الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 16:02

جَائزتي: قصة حلوة ومعبرة لاحلى اطفال بالعالم

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 06/12/13 14:13,  حُتلن: 14:24

 بدأتْ حِصَّةُ الرَّسْمِ التي ننتظرُها بشَغَفٍ ولهفةٍ، طلبَتْ منَّا مُعلِّمةُ الرَّسم أن نتفنَّنَ في رسمِ لوحةٍ تتحدَّثُ عن الطَّبيعةِ، وأخبرتْنا أنَّها ستقومُ باختيارِ اللوحةِ الفائزةِ الأسبوعَ القادمَ وستمنحُ صاحبَ اللوحةِ جائزةًّ رائعةً.
لم أنمْ تلك الليلةَ، ظللْتُ ساهرًا أُفكِّرُ كيفَ سأرسمُ تلك اللوحةَ التي تتحدَّث عن الطبيعةِ، مِن حُسْنِ الحظِّ أنَّ غدًا عطلةٌ.. سأتفرَّغُ تماماً لرسمِ اللوحةِ وتلوينِها فرُبَّما حالفني الحظُّ وكنتُ الفائزَ بالجائزةِ.

في صباحِ اليومِ التَّالي أَتتْني فكرةٌ رائعةٌ، لماذا لا آخذُ علبةَ ألْوَانِي وكُرَّاسةَ الرَّسم وأنطلقُ إلى حديقةِ المدينةِ حيثُ الأشجارُ الجميلةُ والعصافيرُ المُلوَّنةُ والزُّهورُ العَطِرَةُ، هناك سأجِدُ الطبيعةَ السَّاحرةَ وأتفرَّغُ لرسمِها كما هي.. كما أراها.. كما أبدعها الرَّحمنُ.
بسرعةٍ لَمْلَمْتُ أشيائي وانطلقْتُ مُسرعاً لحديقةِ المدينةِ، يا لَلْجمالِ والرَّوعةِ، الحديقةُ كلُّها تكتسي باللونِ الأخضرِ، الأشجارُ وأغصانُها، الأعشابُ الرَّائعةُ التي تكسُو أرضَ الحديقةِ، ما هذا الجمالُ، سُبحانَك أيُّها الخالقُ العظيمُ.
جلستُ على مقعدٍ صغيرٍ أسفلَ شجرةِ صَفْصَافٍ ضخمةٍ، أخرجْتُ أقلامَ ألْواني وبدأْتُ أرسمُ ما أرَى، رَأيْتُ عصفورةً صغيرةً في عُشِّها أعلَى الشَّجرةِ تُزَقْزِقُ بينما أُمُّها تُطعمها بمنقارِها الصَّغيرِ، يا لَلرَّوْعَةِ.. العصفورةُ الأمُّ تضعُ ما بِفَمِهَا في منقارِ صغيرِها كي تُطْعِمَهُ، هذا المشهدُ يستحقُّ أن أرسُمَه.. وبالفعلِ بدأْتُ في رسمِه.
لم أشعُرْ بمُرورِ الوقتِ وأنا مُنْهَمِكٌ في النَّظرِ للحديقةِ ورسمِ ما يُعجبني من وُرودٍ يانعةٍ وأشجارٍ رائعةٍ وشمسٍ ساطعةٍ، وفي النِّهايةِ كانتْ لوحتي تمتلِىءُ بالرُّسومِ الرَّائعةِ، وهُنا فقطْ شعرْتُ بالرِّضا وقرَّرْتُ العودةَ للمنزلِ.
وفي اليومِ المُحدَّدِ لعرضِ اللوحاتِ المرسومةِ على المُعلِّمةِ كان قلبي يدقُّ بشِدَّةٍ، جميعُ التَّلَامِيذِ يُقدِّمون لوحاتٍ تُثير الإعجابَ، هُمْ يستحقُّون الفوزَ أكثرَ مِنِّي، وفجأةً نظرتْ معلمةُ الرَّسم قائلةً: شادي.. كيفَ رسمْتَ هذه اللوحةِ؟
أجَبْتُها بهُدوءٍ: ذهبْتُ للحديقةِ ورسمْتُ الطبيعةَ كما أراها.
رفعتِ المعلمةُ لوحتي عالياً وهي تقول: الفائزُ بالجائزةِ هو التِّلْمِيذُ شادي.. لأنَّه رَسَمَ الطبيعةَ مِنَ الطبيعةِ.. لذا يستحقُّ الجائزةَ.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي:alarab@alarab.co.il


مقالات متعلقة