الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 23:02

لبنان ينتخب رئيسه وسط حضور واسع

العرب
نُشر: 25/05/08 17:05

* انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وسط حضور عربي ودولي واسع

* انتخاب سليمان يجمع المعلم والفيصل ومتكي والعالم كله

* تنحصر المنافسة بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، ليكون رئيس الحكومة الجديد

* انتخاب العماد سليمان سيتم بعد تجاوز العقدة الدستورية


ينتخب لبنان اليوم قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وسط حضور عربي ودولي واسع، يتقدمه ممثلو الدول التي قامت بوساطات لحل الأزمة اللبنانية التي استمرت أكثر من 18 شهرا. وستتمثل الحكومة برئيسها فؤاد السنيورة ووزرائها في الجلسة البرلمانية التي تبدأ الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي لبيروت (14:00 ت غ).
ويصل سائر المدعوين الأحد وفي مقدمهم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وعُلم أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل سيصل عصراً إلى المطار ويتوجه فوراً إلى مجلس النواب فيحضر جلسة الانتخاب ويغادر إثر ذلك، ومثله سيفعل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير. أما وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي فسيصل باكراً لإجراء اتصالات قبل مشاركته في الجلسة النيابية. على أن يصل بعده وزير الخارجية السوري وليد المعلم، فوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط.


قائد الجيش العماد ميشال سليمان

حضور عربي ودولي واسع في بيروت

وستعرف جلسة انتخاب رئيس لبنان حضوراً عربيا ودولياً واسعاً، فمن بين المشاركين وزيرا خارجية سوريا وليد المعلم والسعودية الأمير سعود الفيصل، الذي أكدت مصادر أنه تبلغ بالدعوة الرسمية في وقت متأخر من ليل السبت، وكان جواب الدوائر الرسمية السعودية أن الفيصل قرر سريعا تلبية الدعوة، لتكريس الإجماع العربي حول اتفاق الدوحة، كما سيشارك وزير خارجية إيران منوشهر متكي إضافة إلى حشد كبير من الشخصيات الإقليمية والأوروبية والدولية.
فتحت عنوان "انتخاب سليمان يجمع المعلم والفيصل ومتكي والعالم كله"، قالت صحيفة "السفير" اللبنانية إن دوائر مجلس النواب والقصر الجمهوري تحولت إلى خلية نحل، في إطار الاستعداد لعملية الانتخاب، فيما قررت قيادة الجيش وبالتنسيق مع قيادة قوى الأمن الداخلي، تشديد الإجراءات الأمنية في مختلف المناطق، وخاصة في العاصمة والضواحي، مخافة أي محاولة لتعكير صفو العملية الانتخابية، خاصة في ظل وجود حشد دولي وعربي من "أصدقاء لبنان" وبينهم أمير قطر ووزراء خارجية معظم الدول العربية، (على الأرجح سيكون بينهم وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط) بالإضافة إلى وزير الخارجية التركية علي باباجان ووزير خارجية إيران منوشهر متكي، علما أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدرس إمكان القيام بزيارة تهنئة رسمية في الأسبوع المقبل.



وأوضحت أن الرئيس بري تبلغ السبت من القائمة بالأعمال الأميركية في بيروت ميشال سيسون أن وفدا من الكونغرس الأميركي يود المشاركة في جلستي الانتخاب والقسم. كما تبلغ منها عدم تبني الإدارة للموقف الأخير لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد ولش. وقالت مصادر لبنانية واسعة الإطلاع لـ "السفير" اللبنانية إن عملية تأليف الحكومة لن تأخذ وقتا طويلا كما يشيع البعض، لأنه بمجرد التكليف سيصار إلى تحديد التوزيع الطائفي للمعادلة الثلاثية، وبعد ذلك توزيع الحقائب السيادية، حيث صار محسوما أن تكون حقيبة الداخلية من نصيب رئيس الجمهورية، على أن تتوزع حقائب المالية والخارجية والدفاع على الموالاة والمعارضة.
وقالت المصادر نفسها إن الجانب القطري تعهد بمتابعة عملية التأليف بالزخم نفسه الذي تابع فيه عملية التوافق في الدوحة، وهذا الأمر يسري أيضا على البيان الوزاري، وعلى الأرجح، فإن كل الأمور ستكون سالكة من عند الجميع اذا توافرت النيات التي أدت الى تكريس توافق الدوحة، وكل المؤشرات تشي باستمرارها حتى الآن.
ونفت المصادر أن يكون قد تم التطرق الى مسألة توزيع الحقائب، وقالت إن البحث سينطلق فور البت بمسألة رئاسة الحكومة، وعلى الأرجح، فإن قوى الرابع عشر من آذار، ستعقد اجتماعا موسعا على مستوى الأقطاب في قريطم في غضون الثماني والأربعين ساعة المقبلة، من أجل البت باسم رئيس الحكومة الجديد، حيث تنحصر المنافسة بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، مع وجود أرجحية للثاني، ضمن فريق الرابع عشر من آذار، وقابلية لتزكية الترشيح من جانب المعارضة، فيما تبدو الأمور مختلفة بالنسبة للرئيس السنيورة.  وتوقعت المصادر أن تعقد جلسة نيل الثقة للحكومة الجديدة وفق البيان الوزاري الجديد "في غضون أسبوعين على أبعد تقدير".



مأدبة عشاء على شرف الشيخ حمد بن جاسم

وكان السنيورة قد أقام مساء السبت في السرايا مأدبة عشاء على شرف نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وفيما كان متوقعاً أن يشارك في العشاء الوزراء المستقيلون الستة، غاب وزيرا "حزب الله" محمد فنيش وطراد حمادة، كما غاب وزير الخارجية فوزي صلوخ بداعي استقباله الشخصيات في المطار. أما الوزراء المستقيلون الذين لبوا الدعوة فهم: يعقوب الصراف، محمد جواد خليفة وطلال الساحلي. وشارك في العشاء سائر الوزراء، إضافة إلى رئيس اتحاد البرلمانيين العرب محمد جاسم الصقر، ووزراء خارجية الأردن صلاح الدين البشير، وعُمان يوسف بن علوي الإبرهيم، والبحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وممثل عن دولة جيبوتي.
وذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية أن السنيورة استقبل رئيس الوزراء القطري في الباحة الخارجية للسرايا يرافقه عمرو موسى والوزراء العرب. وإثر العشاء، قام السنيورة والشيخ حمد وموسى بجولة في وسط بيروت محوطين بإجراءات أمنية مشددة، لكنهم سرعان ما اندمجوا مع جمهور كبير احتفى بوجودهم. وكان موسى الذي وصل إلى المطار الساعة الثامنة مساء، يرافقه مدير مكتبه السفير هشام يوسف، قال "نهنىء شعب لبنان بهذه الخطوة المهمة، وبالصلح الذي تم، وبالتوافق الذي جرى، وبالخطوة التي ستتخذ يوم الأحد إن شاء الله بانتخاب الرئيس، وبالتالي انتقال لبنان إلى مرحلة من الاستقرار يستعيد بها المكانة والهدوء والجمال والمساهمة التي أداها لبنان دائماً في المجتمع العربي. نحن اليوم سعداء، وأنا شخصيا، كذلك، بعد مجهود كبير ووقت طويل. لقد أصبحنا اليوم على بعد ساعات من عودة لبنان إلى مساره الطبيعي".
وحين سئل "هل ستتابعون بقية البنود المذكورة في اتفاق الدوحة؟، أجاب "الحقيقة هناك ثلاثة بنود تم الاتفاق عليها في الدوحة، وبالتالي نحن الآن قد بدأنا مرحلة التنفيذ. من أجل هذا أنا مطمئن ومرتاح ومتفائل". وعن وصف البعض ما حصل في الدوحة بأنه "هدنة طويلة"، قال "هو قطعا ليس هدنة، وأنما هو خطوة أساسية ثابتة في الحركة اللبنانية نحو الاستقرار". وحول الطبقات الأربع التي طالما تحدثت عنها، أي العربية والدولية والاقليمية والمحلية، وهل توافقها انعكس على لبنان؟ أجاب "الطبقات الأربع تفاعلت كلها وقامت بدورها سواء اللبناني أو العربي أو الإقليمي أو الدولي، بعضها بالترحيب وبعضها الثاني بدور نشط، وبعضها الثالث بالمباركة، والآخر بخدمة هذه الأهداف والاتصالات وغيرها الطبقات الأربع شاركت". وهل سيزور سوريا بعد لبنان لتقريب وجهات النظر بين السعودية وسوريا. قال "أعتقد أن الوقت الراهن مناسب جدا لذلك".
وقالت "النهار" إن انتخاب العماد سليمان سيتم بعد تجاوز العقدة الدستورية انطلاقاً من دراسة للنائب بهيج طبارة. ولكن ستسجل ملاحظات من نواب وتتعلق بضرورة أن يكون المخرج الدستوري "لمرة واحدة فقط" كي لا يصبح موضوع ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية أمراً تلقائياً ويأتي انتخابه بطريقة يتم فيها تجاوز القاعدة الدستورية التي فرض تعديل المادة 49 من الدستور من أجل جواز انتخابه.

مقالات متعلقة