الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 01:01

العطلة الصيفية: فراغ يؤرق الأبناء وميزانية تنهك الآباء

أماني حصادية -
نُشر: 11/06/13 13:10,  حُتلن: 13:55

ما يضيق بالناس ذرعا ويجعل من العطلة الصيفية كابوسا حقيقيا يتطلب ميزانية إضافية تزيد من أعبائهم هي تلك الأسعار المرتفعة التي يقتضي على الأهل دفعها مقابل قضاء أبنائهم لشهر واحد في النادي الصيفي

تعتبر العطلة الصيفية من أكثر الأوقات التي لابد من استغلالها في حياة الطفل وان التغيير الكبير الذي أحدثته تلك النوادي على بنية شخصية أبنائها الصغار حيث أصبحوا أكثر إدراكا للأمور ولا يقتصر اللجوء إلى النوادي الصيفية فقط على العاملات

أن تبدأ العطلة الصيفية بطرق الأبواب، حتى يبدأ الفراغ والوقت الطويل يداهم الأطفال ويؤرق أولياء الأمور، بكيفية إيجاد حلول ترفيهية للأولاد تخرجهم من الملل. والأربعينية هناء الرياحي، تعد العطلة الصيفية بالنسبة لها مشكلة كبيرة، تبدأ بالاستعداد لها منذ بداية الامتحانات، لافتة إلى أن وجود أبنائها مجتمعين طوال اليوم في المنزل يسبب لها أرقا وتعبا. "إن تواجدهم يسبب لي التعب بسبب الصخب والفوضى والمناكفات فيما بينهم"، بحسب ما تصف هناء، خصوصا مع بدء التنافس على برامج التلفزيون والغرف والألعاب والكثير من القصص التي لا تنتهي، متمنية وجود مكان لاحتواء الأطفال في العطلة الصيفية لتفريغ طاقاتهم واحتواء حركتهم المفرطة.


وترى أن ما يضيق بالناس ذرعا ويجعل من العطلة الصيفية كابوسا حقيقيا، يتطلب ميزانية إضافية تزيد من أعبائهم، هي تلك الأسعار المرتفعة التي يقتضي على الأهل دفعها مقابل قضاء أبنائهم لشهر واحد في النادي الصيفي. وتستهجن الثلاثينية سناء ظاهر، ارتفاع الأسعار للنوادي الصيفية التي كانت ترسل إليها ابنها في العام الماضي، مؤكدة أن الزيادة في السعر تجاوزت الستين دينارا على الشهر الواحد، "وأصبحت أحتاج إلى 300 دينار لتسجيل ابني في النادي لمدة شهر واحد"، بحسب ما تقول. وترى أن النوادي تستغل حاجة الناس واضطرارها لتسجيل أبنائها في العطلة الصيفية، معتبرة أن المشكلة الأكبر ستزداد في شهر رمضان، وأن بعض النوادي تطلب 250 دينارا خلال شهر رمضان فقط.
ولأنه لا توجد بدائل لتلك النوادي الصيفية، تضطر الظاهر إلى إرسال ابنائها إليها، منوهة إلى إرسال ابنها الذي لم يتجاوز الخمس سنوات إلى الأماكن الترفيهية العامة يشكل لها هاجسا ومصدرا للخوف والقلق، خصوصا وأنها مكتظة بالأطفال من الأعمار كافة.
وتسيطر على الأربعينية ميسم البستنجي، حالة من الخوف والقلق على أبنائها في العطلة الصيفية، فتجد أن تسجيلهم في النوادي الصيفية، الطريق الوحيد الذي يشعرها بالاطمئنان على أبنائها خلال تواجدها في العمل.

إكساب الطفل المهارات الرياضية والاجتماعية 
وتعتبر العطلة الصيفية من أكثر الأوقات التي لابد من استغلالها في حياة الطفل، مؤكدة على التغيير الكبير الذي أحدثته تلك النوادي على بنية شخصية أبنائها الصغار، حيث أصبحوا أكثر إدراكا للأمور. ولا يقتصر اللجوء إلى النوادي الصيفية على العاملات فحسب، حيث تجد ربة المنزل الخمسينية خولة العلي، أن وجود النوادي الصيفية التي تشتمل على العديد من الأنشطة الترفيهية أمرا جيدا، خصوصا بعد الضغوطات التي يتعرض لها الطلبة في أوقات الامتحانات. وتؤكد أن الإجازة الصيفية إذا لم تستغل جيدا ستنعكس آثارها على الجميع، معتبرة أن النوادي التي تخفف العبء عن الأهالي، ويمكن أن توجه الأبناء بطريقة تربوية، نموذجية ناجحة. وتسهم النوادي الصيفية التي تفتح أبوابها في كل عام للأطفال بشكل كبير في تطوير مواهب الأطفال وتعليمهم، بحسب ما يؤكد صاحب أحد النوادي الصيفية خالد مكاوي.  ويجد أن الكثير من الأهالي يفضلون إلحاق أبنائهم بالأندية، منوها بالدور الذي تقدمه تلك النوادي في إكساب الطفل المهارات الرياضية والاجتماعية والنفسية وغيرها، كما أن التزام الطفل في النادي يعلمه كيفية التعامل مع زملائه ومدربيه، وكذلك يشعر الأهالي بالطمأنينة لتواجد أبنائهم في مكان آمن بعيدا عن مخاطر الشارع.
ولأن الفكرة تلاقي استحسان الأهالي، فإن ازدياد النوادي الصيفية، جعل بعض المدارس الحكومية تقيم أندية طيلة العطلة الصيفية، وفق ما تشير مديرة إحدى المدارس الحكومية أمل الحياري، مبينة أن المدرسة أقامت ناديا صيفيا يتضمن رحلات، وركوب خيل، وسباحة وبرامج ثقافية وترفيهية.


التخفيف من العدوانية وتذويب الفردية
وتحقق هذه الأندية الصيفية، وفق الحياري العديد من الفوائد للطلبة، فبدلا من أن يقضوا الإجازة الصيفية في البيوت أو في الشوارع أو في مشاهدة التلفزيون، "فإننا نشركهم في نشاطات فنية وثقافية، مثل الرسم والقصص وكذلك في البرامج الترفيهية".  وتشير الحياري إلى أن الفئة العمرية المستفيدة من هذا النشاط هم الطلبة من الصف الأول الابتدائي وحتى الصف السادس. ويؤكد التربوي الدكتور عماد الدين خضر، أن الطفل بحاجة إلى أن ينمو في بيئة متوازنة ومستقرة من الجانبين الأسري وغير الأسري الذي يشكل كل ما هو خارج البيت او العائلة، بحيث يؤدي إلى تنمية القدرة الاجتماعية التكيفية عند الطفل. ويساعد دمج الأطفال وفق خضر، في مجتمع الأقران على صقل شخصية الطفل من خلال اللعب بعدة جوانب اجتماعية، وجسمية، وثقافية وفكرية، وإخفاء الجوانب السلبية مثل الأنانية، الفوضوية وعدم التركيز.
ويؤكد أن دمج الأطفال يساعد في التخفيف من العدوانية وتذويب الفردية والأنا، داخل روح الجماعة، ويسهم في تحفيز روح الجماعة وحب العمل الجماعي، ومساعدة الآخرين، وتنمية مهاراتهم في مجالات الرواية والسرد والخطابة لدى الأطفال، والتحدث بإيجابية والبعد عن السلبية والخلافات. ويجد خضر أن النوادي الصيفية هي عمل متكامل لتعليم الطفل مهارات الكبار والراشدين منذ الطفولة، بشرط أن يكون النادي مجهزا ومؤهلا، ويحتوي على الكوادر البشرية والأجهزة اللازمة والبرامج التربوية السليمة غير المبنية على العشوائية، كما يحدث في بعض المراكز.
ويشير خبير علم الاجتماع الاقتصادي حسام عايش، إلى وجود موجة من ارتفاع الاسعار التي ستطال العديد من مجالات الحياة خلال الشهر الحالي وفي شهر رمضان والأشهر التي تليها، ومنها النوادي الصيفية التي يعتبرها الأهل ملاذا آمنا لأبنائهم لقضاء أوقات فراغهم".
ويعتقد أن هناك استغلالا لحاجة الناس في إيجاد متسع لأبنائهم في الصيف، وهذا يوقع على كاهل الدولة ضرورة إيجاد أماكن آمنة للأولاد وبأسعار مناسبة، داعيا إلى وجود ضوابط ومعايير لحماية المستهلك من ارتفاع الأسعار، إلى جانب تفعيل قانون حماية المستهلك، لتشمل بنوده كافة مناحي الحياة وليس المسائل المتعلقة بالطعام والشراب فقط.

مقالات متعلقة