الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 16:01

صفحة من تاريخ جماهيرنا العربية الفلسطينية /بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 18/09/13 17:45,  حُتلن: 08:28

شاكر فريد حسن في مقاله:

خلال اجتياح واحتلال العاصمة اللبنانية بيروت ارتكبت المجزرة الدموية البشعة في مخيمي صبرا وشاتيلا على أيدي المجرمين الفاشيين من عصابات وأوباش الكتائب واليمين اللبناني

طوال فترة الحرب المجنونة كانت جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية والمنزرعة في تراب وطنها تتفجر ألماً وغضباً ونقمة وحزناً ووصل الحد الى إلغاء أعراس وتأجيل حفلات زفاف كثيرة

كان الهدف من ارتكاب هذه المجزرة المدفوعة بالحقد والكراهية البغيضة إخماد جذوة المقاومة والكفاح البطولي الفلسطيني واللبناني وتصفية القضية الفلسطينية وإسكات صوت التحرر الفلسطيني

في العام 1982 شنت المؤسسة الصهيونية الحاكمة، وبدعم من الإمبريالية الأمريكية وتواطؤ من الأنظمة العربية الرجعية، حرب إبادة ضد لبنان استهدفت شعبنا الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية وحركة المقاومة الوطنية اللبنانية. وهذه الحرب استهدفت المقاتلين والمدنيين، الشيوخ والنساء، والأطفال قبل الشباب. وباختصار، استهدفت البشر والحجر والقضية. وطوال فترة الحرب المجنونة كانت جماهيرنا العربية الفلسطينية الباقية والمنزرعة في تراب وطنها، تتفجر ألماً وغضباً ونقمة وحزناً، ووصل الحد الى إلغاء أعراس وتأجيل حفلات زفاف كثيرة، وكيف يفرح الفلسطيني وشعبه يذبح وتسفك دماءه ويتعرض لعمليات الإبادة والمذابح الجماعية ..!

مجزرة دموية بشعة
وخلال اجتياح واحتلال العاصمة اللبنانية بيروت، ارتكبت المجزرة الدموية البشعة في مخيمي صبرا وشاتيلا على أيدي المجرمين الفاشيين من عصابات وأوباش الكتائب واليمين اللبناني، وذلك بدعم وتغطية مباشرة من الغزاة وحكومة اسرائيل اليمينية المتطرفة. وسقط في هذه المجزرة آلاف المدنيين الأبرياء، من الفلسطينيين واللبنانيين، ولكن الأكثرية والأغلبية كانت من الفلسطينيين، نساءً وأطفالاً، وشباناً وشيوخاً، من أبناء هذين المخيميين الفلسطينيين. وقد كان الهدف من ارتكاب هذه المجزرة، المدفوعة بالحقد والكراهية البغيضة، إخماد جذوة المقاومة والكفاح البطولي الفلسطيني واللبناني، وتصفية القضية الفلسطينية، وإسكات صوت التحرر الفلسطيني.

"من دير ياسين لبيروت"
وطبيعي أن تثير مشاهد وصور هذه المجزرة الدموية الرهيبة الضمير الانساني والديمقراطي، الذي استنكرها وأدانها، وأمر حتمي بأن تغضب وتهب جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل هبة رجل واحد، ضد المجازر وعمليات الإبادة الجماعية، حيث نفذت إضراباً وطنياً عاماً وشاملاً يوم الأربعاء الموافق 22/ 9/ 1982، شكل مرحلة أعلى وأرقى بالمقارنة مع معارك شعبنا الكفاحية السابقة في المظاهرات والإضرابات الجماهيرية، وشكل كذلك قفزة نوعية هامة على طريق المشاركة السياسية والنضالية الفاعلة لجماهيرنا العربية وقواها السياسية والتقدمية والطليعية، في سبيل تحقيق وإنجاز حقوق شعبنا الفلسطيني ورسم خارطة السلام في الشرق الأوسط. وشمل الإضراب في حينه العمال والطلاب والمعلمين والتجار والحرفيين وأصحاب المصالح الخاصة والمكاتب، وكان هناك تدفق جماهيري وشعبي كبير الى الشوارع والساحات العامة في مدننا وقرانا العربية في كل أنحاء الوطن، رجالاً ونساءً، شيباً وشباناً، مرددين الهتافات والشعارات الوطنية، منها الشعار "من دير ياسين لبيروت شعب حي ما بيموت".

إضراب سياسي بامتياز
وخلال هذا الإضراب التاريخي، الذي سبقته ثلاثة أيام من المظاهرات والإضرابات والإعتصامات الإحتجاجية، قامت الشرطة وقوات حرس الحدود بعدوان مبيت ومدبر ومخطط له في مدينة الناصرة، قلعتنا الوطنية، تحت حجج وذرائع واهية لتنفيذ مخططها هذا، وأخذت تعتدي على المتظاهرين المدافعين عن كرامتهم وحقهم الديمقراطي والسياسي المشروع بالتظاهر السلمي والإحتجاجي، فجرحت العشرات واعتقلت المئات وقدمتهم للمحاكمات. لقد كان هذا الإضراب إضراباً سياسياً بامتياز وعلى أعلى المستويات، وذلك بمشاركة الجماهير العريضة الواسعة في المعركة لإسقاط حكومة الحرب والعدوان والكوارث والإستيطان والإحتلال، ودفاعاً عن حقوق شعبنا الوطنية وفي مقدمتها حقه بالعودة وتقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة.

تقاليد وطنية ثورية
إن هذا الإضراب التاريخي المشهود، الذي نفذته جماهيرنا بقيادة الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية وحركة أبناء البلد والشخصيات الوطنية، إحتجاجاً على العدوان الأول على لبنان، واستكاراً لمجازر صبرا وشاتيلا، جسد وحدة شعبنا الغلاّبة، وأبرز أهمية هذه الوحدة في مواجهة تحديات المرحلة، والدفاع عن حقوقنا الوطنية والإنسانية والمطلبية العادلة، وضد المجازر وكل ما يهين كرامة شعبنا أو ينسيه حقوقه. إن شعبنا الباقي والمتجذر والمنزرع عميقاً في تراب وطنه، هو شعب حي تمرس في المعارك الوطنية والطبقية، وشبابنا الذين يواجهون القهر والتمييز والإضهاد، يصنعون تقاليد وطنية ثورية عريقة تكسبهم الإحترام والتقدير. فلنصن وحدتنا الشعبية ونحافظ عليها كبؤبو العين، ولنواصل المعركة من أجل البقاء والوجود في الوطن، والتطور العصري، وتحقيق السلام العادل الشامل والثابت، سلام الشعوب بحق الشعوب. وستظل ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا ماثلة في ضمير ووجدان شعبنا الفلسطيني حتى يتم تقديم المجرمين الى المحاكمة الدولية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة