الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 11:02

شركة علاقات عامة تضغط لإطاحة الأسد!/ بقلم: موناليزا فريحة

كل العرب
نُشر: 05/10/16 07:48,  حُتلن: 17:02

موناليزا فريحة:

في "سبقه" المدوي، يكشف الصحافي الاميركي ماكس بلومنتال الذي يكتب في صحف عدة أن مشاركين قلة في التحركات التي خرجت في عطلة نهاية الاسبوع تضامناً مع حلب

 الواضح أن ثمة حملة إعلامية جديدة تترافق مع الهجوم المتجدد على حلب وتهدف خصوصاً الى تشتيت الانتباه عن المذبحة الحقيقية التي تنفّذ في حق السوريين المحاصرين

في 30 أيلول الماضي، خرج ناشطون في عواصم عدة حول العالم الى الساحات للمطالبة بوقف القنابل المتساقطة من المقاتلات السورية والروسية على حلب الشرقية. وانضم الآلاف الى هؤلاء يحملون لافتات كتب فيها: "ليسقط الأسد".

هذه التحركات التضامنية مع معاناة السوريين صارت نادرة بعدما يئس العالم ربما من نهاية قريبة لهذه الحرب، إلا أنها شكلت لأبواق النظام وروسيا مادة لـ"سبق" صحافي أميركي لقي انتشاراً واسعاً لا لحجم المعلومات المشوهة التي تضمنها فحسب، وإنما أيضاً لكونه يسلط الضوء على سلاح قديم - جديد يبدو أن النظام ومناصريه قرروا تحديثه ليتزامن مع معركة حلب التي تعتبر مصيرية على أكثر من صعيد.

وفي "سبقه" المدوي، يكشف الصحافي الاميركي ماكس بلومنتال الذي يكتب في صحف عدة أن مشاركين قلة في التحركات التي خرجت في عطلة نهاية الاسبوع تضامناً مع حلب، يعلمون ان هذه التحركات نظمتها شركة علاقات عامة تابعة للمعارضة السورية تدعى "حملة سوريا". ويوضح أن هذه الحملة تتعاون مع جماعات محلية مثل عمال الدفاع المدني السوري المعروفين بذوي "الخوذ البيض" وتتحرك من خلال شبكة واسعة من العلاقات الإعلامية ومراكز الرأي النافذة سياسياً، من أجل "نشر صور وقصص عن معاناة حلب الشرقية". وفي معلوماته "الخاصة" أيضاً أن "حملة سوريا" تعمل داخل مراكز السلطة في واشنطن وتتمتع بالقدرة على تحريك آلاف المتظاهرين في الشوارع، وعلى رغم الدور الكبير الذي تضطلع به في صياغة نظرة الغرب الى الحرب السورية التي دخلت إحدى مراحلها الأكثر سوداوية، لا تزال هذه المنصة مجهولة لدى الرأي العام. لذلك، يبدو أنه قرر فضحها!

إذاً، عرف الصحافي من مصادر "موثوق بها" طبعاً أن الرجال الذين تابعهم العالم يرفعون بأيديهم العارية ركام المنازل التي دكتها طائرات النظام وروسيا الاسبوع الماضي وقبله في حلب، يخفون "خططاً مشبوهة تنسجم تماًماً مع مشاريع قوى من الرياض الى واشنطن وتهدف الى تغيير النظام". ونسب الى مصادره تلك أن أولئك الذين يرفعون الأطفال في الرمق الاخير من تحت الركام هم الأشرار الحقيقيون في سوريا!

ليس هذا التضليل جديداً في البروباغندا المرافقة للحرب السورية. ولطالما بدت تقارير النظام وروسيا والصحافيين الذين يدخلون البلاد في رعايتهما، أشبه بتحقيقات عن حروب أخرى. إلا أن الواضح أن ثمة حملة إعلامية جديدة تترافق مع الهجوم المتجدد على حلب وتهدف خصوصاً الى تشتيت الانتباه عن المذبحة الحقيقية التي تنفّذ في حق السوريين المحاصرين، والتي يبدو أنها ستشتد أكثر في ظل انسداد أفق كل الحلول. 

نقلا عن جريدة النهار 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة