الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 12:01

زواج/ بقلم: أسيل منصور

كل العرب
نُشر: 29/10/15 14:30,  حُتلن: 14:01

كانت نورا تدير موقعا خاصا بها وكان أمين يعلم ذلك بل كان من الزوار القلائل الثابتين للموقع يتابع أخبار نورا ويهوى كل ما تكتبه ..كان ذَا منصب مرموق وصَعُبَ عليه أن يرى نفسه بالضعف الذي يجعله يتواصل مع نورا عبر البريد الألكتروني أو عبر الهاتف فقرر أن يبحث عن طريقة أخرى يعبر بها لها عن إعجابه المتنامي فاهتدى إلى وسيلة ينفس بها عن شوقه لها فكانت نورا تبحث في كل يوم عن عدد زائريها وتراقب الإحصاءات وتدقق في طريقة اهتداء الزائرين إلى الموقع فبدأت تلاحظ أمرا غريبا وهو أن بعض الزوار كانوا يدخلون لموقعها بطرق ملتوية فمثلا كان زائر معين يبحث عن كلمة "أحبك" في الشبكة العنكبوتية ، يلج إلى موقع له صلة بهذه الكلمة ومن هذا الموقع يقوم الزائر بالدخول إلى موقع نورا.

في البداية لم تعر الأمر اهتماما ولكن مع الوقت ازدادت مثل هذه الحالات وبدأت نورا تشك في الأمر ولكنها لم تدر ما هدف ذلك الزائر الذي أصبح يرسل لها رسائل بهذه الصورة .ومرت الأيام والأمور تسير على هذا المنوال وازداد ارتباط نورا بالرسائل الغريبة التي تردها بسبل أغرب وأصبحت تنتظر ذلك الزائر وبريده العجيب كل يوم.

وبعد سنة تقريبا من بدء كل شيء أراد أمين مقابلة نورا فقام بالتفتيش عن كلمة لقاء وعن عنوان لمح به لها بالطريقة المعهودة بأنه سيكون مكان لقائهما وفرحت نورا بالأمر في بادره لكنها غيرت رأيها بآخر لحظة فلم تذهب للموعد وانتظرها أمين بشوق ولما لم تأت بعث لها بكلمة وداع وتوقف عن مراسلتها ومنع نفسه من التفكير بها.

ومرت سنوات على هذا الحال وتزوج أمين ممن لا يحب فقد كان قلبه قد احتلّ من قبل نورا التي لم تعرفه يوما وأما نورا فقد عزفت عن الزواج ونذرت نفسها لعملها ولموقعها الذي ذاع صيته وأصبح موقعا معروفا وفي أحد الأيام كانت نورا في المكتبة العامة تبحث عن مصادر لتثري بها موقعها فاصطدمت بشخص لم تَر وجهه لتناثر كتبها التي حملتها في كل مكان فعرفها هو وأنكرته هي وعندما عاد إلى بيته اعترف بأنه في قمة التعاسة وبأن زواجه يشقيه وبأن نورا كانت مصدر سعادته لفترة لا يمكن تجاهلها واعتبر لقاءهما مصادفة رمزا من القدر يوحي له به بما يتوجب عليه فعله إلا أنه كان ضحية منزلته الاجتماعية فحالت بينهما الرتب وشاخ كلاهما من غير أمل باللقاء سوى عبر كلمات نُسجت بحب جمعتهما للحظات كانت من أسعدها في حياة كليهما...

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة