الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 03:01

أمهات يربين أطفالهن بالمال:سلوكيات مرفوضة

أماني حصادية -
نُشر: 01/07/13 11:56,  حُتلن: 14:23

عزيزتي الأم:

لو أنك عودتي طفلك على إعطائه المال في كل أمر يقوم به فما الذي سيحصل إن لم تستطيعي توفير مال كاف مع مرور الوقت؟ هل ستبدأين عندها بتعليم أصول وآليات الحصول على المال بالطرق المشروعة

تلجأ العديد من الأمهات إلى الاعتماد على فكرة منح ومنع المال كأسلوب للتربية في التعامل مع أطفالهن، ظناً منهن أن هذا الأمر يمكن أن يكون دافعا للأطفال من أجل تنفيذ مختلف أنواع المهام المطلوبة منهم أو حثهم على تفادي الوقوع في سلوكيات مرفوضة. وهذا الأسلوب خاطئ من الناحية الاقتصادية، ولكنه في الوقت نفسه مدمر من الناحية التربوية، لأنه يسهم في وجود شخصيات لا تنظر إلى الحياة الا من خلال منظور مادي بحت ويفقد الطفل القدرة على ترتيب الأولويات في الحياة بصورة صحيحة قائمة على المبادىء والقيم الإنسانية والمعنوية. وتوجد بعض الأسباب والدوافع الرئيسية التي يمكن أن تدفعك إلى تجنب استعمال المال كأداة للتفاوض والتعامل مع أطفالك:


أولاً: الواجبات تُؤدى لأهميتها
فتنظيف الغرفة أو أداء الصلاة أو أداء الواجبات الدراسية، جميعها مهام ضرورية لبناء شخصية ومستقبل الطفل، وبالتالي يجب تأديتها بحوافز غير مالية، كالتشجيع المعنوي، والقدوة الحسنة، أما ارتباطها بالمال فهو ارتباط سيء قد يدفع بالطفل إلى التخلي عن أدائها بمجرد توقفك عن إعطائه المال.


ثانياً: دافع للتحايل
فقد يلجأ الطفل إلى التحايل على والديه في سبيل الحصول على المزيد من المال، فقد يتعذر بأنه تعبان أو لا يجد وقتا كافيا، الأمر الذي قد يضطر الأب أو الأم لإعطائه المزيد من المال لحثه على القيام بالأمور الواجب عليه القيام بها بلا مال أساسا.


ثالثاً: زرع مفاهيم مالية خاطئة
حيث ينشأ الطفل على مبدأ أني سأحصل على مال بمجرد قيامي بواجباتي الأساسية، وبالتالي فإنه سيستصعب القيام بالأمور الإضافية أو التطوعية لأنها غير مفهومة بالنسبة له، فكيف سيساعد أخاه مثلا على القيام بأمر ما، أو كيف سيتقبل مساعدة شخص كبير في السن دون مال. مجرد تعود الطفل على ضرورة حصوله على المال للقيام بأي حركة أو سكنة فهذا أمر سيولد لديه مفهوما ماليا خاطئا على المدى الطويل.


رابعًا: استحالة التوقف عن إمداده بالمال
لو أنك عودتي طفلك على إعطائه المال في كل أمر يقوم به، فما الذي سيحصل إن لم تستطيعي توفير مال كاف مع مرور الوقت؟ هل ستبدأين عندها بتعليم أصول وآليات الحصول على المال بالطرق المشروعة. أم ستعطينه كتابا في إدارة الأموال ليبدأ بالتعلم منه؟ لا تنسى المثل الشهير: العلم في الصغر كالنقش بالحجر.


خامساً: أداء المهام حبا بالوالدين
يجب أن يقوم الطفل بواجباته حبا بوالديه وقناعة بكلامهما، وليس رضوخا للمال. فهل عجزت عن إيصال الفكرة لطفلك وهو مازال صغيرا؟ فكيف بك عندما يكبر؟ أم هل ستستمر بإمداده بالمال للأبد. سيأتي عليه يوم سيضطر لعمل ما يكره بلا مال ولا حتى تحفيز من الآخرين. واسألي أي طالب مبتعث للخارج وستجدين عنده من الأمثلة ما يغنيك.
إن أبناءنا مسؤولية حقيقية ومن أبرز وأهم دلائل الوفاء بواجبات هذه المسؤولية ألا نكون سببا في تشويش سلم القيم والأولويات في نفوسهم خاصة في المراحل المبكرة من أعمارهم، وكل أم عليها أن تربي في أطفالها أن المال هو وسيلة لتحقيق الغايات وليس هدفا في حد ذاته تؤدي من أجل تحصيله الأعمال والغايات السامية النبيلة.

مقالات متعلقة