الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 07:02

كفركنا ما زالت في عين العاصفة/ بقلم: جمال أمارة

كل العرب
نُشر: 13/11/14 14:16,  حُتلن: 21:11

جمال أمارة في مقاله:

كفركنا ما زالت ترزح تحت دائرة الخطر والعقاب الجماعي القادم لا محالة

شاب كنّاوي كان له الدور في فضح الجريمة بعد تزويد العالم بأسره هذا المقطع الذي لا يقدر بثمن

المطلوب من القيادات العربيّة بكل أطيافها ابقاء العين مفتوحة على كفركنا وعدم الاكتفاء بزيارات التضامن

ما زالت وسائل الإعلام العالمية المرئية والمكتوبة والمسموعة تتوافد لبلدة كفركنا ليل نهار من أجل الوقوف في مكان الجريمة عند مدخل حي "خلة حمدان" حيث سقط الشهيد خير الدين حمدان بنقطة قاتلة للرواية الإسرائيلية بكل مكوناتها الحكومية والشرطوية والإعلامية منها.

شهيدنا خير الدين ارتقى كغيره من آلاف الشهداء في فلسطين ولكنه تميز عن رفاقه من الشهداء القلائل الذين دونت جريمة إعدامهم بفيديو كاميرا مراقبة تتبع لشاب كنّاوي كان له الدور في فضح الجريمة بعد تزويد العالم بأسره هذا المقطع الذي لا يقدر بثمن.

كلنا يعلم أنه لولا وجود هذا الدليل الدامغ من الشريط المصور لكان الحال قد اختلف ولاكتفت وسائل الاعلام بالرواية الاسرائيليّة الطاغيّة دوما وكانت النتيجة كما عودتنا المؤسسة الاسرائيليّة واعلامها المجند في 99% من حالات القتل والاعدام للفلسطيني، أن رصاصة طائشة من مجهول هي التي تسببت بمقتله، وجميعنا يعلم ماذا أصدرت الشرطة منذ الساعة الواحدة والنصف فجر تنفيذ الجريمة حتى صبيحة يوم الأحد في العاشرة، حتى بدأ عمل الماكينة الاعلامية "الفلسطينية" عبر مواقع الانترنت وصفحات التواصل وصولا للفضائيات العربية والعالمية.

نتنياهو ووزير شرطته أهرنوفيتش وجوقة الوزراء اليمينيين وغالبية الشعب اليهودي المضلل حاولوا عدم بلع "الموس الكناوي" بتصريحات التأييد والالتفاف حول القتلة الذي تلقوا منهم الضوء الأخضر بعد اسبوع تحريضي منهم، قبل وقوع جريمة اعدام خير الدين حمدان، ولكن هل سيوبخ هؤلاء القتلة من أفراد وحدة "اليسام" من قبل نتنياهو وأهرانوفيتش على توريطهم في بلدة المقاومة والشهداء..كفركنا؟!

جميعنا يذكر الشريط المصور لجريمة قتل الطفل محمد الدرة في غزة، وجميعنا شاهد وقرأ كيفية استماتة المؤسسة الإسرائيلية وتبني إعلامها الصهيوني للرواية التي تقول إن قناصًا فلسطينيًا هو من قتل الشهيد الدرة، الرواية الاسرائيلية التي كانت مجهزة لشهيدنا خير الدين بقيت بالدُرج وربما قُسمت ورقتها لعدة أقسام ووزعت على عدة "دراكولات" اسرائيلية لابتلاعها بعد سواد وجههم أمام العالم وشعوبه التي رددت اسم كفركنا والشهيد خير الدين حمدان وكيفية اعدامه بملايين المرات بفضل "فيديو الشاب الكنّاوي" فكل الشكر والامتنان للكناوي الشاهد المركزي وكاميرته التي تمركزت كالقناص متخفية "لتثأر" بجدارة من هؤلاء المجرمين.

المعركة لم تنته بعد وكفركنا ما زالت بعين العاصفة فكاميرات الوحدات الخاصة" المساندة" لوحدة قتلة خير الدين التقطت آلاف الصور للشباب الغاضب عند مدخل كفركنا الشمالي"المحدر" أثناء أيام المواجهات، وما علمته ان الشرطة بدأت باتصالاتها للعديد من الشبان الكناويين الصغار للحضور الى قسم الشرطة في الناصرة كمشتبهين بالمشاركة بالمواجهات عدا عن الـ34 معتقلا الذين يواجهون تهما خطيرة قد تطلب النيابة العامة سجنهم لأشهر طويلة، هناك تخوف من العقاب الجماعي لكل "فلوجة الجليل" خلال الأيّام القريبة القادمة عبر شتى الوسائل بتهمة التضامن مع ابن كل كفركنا الشهيد خير الدين، اذا هي الحرب على الكرامة بعد سلبنا الأرض وراحة التنقل على الشارع الرئيسي الذي يضاهي بأزمة سيره مدن تعدادها الملايين من السكان دون حل، سلبوا الأمل من الجيل الحالي بالحصول على قطعة أرض يبني بها بيته ويُكون أسرة جديدة، بالاضافة لذلك حول زرع الخوف وعدم الأمان لشبابنا عبر الممارسات القمعية بحقهم منذ سنوات بحجج واهية.

انهي باختصار أن كفركنا ما زالت ترزح تحت دائرة الخطر والعقاب الجماعي القادم لا محالة، فالمطلوب من القيادات العربيّة بكل أطيافها ابقاء العين مفتوحة على كفركنا وعدم الاكتفاء بزيارات التضامن لخيمة الشهيد خير الدين حمدان، يجب المداومة على دعم قضية هذا البلد الصامد قضائيًا وإعلاميًا وعلى جميع الأصعدة حتى احقاق الحق بكافة جوانبه، فشهيدنا بالجنة وأهل كفركنا ما زالوا على الأرض وهم بحاجتكم، فالقضية أكبر مما تتصورون !.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة