الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 16:01

اقتحام المنصة مرفوض ومدان ولو كانت ادعاءات الحراك عادلة

بقلم:المحامي محمد ابو ريا

كل العرب
نُشر: 15/10/15 16:24

لتفادي تكرار ما حصل, فإننا نحتاج لمأسسة جماهيرنا العربية, مأسسة تشمل الشعراء والأدباء والطلاب والأحزاب وكل أشكال الحراك واللجان الشعبية من القاعدة للقمة, هكذا تكون الشعوب, او لا تكون

لا اعتقد أن مداهمة عشرات أفراد الحراك الشبابي لمنصة اجتماع المتابعة له ما يبرره, ولو توفّرت عندهم كل الادعاءات والمبررات لذلك, لأن مهرجانا بحجم المهرجان الأخير, لا يحتمل التعبير فيه عن الموقف بهذه الطريقة التي لا تليق بشباب حضاري لشعب حضاري , خاصة, وقد كان من المحتمل أن تقع من جراءه, لا سمح الله, ضحايا, هذا ناهيك عن فض الاجتماع وإفشاله, وبالتالي ظهورنا أمام الرأي العام, كمجرّد قطيع لا يتصرف بمسؤولية.


هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى, ينبغي عدم التقليل من ادعاءات الحراك, الذي داهم المنصة, ولو تصرّفت المتابعة بمسؤولية أكثر, في ترتيبها الاجتماع, لما حصل ما حصل. إذ لا يعقل أن يتفاجأ الحراك الشبابي بشركة حراسة وأمن, تنوب عن الشرطة في قمع الناس, ولا يدري عنها شيئا,ولا يعرف أحدٌ من دعاها وأوكلها للقيام بمثل هذا الدور, ولو توفّرت الشفافية في التنظيم والعمل, لما حصل اقتحام للمنصة.
لقد تجاهلت المتابعة دور الحراك الشبابي في تحريك الشارع, بل وفي سبقه للأحزاب ,وأعطت الحق لممثلي الأحزاب لمخاطبة المجتمعين, بل وأعطت حتى لممثلي الأحزاب الوهمية الحق في الكلام, وتجاهلت دورهم.
هذا ناهيك أيضا عن تجاهلها لدور النساء وحقهن في مخاطبة الاجتماع, ولإعطاء الفرصة لأحد الشعراء الملتزمين في إلقاء قصيدة تليق بمكانة الحدث, وكأن الشعر انتهى بالمرحومين القاسم ودرويش, بينما شعبنا ولّاد ,وفيه من الشعراء ما يلهب الاجتماع ويعطيه الزخم المطلوب.
ألوم الحراك على ما فعل, وأعزو ذلك للغضب الذي يعتمل في صدورهم على تجاهل "القيادة" لدورهم, وألوم كذلك المتابعة, وكل الأحزاب التي تعمل بارتجالية, ولا تُوثّق عملها, لسد الفجوات والأخطاء والتقصير من سنة لسنة, فلا يُعقل أن تقع المتابعة والأحزاب بمثل هذه الأخطاء القاتلة بعد عشرات السنين من العمل والتجربة, وآن الأوان لنبذ الارتجالية, واللجوء إلى عملية التوثيق والنقد ودراسة الأخطاء لتفاديها في المستقبل.
ولتفادي تكرار ما حصل, فإننا نحتاج لمأسسة جماهيرنا العربية, مأسسة تشمل الشعراء والأدباء والطلاب والأحزاب وكل أشكال الحراك واللجان الشعبية من القاعدة للقمة, هكذا تكون الشعوب, او لا تكون.

مقالات متعلقة