا تهملوها

أماني حصادية -
نُشر: 30/04/13 12:21,  حُتلن: 14:54

لقصة التعليمية يمكن أن تدخل إلى كافة العلوم والفنون وإلى المواد التعليمية حتى الصعبة منها كالرياضيات والجغرافيا فما بالنا بالتاريخ الذي نحرص على تلقينه لأجيالنا

لا بأس من إعادة النظر في القصص التعليمية التي كانت مبثوثة في الكتب حتى المدرسية منها وتلك الأخرى الراسخة في الأذهان بأن تؤخذ هذه القصص وتطرح ضمن مفاهيم جديدة أو بإسقاطات معاصرة

للقصة التعليمية فوائد كثيرة لا تحصى، وقد ثبتت هذه الفوائد لدى الأُمم التي استخدمتها في العلوم الحديثة وفي التكريس لأمجادها وتاريخها وحتى في التنبؤات نحو المستقبل، كعلم الفضاء والذرة وغيرها، وهذا النوع يلامس قصص الخيال العلمي لكنه يتوقف عند حدود الحاضر ولا يلقي بتنبؤ نحو المستقبل.


صورة توضيحية

ومادمنا نحن العرب نسير في ركب التطوُّر والتقدُّم ونأخذ من المدارس التربوية ما يلائمنا وما يعطي نتائج ملموسة لدى أطفالنا، فما علينا إلا أن نؤكِّد على ضرورة القصة التعليمية وتشجيع الكُتّاب عليها، وبالتالي إدخالها إن لم يكن في المناهج التعليمية أساساً إنّما في الإطار الذي يواكبها ويماشيها وخاصة في التنظيمات الطفلية، وفي كتب صغيرة الحجم ومزيّنة بالرسوم الجميلة التي تملك أهدافها التعليمية والتربوية إلى جانب القصص الفنّي الجذاب.

القصة التعليمية
وأؤكِّد هنا على أنّ القصة التعليمية يمكن أن تدخل إلى كافة العلوم والفنون وإلى المواد التعليمية حتى الصعبة منها كالرياضيات والجغرافيا، فما بالنا بالتاريخ الذي نحرص على تلقينه لأجيالنا؟ فلماذا لا يكون على شكل قصة؟ وبهذه المناسبة، تروي إحدى المعلمات في صفوف إبتدائية تجربتها مع القصة التعليمية التاريخية عندما لم تستطع تقريب مفهوم الزمن بالنسبة لملوك فترة تاريخية معيّنة، فإذا بها تنتقي عدداً من الأطفال وتُسمِّي كلاً منهم بإسم واحد من الملوك، وعندما أمسكوا بأيدي بعضهم بعضاً أدركوا الفارق بين ملك وآخر بحيث صاحت طفلة: "آه.. إنّه قريب منِّي جدّاً". وهكذا استطاعت المعلمة أن تثبت فكرة الزمن الفاصل بين حكم ملك وآخر، كما قربت لهم ما كان خافياً عليهم من التاريخ عن طريق القصة التي تبادلوا حوارها.

خيال خصب
وبما أنّ الطفل العربي يملك خيالاً خصباً، ويميل إلى القصص والحكايات التي لا يزال يسمعها من الأُمّهات والآباء والجدات، فيمكن الإفادة من هذا الخيال أوّلاً ومن تلك القصص ثانياً بحيث يتم تطويرها وإدخال قيم جديدة عليها هي المستهدفة. ولا بأس أيضاً من إعادة النظر في القصص التعليمية التي كانت مبثوثة في الكتب حتى المدرسية منها وتلك الأخرى الراسخة في الأذهان بأن تؤخذ هذه القصص وتطرح ضمن مفاهيم جديدة أو بإسقاطات معاصرة، كما في قصص الثعلب والغراب، والنملة والصرصار، والأرنب والسلحفاة، والكنز المدفون في الحقل الذي هو العمل والجد والنشاط، إلخ... كما وأنّه تجدر الإشارة إلى أنّ الإذاعة والتلفزيون هي القنوات الهامة جدّاً والتي يمكن أن تعبر منها القصة التعليمية سواء في برامج التسلية أو في البرامج الهادفة للتعليم. وتكون بذلك مادة محببة ومسلية لا كمادة جافة لا يستسيغها الصغار، بل ينفرون منها. وهذا يتماشى مع خطة مركزة للتلفزيون التعليمي والإذاعة التعليمية كما في برامج التسلية والإمتاع.

وسائل إيصال
وبما أنّ الأُمِّيّة لا تزال في قطاع كبير من الآباء والأُمّهات خاصة، فإنّ هذه القصص التعليمية يمكن أن تأخذ طريقها إليهم، وبالتالي تتسرّب إلى أطفالهم لاسيما إذا كانت تتلاءم مع المخزون والموروث من الأفكار وتنسجم مع العصر من جهة ثانية بحيث تخلق عالماً متكاملاً بين الطفل والبيئة من حوله. وأخيراً، بما أنّ الكتاب لا يصل إلى الأسرة عموماً وإلى الطفل خصوصاً بشكل متواتر وغزير لأسباب كثيرة لا موجب لذكرها ولعل أهمّها الإقتصادية، فإنّ القصة التعليمية يمكن أن تلعب دوراً كبيراً لأنّ الأطفال يتناقلونها ويكونون كوسائل إيصال لها فتتسع الدائرة حتى تشمل أكبر عدد ممكن منهم.

مقالات متعلقة