ردا على مقال علاء حليحل"كابوس اسمه رمضان"..!

لقد أثار هذا المقال ردود فعل متضاربة,وسأحاول جمعها وأرد عليها في المقال الاتي:
لقد قمت بقراءة مقالة علاء حليحل"كابوس اسمه رمضان"والتي تم نشرها في صحيفة"فصل المقام" الناطقة باسم التجمع الوطني الديموقراطي والتي يرأسها كاتب المقالة..وللأمانة والصدق اقول بأنني لم اعرها أي انتباه لأنها مليئة بالأكاذيب المنسوجة من خيال كاتبها..نعم انه تطاول وبصورة رخيصة حاقدة على مشاعر المسلمين وكتابهم العزيز وسنة نبيهم الكريم..صورة تعكس جهل هذا الانسان وافتقاره الى ابسط درجات العلم والثقافة واحترام الرأي والرأي الاخر,وهنا يصدق فيه المثل القائل:كل اناء بالذي فيه ينضح..!ولكن في نهاية المطاف وبعد أن توسعت دائرة ردود الفعل قررت أن أقوم بالرد.
انه يقوم بالاستهزاء من السنة النبوية الشريفة حينما يقول"حيث يتحوّل شهر الزهد والتقشف والإفطار على بلحة (متزكرين؟) إلى شهر الطبايخ والنفايخ والكروش والنُشوش"..ومن المعروف بأن التمر فاكهة مباركة أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبدأ بها فطورنا في رمضان, فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ، فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ، فإنه طهور"..رواه أبو داود والترمذي..هذا عن الفوائد الطبية الجمة التي يجنيها الصائم حينما يبدأ افطاره بتناول التمر,ولا داعي لشرحها لأنه ليس بمقدورعلاء استيعابها فمقدرته الاستيعابية محدودة, هذا ان كان لها وجود..!
ثم يتابع وبوقاحة لا حدود لها قائلا:" رمضان اليوم هو شهر التملق والنفاق والكذب والضحك على اللحى، وهو شهر البذخ والصرف والتشاهي والتشهون وهو شهر مُفسِد في طرازه وهيئته الحالييْن، أعتقد أنّ إلغاءه يجب أن يتحوّل إلى مطلب جماهيري لإنقاذ ما تبقى من صحة هذه الأمة".ومع انه لا داعي لتذكيره انه بقوله هذا ينكر فريضة من فرائض الاسلام وبالتالي القران الكريم,الا انني ارى نفسي مجبرا ذكر ما جاء في كتاب الله العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ - شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"..!
ثم يتابع ادعاءاته الباطلة والكاذبة والتي تدل على تخلفه اللا حدود له متهما الشهر الفضيل "بأنه شهر العبودية للنساء, مطالبا شيخ الأزهر باصدار فتاوي تقاضي بمعاقبة كل أب أو أم يقدمان أكثر من طبق واحد من الطعام على الفطور,كي ينقذوا الأمة من نفسها وكروشها"..ولعمري لو نقوم بتوجيه سؤال الى النساء المسلمات عن رأيهن في هذا الشهرالفضيل ليكون جواب غالبيتهن"يا ريت كل السنة رمضان", الا المتخلفات كتخلف الكاتب سيحملن ما يشبه رأيه وليس نفس رأيه, لأن هذا الرأي لا ينافسه عليه احد لكي لا يدخل في نفس القفص الذي يوجد فيه علاء..انه قفص الانحطاط الفكري والاخلاقي..!
يقول المثل العامي"طنجرة ولاقت غطاها"..فعلاء حليحل بطلبه المذكور من شيخ الأزهريؤكد بالدليل القطعي تشابه وجهات النظر بين الاثنين,وما ادعاء هذا الشيخ بأن الله عز شأنه اكرم مصر برئيس اسمه مبارك ليحميها من الفساد(وهي غارقة بالفساد من قدميها حتى رأسها)لهو أكبر دليل على ما أقول, ومن المعروف ان هذا الشيخ له قدرة فائقة على اصدار الفتاوي وخاصة التي لا معنى لها وكذلك فتاوي"الفتنة"..!
والى علاء اقول نحن بحاجة لمن يقوم بتخليصنا منك ومن امثالك وامثال الشيخ الأزهري لأنكم عالة على الأمة برمتها وتعيثون في الأرض فسادا لا بعده فساد..وهنا اسجل استغرابي الشديد, كيف يسمح حزب التجمع لنفسه بأن يكون علاء أحد اعضائه؟ انها اهانة لا بعدها اهانة لهذا الحزب الوطني والديموقراطي..!
لا أريد الدخول بالتفاصيل من موقف الاسلام وكما جاء في القران الكريم من كل الفواحش, ولكن يبدو ان لهذا الجاهل المعقد والمتخلف رأيا مخالفا,حيث يقول"وبعضهم يعصاه في الخمر والزنى والنفاق والنميمة والاغتياب (وفق تعاليم الإسلام ومفاهيمه..!)..لقد عجزت كلماتي عن وصفك يا علاء, فذهبت الى معاجم"النفاية والقمامة" مستنجدا ان تقوم بمساعدتي بايجاد وصف لما كتبت فعجزت هي ايضا..!
أيها الرجعي المتخلف:لا تريد ان تصوم فهذا شأنك, وأما انك تفتخر بأنك تتناول الطعام والشراب امام الصائمين وعن قصد, فان دل هذا الشيء فانما يدل على أنك لاتحترم نفسك بل توضعها وترخصها الى أبعد الحدود يا علاء, والصائمون لا يأبهون لأمثالك الذين قرروا ان يقوموا بالقاء انفسهم في شباك"الساقطين"..وأما الصائمون وان كان بعضهم يتلاعب بهذا الشهر حسب اهوائه فهذا يعود الى تخلفهم الذي تحمله انت ايضا ولا يعود الى شهر رمضان والدين الاسلامي الحنيف..!
وما الفرق بينك يا علاء وبين أحد اكبر الصحافيين والاعلاميين الأمركيين" نيل بورترز" الحاقد اللعين والمقرب من البيت الأبيض"سود الله وجهه" حينما وصف المسلمين ب"الصراصير" لأنهم يصومون في نهار رمضان ويأكلون في ليله؟
وهذا"بيار أبي صعب"-الأخبار اللبنانية, يقول:"جئنا نحتفي بزميلنا علاء حليحل، في مناسبة صدور روايته"الأب والابن والروح التائهة".. فإذا بنا نتضامن معه، وندافع عن حقّه في التعبير والتفكير..في مجلّة"فصل المقال", يتوقّف الكاتب الفلسطيني الشاب أمام"البذخ والتملق والنفاق والكذب والضحك على اللحى...", في رمضان. بأسلوب لا يخلو من الجرأة- لكن ما عسانا ننتظر من الكاتب، أي كاتب، إلا الجرأة في مواجهة مجتمعه وعصره؟ يتناول المظاهر الاستهلاكيّة الطاغية عليه، متأففاً من جوّ يخوّل فيه المرء نفسه ممارسة الرقابة على الآخرين، و"يربّح ربّه جميلة" أنه صائم! يطلق حليحل العنان لرؤيته الساخرة التي تستمد جذورها ونبضها من مدرسة إميل حبيبي، فتبدو مرافعته الهذيانيّة، للوهلة الأولى، كأنّها ضدّ الشهر الكريم نفسه، وخصوصاً من خلال عنوانها الاستفزازي:"كابوس اسمه رمضان"، فيما هي لعبة أدبيّة تتعمّد التضخيم، متّسمة بخفّة الظل التي عوّدنا إياها علاء... ونقدٌ اجتماعيٌّ وسياسيٌّ يفكك الظواهر البشريّة التي تقف خلف الدين وطقوسه وشعائره.
تلقّى جمال زحالقة رئيس قائمة"التجمع الوطني الديموقراطي" في الكنيست، رسالة من"الحركة الإسلامية" رأت في المقالة "استهتاراً واستهزاءً وشتيمةً..."، فازداد الضغط على علاء الذي استقال من رئاسة تحرير المجلّة الناطقة باسم الحزب المذكور.. إنّه القهر الجماعي يحكم علينا الحصار، يشلّ العقل ويزجّ بالأفراد في ظلام التعصّب والتحريم. وكلما مضينا في انحطاطنا، ربح العدو الإسرائيلي جولة جديدة!
والى بيار أبي صعب(ارجو من الله ان يسهلها عليك لتصبح-أبي سهل-):لا وجه للمقارنة بين اميل حبيبي وحليحل,وشتان ما بين الثرى والثريا؟واذا لم تكن ترى في مقالة حليحل من ضغينة وحقد واستهزاء بالسنة النبوية الشريفة وانكارللقران الكريم وجرح لمشاعر أمة المليار وربع المليار,فانك ضللت طريق الصدق والحقيقة وما هدفك الا اشعال الفتنة و"صب الكاز على النار"..!واذا كنت تعتقد ان الدفاع عن القران الكريم والسنة النبوية يدرج في عداد الانحطاط, فليكن..ولكن هذا الأمر يدل على مستوى الانحطاط الذي وصل اليه تفكيرك, ومصارعة العدو لها الكثير من الوجوه والطرق ولكن لا تحمل الحركات الاسلامية سبب انتصار العدو وانهزاماتنا..!
وأما بالنسبة لمقال نواف عثامنة"ليس دفاعا عن حرية النشر بل من أجل حرية العقل",والذي يتصف بصفة المراوغة فهو مقال ليس جدير بالخوض فيه لأنك وعند قراءته تشعر وكأنك تسير وتدور في حلقة مفرغة, ولا تفهم منه شيئا ولعمري ان كاتبه لا يفهم ما يريد منه..!
عندما تم تقديم د.عزمي بشارة"ابو عمر" للمحاكمة (بمحاكمتين كانون أول 2001 حول إشرافه على تنظيم زيارات المواطنين لأقاربهم اللاجئين في سوريا، والثانية شباط 2002 حول تصريحاته المؤيدة للإنتفاضة الفلسطينية، ولنضال الشعب اللبناني ضد الإحتلال)..أفلح دكتور بشارة في تحويل قفص الإتهام الذي أعد له في المحكمة الإسرائيلية في الناصرة إلى منصة أدعاء تهدد بوضع" إسرائيل" حاضرا وتاريخا بقفص الإتهام..وأعلن عند بدء مرافعته أنه يؤكد ثانية كل كلمة قالها تأييدا لحق الشعبين الفلسطيني واللبناني في المقاومة..! وربما للمرة الأولى في تاريخ النضال القومي العربي داخل فلسطين، وحدت محاكمة بشارة جميع التيارات الوطنية والإسلامية هناك..وبلغت مشاهد التضامن ذروتها عندما تقدم زعيم الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح لمعانقة بشارة والسير إلى جانبه نحو باب المحكمة..وقد تم رفع العلمين الفلسطيني والسوري في ساحة المحكمة من قبل الحشود الكبيرة التي حضرت المحكمة، ومن هذه الحشود برز وفد من مشايخ الدروز وأحرار الجولان من الهضبة السورية المحتلة.
والى حليحل وبورترز ومن يؤيدهم ويسير في فلكهم أقول, ان تطاولكم هذا كتطاول النملة عند قدم الديناصورلا يعلم ما تحت قدمه لعلو قامته ولدنو قامتها، وإن كان هناك لوم على الزمان الذي لا يجب أن نلومه بل نلوم أنفسنا لقلنا: خسئ الزمان الذي فيه أمثالكم يتطاولون على أسيادهم..!  وفي نهاية حديثي اتوجه للجميع وبغض النظر عن انتمائاتهم السياسية والعقائدية ان يقوموا باحترام مبدأ الرأي والرأي الاخر,وتوخي الحقيقة في الكتابة والابتعاد عن نهج التجريح.. واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية..ورحم الله حكيم الثورة الفلسطينية وضميرها د. جورج حبش حينما قال:أنا مسيحي الديانة,اسلامي التربية,اشتراكي الفكر..هذا هو مبدأ الحكماء والعقلاء..واذا قمنا بتطبيق هذه المقولة العظيمة,فاني على يقين بأن النصر سيكون حليفنا..!
**ألمعذرة من القراء الكرام لأنني استعملت كلمات لم أتعود عليها,لكن الظروف استوجبت ذلك.