*شقيق المرحوم صبري الجرجاوي: "لا شك أن هناك علاقة بأنهم عرب والحصانة التي تمنح لرجلي الشرطة ليس بسبب كونهما شرطيين، بل لأنهم يهود والمعتدى عليه إنسان عربي"

لا تزال عائلة الجرجاوي، من قرية وادي النعم في النقب، تنتظر تحرير جثة المرحوم صبري عطوة الجرجاوي (26 عامًا)، الذي وافته المنية الليلة الماضية، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الاعتداء عليه بوحشية من قبل رلي شرطة في شاطئ دليلا في أشكلون. وكان الشاب منذ الاعتداء عليه يرقد في قسم العلاج المكثف في مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع في حالة موت سريري.
وعلم موقع "العرب" أنه بالرغم من أن اخوته ووالده رفضوا تشريحه في المعهد الطبي في أبو كبير، إلا أن شقيقه الدكتور منصور الجرجاوي عارض راي العائلة، لكي "لا يتم استغلال ذلك في المستقبل، لمصلحة رجلي الشرطة – على أن العائلات لم توافق على التشريح كما حدث مع شهداء هبة في أكتوبر 2000".

وقال د. منصور الجرجاوي في حديث لمراسلنا: "أولا إنا لله وانا إليه راجعون، ونحن نقول في بداية الأمر أننا نؤمن بأمر الله ومشيئته".
وصبري الجرجاوي كان متزوجًا من حنان وأب للطفلة بدور (3 سنوات ونصف) – تحولت شابة في مقتبل عمرها إلى أرملة وطفلة إلى يتيمة الأب...
وقال د. الجرجاوي: "الحديث هنا حادث اعتداء غاشم وإجرامي من قبل سلطة منفذة – هي الشرطة – على إنسان بسيط جدًا وشاب في مقتبل العمر، كان ينوي الدراسة في الجامعة وهو متزوج وأب لطفلة، من قبل شرطيين يظهر أنهما تناولا شيئًا ما قبل الاعتداء عليه بصورة إجرامية وبصورة لا يتصورها عقل بشري، وبصورة همجية جدًا، حيث تسبب له الاعتداء باصابات بالغة بكسور في الجمجمة وتهشم في عظام الوجه ونزيف رئوي وبالتالي موت سريري".

وأضاف د. منصور الجرجاوي: "لا شك أن هناك علاقة بأن أخي عربي والحصانة التي تمنح لرجلي الشرطة ليس بسبب كونهما شرطيين، بل لأنهم يهود والمعتدى عليه إنسان عربي، ولو كان العكس لكانت قامت الدنيا ولم تقعد. أكبر اثبات على صدق حديثي أن مسلسل الاعتداء على السكان العرب مستمر من قبل الشرطة وأجهزة الأمن وحتى المواطنين اليهود أنفسهم، لأنه لا يوجد رادع وعدم ايقاع العقوبات ضدهم يشجعهم في استمرار هذه الأعمال المبرمجة والممنهجة من قبلهم. الهدف عنصري ونابع عن حقد دفنين ضد أصحاب الأرض الأصليين، لأنهم لا يريدون أن يرونهم أمامهم في بلادهم – ولكن كل هذه الممارسات لن تجدهم نفعًا ولن تثنينا في الاستمرار في ممارسة حياتنا الطبيعية ومحاولة نيل حقوقنا المهضومة".
من جانبه قال محامي العائلة، آفي أزولاي، في حديث لمراسلنا أن العائلة تنتظر أمر المحكمة العليا حيث توجهنا إليها بطلب تقديم لائحة اتهام ضد الشرطيين وايقافهما عن الخدمة. وأضاف: "المحكمة العليا قررت أن يتم البت في القضية يوم الـ31 من الشهر الجاري، على أن تقدم وحدة التحقيق مع رجال الشرطة (ماحاش) توصياتها حتى ذلك الحين".

اعتداء وحشي
ويذكر ان المرحوم صبري الجرجاوي أصيب بجراح خطيرة في رأسه في شهر مارس-آذار بعد أن هاجمته الشرطة على شاطىء "دليله" في أشكلون. وقد نقل الشاب إلى مستشفى "برزيلاي" في المدينة، ونتيجة حالته الخطرة تم نقله لاحقًا إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع. وشرع قسم التحقيق مع رجال الشرطة بفحص ملابسات الحادث، إلا أنه لم يقم بأي شيء عملي حتى الآن، عدا أخذ شهادة الشاب الذي كان مع المرحوم.

وكان الحادث وقع عند منتصف الليلة. وأدعت الشرطة إن رجلا شرطة بلباس مدني لاحظا وجود سيارة مشبوهة على الشاطئ فيها شاب من اللقية وآخر من قرية وادي النعم غير المعترف بها في النقب، وهما في الـ20 والـ26 من عمرهما. ولاحظ رجل الشرطة وجود صندوق في يد السائق إبن الـ26 عامًا، ولما اقترب منه وانحنى لأخذ الصندوق بدأ الشاب بلكمه على وجهه، حسب ادعاء الشرطة. وبالمقابل قام رجلا الشرطة معززين بآخرين بالسيطرة عليه، والاعتداء بالضرب المبرّح عليه ما أدى إلى إصابته بصورة بالغة في رأسه.