الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 31 / أكتوبر 23:02

التمييز بين الرجل والمرأة/ بقلم: رزان بشارات

كل العرب
نُشر: 02/11/13 10:45,  حُتلن: 14:19

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

رزان بشارات في مقالها:

اتّخاذ القرارات والتغيير هو ناتج من قوّة خارقة مصدرها روح الإنسان وقدرته على التحكم بالأمور

تعاني المرأة العربيّة في داخل إسرائيل بشكل خاصّ من أقلّيّة ثلاثيّة الأبعاد كونها امرأة عربية في دولة يهودية

علينا ان نصحو ونحكم على الأشياء مجدّدا لأنها غير مفهومة ضمنا وللأسف كثيرا ما نخاف من اتّخاذ القرارات والتغيير لان فيه قوانين جديدة

المجتمع العربيّ هو مجتمع ذكوريّ والمفاهيم والقيَّم الاجتماعية حول موضوع الجندريّة ترسخ في عقول الكثيرين حيث أن هنالك العديد من النساء اللواتي يرضخن للأمر الواقع

إنّ التمييز بين الرجل والمرأة وكون المرأة في منزلة أقلّ من الرجل هو مفهوم عالميّ، ولكنّه يختلف بحدّته من مجتمع إلى آخر، وخلال فترات زمنية معيّنة داخل المجتمع نفسه، تعاني المرأة العربيّة في داخل إسرائيل بشكل خاصّ من أقلّيّة ثلاثيّة الأبعاد كونها امرأة عربية في دولة يهودية، فرغم عنفوانها، مثابرتها، عطائها، إصرارها وعزيمتها لتخطّي هذا التمييز الذي أقسرها من الوصول إلى مراكز مهمّة وأداء ادوار معيّنة في المجتمع؛ إلا أنّ هنالك بعضًا من الآراء المسبقة التي تغرز وتدفن مكانتها الاجتماعية وطموحها في المكان الخاطئ ، وهذا يعود إلى تعريف المجتمع العربيّ للمرأة.

مجتمع ذكوريّ
المجتمع العربيّ هو مجتمع ذكوريّ، والمفاهيم والقيَّم الاجتماعية حول موضوع الجندريّة ترسخ في عقول الكثيرين، حيث أن هنالك العديد من النساء اللواتي يرضخن للأمر الواقع، ويقيدن ذرات نقاوتهن حتى يتمّ برمجتهن كآليات تنضبط وفق نظام ذكوريّ يهيمن بإشعاره الأوّل على كينونة المرأة العربية، وبالتالي على المجتمع ككلّ، ولذلك فإنها تربّي أبناءها من كِلا الجنسين على الجندريّة والتمييز.

الحضارات القديمة- البدائية
ونعود الى سابق عهدنا، نرى ان الحضارات القديمة- البدائية ( صيّادون وقاطفات) من حيث مكانة المرأة وعملها كقاطفة ثمار يتلاءم مع كونها تحمل جنينًا داخل أحشائها لمدة زمنية تقارب التسعة أشهر. وحتى أنها أبدعت باختراع بعض الآليّات التي تساعدها في حضن الطفل أثناء عملها، أمّا الرجال، فكان مفهوم الرجولة يتمحور حول الصيد، كانوا يذهبون بعيدا لفترات زمنية طويلة يبحثون عن فريسة للصيد، فكانت المرأة قاطفة الثمار، حاضنة الأطفال وتدير الشؤون الاجتماعية، الاقتصادية والعائلية في ذلك الزمان عند غياب الزوج. وعند رجوعه، يعود بسطوته ويسيطر على زمام الأمور.

العادات والتقاليد
الماضي ليس هو إلا بوسيلة صاخبة الصوت، قوية، تحمل معها معدّات متينة وتناشد الحاضر بالحراك الى القمم الجديدة وليس بالرضوخ الى سلطته، وبهذا سيهدم البناء الوهميّ ويكسر. فالعادات، التقاليد والمفاهيم رغم انها في وتيرة تغيير تامّة إلا أنّها ما زالت راسخة في عقول البشرية. فتغيرت الأمور ولكن ما زلنا نطلق عليها نفس المواصفات والألقاب اذا ما جدوى التغيير؟!! فعلينا ان نصحو ونحكم على الأشياء مجدّدا، لأنها غير مفهومة ضمنا، وللأسف كثيرا ما نخاف من اتّخاذ القرارات والتغيير، لان فيه قوانين جديدة، نمطًا وعادات غير راسخة في عقول البشرية، وفجأة تدور النزاعات بين الأجيال المختلفة ويتلاشى مجتمع كامل، فاتّخاذ القرارات والتغيير هو ناتج من قوّة خارقة مصدرها روح الإنسان وقدرته على التحكم بالأمور. لذلك ابدأ بنفسك وغيّر نبضات تفكيرك لتقود إشعاعًا قويًّا ولامعًا في ثغرات الظلام!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة