الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 14 / مايو 17:02

عن الفقر وإخطبوط الغلاء وصرخة أبو ذر الغفاري/بقلم:شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 28/01/14 22:08,  حُتلن: 09:34

شاكر فريد حسن في مقاله: 

لا يعرف الفقر بكل ما يعكسه من ألم وبؤس وحرمان إلا من يعيشه ويتجرع كؤوس مرارته

الفقر يعمي البصر والبصيرة ويؤول بالإنسان إلى مستوى معيشي وحياتي منخفض ويدفعه إلى حالة من اليأس والقنوط والإحباط والسلوك العدواني

الغلاء المستشري في البلاد ناجم عن السياسة الإحتلالية والإقتصادية لحكومة نتنياهو التي تصرف ميزانية الدولة على المستوطنات والمستوطنين وعلى الإحتلال الكوليونالي في المناطق الفلسطينية وتتغاضى عن الوضع الإجتماعي للشرائح الفقيرة


يعاني السواد الأعظم من أبناء شعبنا في هذه البلاد من الغلاء الفاحش والفقر المدقع، الذي لا ينفصل عن الواقع الإقتصادي والسياسي المتردي، واقع القهر والظلم والإستغلال والإحتلال. ولا شك أن جوهر سياسة النظام هو الذي يصنع الفقر ويضطهد الفقراء ويستغل الكادحين والعاملين في القطاعات المختلفة.
ولا يخفى على أحد أن هنالك فجوة كبيرة طرأت على الفوارق الطبقية، وزيادة واسعة على أعداد الفقراء والمحتاجين في مجتمعنا العربي، وكذلك زيادة ملموسة في أسعار المواد التموينية والمعيشية الأساسية في السنوات الأخيرة، نلمس آثارها الواضحة على كل الفئات الضعيفة خصوصاً شرائح محدودي الدخل، الذين يضطرون إلى صرف معاشاتهم وأجورهم على الحاجات الضرورية كالأكل والشراب وشراء الملابس.

وفي الواقع أن الغلاء المستشري في البلاد ناجم عن السياسة الإحتلالية والإقتصادية لحكومة نتنياهو، التي تصرف ميزانية الدولة على المستوطنات والمستوطنين وعلى الإحتلال الكوليونالي في المناطق الفلسطينية، وتتغاضى عن الوضع الإجتماعي للشرائح الفقيرة، التي لا تجد قوت يومها في البيت.
فكيف يتدبر العاطلون عن العمل وأصحاب الإحتياجات الخاصة الذي يتلقون منحة شهرية شحيحة من التأمين الوطني لا تكفي لسد الرمق، وفي كل فرصة مواتية تقوم حكومة اليمين العنصرية، حكومة إغناء الأغنياء وإفقار الفقراء، بتخفيض هذه المخصصات التي تدفعها لأصحاب العجز وضمان الدخل والبطالة. وكانت قبل فترة وجيزة قد خفضت تأمين الأطفال وأصبح كل طفل يتقاضى مبلغ 140 شاقلاً.

في الماضي كانت هناك تحركات شعبية واسعة في الوسطين اليهودي والعربي بقيادة نقابة العمال العامة – الهستدروت ، بعد كل موجة غلاء وفي أعقاب إرتفاع أسعار الخبز والإحتياجات الضرورية للمواطن، لكن من المؤلم والمؤسف أن الشعب في إسرائيل، عرباً ويهوداً، بات يتسم بالسلبية والعجز والإستسلام والتسليم بالأمر الواقع، فلا يحرك ساكناً، ولا يهب منتفضاً لكبح جماح غلاء الأسعار. فأين النضال العمالي البروليتاري ؟ وأين الكفاح الطبقي الشعبي ؟ وأين القوى السياسية والمنظمات العمالية، من مسائل الفقر المتفاقم والغلاء الفاحش، الذي يكوي النفوس ويفتك بجمهور الكادحين ..!

إن الفقر يعمي البصر والبصيرة، ويؤول بالإنسان إلى مستوى معيشي وحياتي منخفض، ويدفعه إلى حالة من اليأس والقنوط والإحباط والسلوك العدواني. ولا يعرف الفقر، بكل ما يعكسه من ألم وبؤس وحرمان، إلا من يعيشه ويتجرع كؤوس مرارته، أفلم يقل الشاعر:
المال يرفع سقفاً لا عماد له والفقر يهدم بيت العز والشرف
وكم كان سيدنا علي ابن أبي طالب رضي اللـه عنه صادقاً في مقولته " لو كان الفقر رجلاً لقتلته " .
وأخيراً كم نحتاج إلى صرخة أبو ذر الغفاري في هذا الظرف الاقتصادي السيء والعصيب : "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته لا يخرج شاهراً سيفه ".

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة