الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 10 / يونيو 16:01

رسالة لصديقي الملحد/ بقلم: الصحفي جمال أمارة

كل العرب
نُشر: 09/05/13 12:21,  حُتلن: 12:23

جمال أمارة في مقاله:

ماذا تربح ماديا واجتماعيا وسياسيا ان كنت ملحدا؟ هل تشعر بزيادة المال والجاه والصحة؟

الجهل لدى شريحة أكبر في مجتمعنا في سب الجلالة والتفنن بها بات امرا مقيتا وبحاجة لوقفة احتجاج صارخ

يا صديقي الذي لا أعتز به ملحدا عد لرشدك وانظر حولك وفوقك وأسفلك وامنح نفسك حق التفكير مجددا واخلع الشيطان عن كاهلك، فباعترافك بوجود الله ووحدانيته لن تخسر شيئا بل ستربح

إن الجهر بالكفر والإلحاد الذي نراه لدى قلة قليلة في مجتمعنا العربي والمسلم، بات أمرا مقلقا بعد وصول الامر لحد الوقاحة والتطاول على الله جل جلاله وعلى رسله وكتبه، وأن الجهل لدى شريحة أكبر في مجتمعنا في سب الجلالة والتفنن بها بات امرا مقيتا وبحاجة لوقفة احتجاج صارخ وربما الصدام المعقول للحد من هذه الظاهرة، فأنا لست ممن يفتون ولست ذو عمامة أزهرية، ولكن الامر يمقتني جدا كما يمقت الكم الاكبر في مجتمعنا، وما دعاني لكتابة هذه السطور هو ارتفاع وتيرة الفجور لدى من أعيش معهم في بلدي ومن تعلمت معه في المرحلة الابتدائية قبل عشرات السنين. فوقتها لم أعهدهم بتلك القسوة والضلال ولم أعهدهم بذلك الجهل والغباء، فجهلهم يختلف عن جاهلية أبو لهب وأبو جهل الذين عبدوا أصناما ليتقربوا الى الله زلفة، فهم يعيشون اليوم بزمن لم يعد شيء به مبهما وأصبح العلم والمنطق سيد الموقف، فما ذكرته الكتب السماوية التي هي كلام الله ورسائله وشرائعه للبشر، تفسر اليوم علميا بأدق الاجهزة الالكترونية والمهجرية وبعدها يُربط الاكتشاف بآية قرآنية تحدثت عن ذلك قبل أكثر 1400 عام !.

صديق الطفولة ملحد!
من دعاني لكتابة هذه المقالة والتي ليست من اختصاصي بل اختصاص رجال الفقه والدين، -وأنا بالكاد احافظ على قيامي لصلاة الفجر بوقتها، - صديق الطفولة ذلك الطفل الوسيم الذي نهلنا العلم سوية أنا وإياه بالمرحلة الابتدائية، فقد التقيته مجددا قبل أشهر وجالسته مجددا بعد مضي 25 عاما، تحدثنا سوية عن فترة طفولتنا وأيام المدرسة حتى وصلنا لعدد الاولاد لكل منا وتفاخرنا بأمور الدنيا والمكانة التي وصل اليها كلانا ليغلبني هو بالنهاية بعد اعلامي بانه يدير شركة مقاولات ناجحة في مجال البناء تدر عليه اموالا طائلة. وما أن سألته عن امور الاخرة وان كان مصليا، فاجابني مبتسما ابتسامة عريضة "أنا لااعترف بوجود الله ولا الرسل ولا الكتب السماوية"، فكانت الصدمة والطامة الكبرى التي اخفيتها بداخلي محاولا التقين ان كان صديقي مازحا، الا انه أصر واستكبر ولوجود الله أنكر.

القرآن والسنة والإنجيل والتوراة
بعد عدة محاولات مني لاقناعه بما ورد بالقرآن والسنة وبما ورد بالإنجيل والتوراة، بقي ضاحكا ساخرا صاما اذنيه، تركته وأنا مغلوبا مهزوما ذليلا خجولا أمام ربي والهي الذي لم استطع الدفاع عنه، وعدت الى بيتي مغموم البال حتى ألهمني خالقي بالطريقة التي سأقنعه بها وكم أود أن يستعملها غيري مع هؤلاء الملحدين الجاهدين لوحدانية الله وعظمته وفضله. صديقي باختصار كغيره من الكثير من المسلمين يؤمن بالمادة وأن لا آخرة ولا حساب بعد الموت وبتناسخ الارواح.. لذا يجب أن نخاطبهم بالسؤال الاول:
*ماذا تربح ماديا واجتماعيا وسياسيا ان كنت ملحدا؟ هل تشعر بزيادة المال والجاه والصحة؟ وهنا سيبدأ فرض حصار المنطق عليه.

صفقة مربحة
أما بخصوص حالة صديقي الملحد والذي لم القاه مجددا حتى اليوم وآمل أن يقرأ هذه السطور فسأعطيك مثلا دنيويا وليس دينيا: لو انني عرضت عليك صفقة مربحة جدا وهي بمثابة مشروع لعدة وحدات سكن في مدينة تل أبيب وأن صديق لي يهودي هو صاحب المشروع هناك ولا يهمه السعر، فقد طلب مني جلب مقاول عربي على عاتقي وسيدفع الاجر مضاعفا 10 مرات!، فان كان متر البناء ب 100 شيكل فذلك الرجل الثري سيدفع 1000 شيكل، فالطبع يا صديقي لن تصدق في البداية وستقول لي هناك أمرا مغلوطا، لن يحدث ذلك أبدا مسبقا!، فأجيبك، تعال معي وسأخذك بسيارتي اليه واعدك أن يدفع لك مقدمة نصف المبلغ نقدا، ماذا ستقول؟ "لاحق العيار لباب الدار"وستركب معي مسافرا لتل أبيب نصف مصدق لما رويته لك، فتفكيرك الدنيوي سيجعل تقامر على صدقي أو كذبي..أليس كذلك؟.

كلام الله وليس منطق البشر
اذا لماذا لا تقتنع بالمنطق السليم أن هناك الله قد خلقنا وخلق السماوات والأرض وما فيهن ولو بنسبة 50 % ؟!!!. يا صديقي الذي لا أعتز به ملحدا عد لرشدك وانظر حولك وفوقك وأسفلك وامنح نفسك حق التفكير مجددا واخلع الشيطان عن كاهلك، فباعترافك بوجود الله ووحدانيته لن تخسر شيئا بل ستربح ما هو غامض بالنسبة لك ولو بنسبة "مقامرة" 50% لن تخسر أن شهدت أن لا الله الا الله وأن محمد وإخوانه من الرسل عبيده أرسلهم لي ولك لنختار الصراط المستقيم وليأجرننا على ذلك جنة عرضها السماوات والأرض. أسأل الله أن يهديك قبل فوات الاوان وأن تكون واعظا لمن هم مثلك اليوم ضائعين لا يودون سماع كلام الله ولا منطق البشر.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة