الشيخ نضال أبو شيخة:

نحن قوم لا ننسى أسرانا ولا ننسى شهداءنا لا ننسى أقصانا ولا قضيتنا ولا ننسى هذه المركبات لقضيتنا 

الشيخ رائد صلاح:

هذه الجلسة بنوعيّتها وبمواصفاتها هي أول جلسة تقوم بهذه المواصفات منذ نكبة فلسطين عام 1948

نظّمت لجنة الحريات والأسرى والشهداء والجرحى المنبثقة عن لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني السبت في منتزه ميس الريم في قرية عرعرة في المثلث الشمالي، مائدة إفطار رمضانية لذوي الأسرى والشهداء.

وشارك المئات من العائلات والأسرى المحررين حيث كان في إستقبالهم رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان، وأعضاء لجنة الحريات التي يترأسها الشيخ رائد صلاح، حيث يهدف هذا اللقاء لتفعيل قضية الأسرى والتأكيد على مطالبهم العادلة في الحرية، وإحياء لذكرى الشهداء الأبرار.

رمز الفخر والعطاء
وبعد تناول وجبة الإفطار، استهلت الأمسية بتلاوة عطرة بصوت الأسير المحرر إبراهيم صالح، فيما رحّب الشيخ نضال أبو شيخة الذي تولى عرافة الامسية، رحب بالحضور وأكد قائلا: "نحن قوم لا ننسى أسرانا ولا ننسى شهداءنا، لا ننسى أقصانا ولا قضيتنا ولا ننسى هذه المركبات لقضيتنا، أسرى شهداء وجرحى، هو شعار رفعناه لا ننساه في أفراحنا وأتراحنا ولا كل مناسباتنا لأنهم رمز الفخر والعطاء ووقود القضية الفلسطينية، نتشرف بحضوركم ، معكم وبكم يتجدد".

أهمّية لجنة الحريات
وأكد محمد زيدان أبو فيصل رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني بكلمته أهمّية لجنة الحريات التي تعنى بشؤون الأسرى والشهداء والجرحى، مشيرا أن هذه الشريحة تشكّل قاعدة أساسية للمجتمع الفلسطيني في الداخل، وأنه لا يوجد بيت تقريبا إلا وفيه جريح أو شهيد أو أسير، مما يجعل أهل الداخل أسرة واحدة متلاحمة.

 الأسرى والشهداء
 كما وثمّن القائمين على هذه اللجنة وعلى رأسها الشيخ رائد صلاح، مؤكدا أنه أعطى بعدًا كبيرًا ورؤية وأفقا كبيرين لمعالجة هذه القضايا ودورها المشرف وجمعها للأحبّة ذوي الأسرى والشهداء لنتشاور ونتداول قضيتنا الأساسية سوية.

 مسؤولية تاريخية
وتطرّق أبو فيصل الى الصفقة المزمع عقدها بين السلطة الفلسطينية والمؤسسة الاسرائيلية، مطالبا السلطة بأن لا تنسى أن لأهل الداخل الفلسطيني أسرى في السجون، مشيرا الى أنه أبرق برسالة قبل أيام الى رئيس السلطة محمود عباس، قال له فيها أنه أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية وقانونية وعليه أن يتجاهل أسرى الـ 48 ، حيث أنه تلقى ردا فيه روح ايجابيته يؤكد أن الصفقة ستشمل أسرى الداخل حسب قوله". واختتم أبو فيصل كلمته مباركا "هذه الأمسية في ليالي رمضان المباركة، متمنيا أن يتحرر الأسرى قريبا ان شاء الله لنحتقل سوية مع ذويهم في عرس التحرير".

تحرير الأسرى 
بدوره رحب الشيخ رائد صلاح رئيس لجنة الحريّات للأسرى والشهداء والجرحى، بذوي الاسرى والشهداء،  كذلك جمعية أطباء الأسنان في الداخل الفلسطيني، كذلك أعضاء لجنة الحريات الذين عملوا طويلا تحت سقف لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وقد وضعوا أمامهم استراتيجية واضحة تقوم على أساسين، الاول العمل الدؤوب حتى نحرر أسرانا، والأساس الثاني الى ان يتحرر الأسرى، لا بدّ أن نعمل على احياء قضيتهم والتخفيف من معاناتهم". وقال: " نرحّب بجنود عملوا الى جانبنا، هم طليعة من الرحمة، هم طليعة منا، ألأطباء بكآفة التخصصات ، بذلوا وقتا وجهدا وزاروا من زاروا من أسرى الحرية في السجون الى جانب جهود جمعية أطباء الاسنان".

نكبة فلسطين 
وتابع الشيخ رائد : "هذه الجلسة بنوعيّتها وبمواصفاتها هي أول جلسة تقوم بهذه المواصفات منذ نكبة فلسطين عام 1948، هذه الجلسة وبكل اعتزاز أقول تضم ذوي الأسرى وذوي الشهداء ، ونراها فرصة لأن نذكّر بالمعلومات الضرورية التي يجب ان يعرفها الجميع ، لأننا وأنتم أن نتعاون على القيام بها ، لنتحوّل الى جنود لتنفيذ هذه المعلومات".

لجنة المتابعة العليا
وأكد قائلا :" لجنة الحريات والأسرى والشهداء والجرحى ، ليست لأي حزب أو حركة في الداخل الفلسطيني ، هي للجميع وتمثل الجميع ، هي منبثقة وتعمل باسم لجنة المتابعة العليا، وأمامها تحدّي كبير كي تنجز ما قصّرنا به جميعا حتى الان في قضايا الأسرى والشهداء".

أدب السجون
وضرب مثلا قائلا: "نحن الآن نصب جهدا كبيرا لأول مرة في مسيرة تاريخ جماهيرنا في الداخل الفلسطيني لكتابة تاريخ الشهداء منذ عام 1917 ميلادي، حتى الان نصبّ جهدا كبيرا لكتابة تاريخ أسرى الحرية منذ عام 1917 حتى الآن، كما ونصب جهدا كبيرا لتوثيق أدب السجون، أي ماذا كتب الأسير السياسي داخل القضبان، وماذا كتب من شعر ومقالات وقصص وأفكار ومن وحي القلم، كل هذا التراث نحن الآن نصبّ جهدا لتوثيقه، نحن أمّة غير مقطوعة من شجرة، نحن أمة نبتت ومن مقومات قوتها الشهداء والأسرى، من مقومات بقاها وصلابة عودها وتفاؤل مستقبلها الجرحى الى جانب الأسرى والشهداء".

هيئات متخصصين
واستطرد قائلا: "نعترف أننا لا يمكن أن نقوم بهذا الجهد لوحدنا، لذلك أقمنا هيئات متخصصين على مستوى باحثين ومحاضرين وأدباء كي يكونوا سندا لنا في هذه المهمة، وقد بدؤوا العمل ونشروا ما نشروا في الصحف، من أجل ان ننجح في هذه المهمة، بادرنا وعقدنا اجتماعات أولية، لذوي الأسرى والشهداء وانتخبنا لجانا مؤقتة باسم الأسرى والشهداء كل على حدة.

أسرى الحرية
وأكمل قائلا: "آن الأوان أن نحيي أكبر عدد ممكن من ذكريات شهداءنا ومن مشاهد البطولة والشهادة من تاريخ شعبنا الفلسطيني، آن الأوان أن نحيي ذكرى مجزرة الطنطورة، او مجزرة دهمش أو مجزرة دير ياسين، أو مجزرة الشجرة، والقائمة طويلة، يجب أن لا تموت ذاكرتنا ولا نبض محبتنا لشهدائنا في عروقنا  يجب ان نحيى بهم وبتضحياتهم وببطولاتهم الى جانب صمود وبطولة وثبات أسرى الحرية".

شمس الحرية 
وتابع قائلا: "هذا المطلوب حتى نحترم أنفسنا ويحترمنا صغارنا وتحترمنا أجيالنا القادمة ، لذلك نحن جدا نعتز بهذا اللقاء ، وبكل صراحة أقول لكم ، يا أهلنا شمّروا عن سواعدكم لنتعاون سوية، أمامنا مهمات وتحديات كبيرة ، يجب أن لا ننكسر لظالم ولا لسجّان ، ولا لقضبان ، نحن أقوى من كل ذلك ، ومن هنا أضم صوتي الى صوت رئيس لجنة المتابعة، وأؤكد نحن لا نخاف السجون ولا ننكسر للسجون ، ولكنّ نحن نفرح فرحا كبيرا بخروج كل أسير سياسي الى شمس الحرية ، لذلك كلنا أمل ورجاء أن يكون لنا احتفال كبير عندما نستقبل في الأيام القريبة القادمة طليعة من أسرى الحريّة من الداخل الفلسطيني ، وقد انتصروا بإرادتهم على ظلم السجن والسجّان ، كلّنا أمل ورجاء أن نكون سويا البيت الواحد الذين يصنع هذه الفرحة ليستقبل أبناءنا الذين هم أبناء هذا البيت الكبير، أسرى الحرية ، أبطال الحرية، الذين بهم لا تزال ضمائرنا على قيد الحياة، ولولاهم لماتت ضمائرنا ".

 قضية مقدسة
وأردف قائلا :" شهداؤنا قيمتهم مقدسة، يكفي أن الله قال فيهم "ولا تحسبنّ الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يُرزقون". لا نقبل أن يتاجر أحد في قضية الشهداء، لأنها قضية مقدسة فوق الجميع، أسرى الحرية هم وقف مقدس ، يجب أن نحيطهم بالرعاية، أن نعطيه لا أن نأخذ منه، ان نضحي من أجله لا أن يضحي من أجلنا، إن كل يد ضعيفة تحاول أن تمتد بالأذى على أسرى الحرية ، اسأل الله ان يقطعها، ملف الأسرى فوق الجميع وفوق مصلحة الجميع ومصلحة الأشخاص والأحزاب، وفوق مصلحة أي ربح دنيوي كان".

 نور فجر يتسامى 
وقال: "يا ذوي الشهداء، يشرفنا أن ترضوا بنا كجزء من أرضكم، يا ذوي الأسرى، يشرفنا ان ترضوا بنا كجزء من بيتكم حتى نسير سوية انتصارا لشهدائنا وأسرانا، وسنبقى نردد خلفهم، يا ظلام السجن خيم، انا نهوى الظلام، ليس بعد الظلام الا نور فجر يتسامى، ألف تحية لأمهات وزوجات وآباء وأبناء الأسرى، ألف تحية لكم جميعا".