الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 09:02

اذآر المرأة

سهى مرعي رسامة من الناصرة ترسم بروحها اجمل اللوحات

كل العرب
نُشر: 16/03/19 09:54,  حُتلن: 14:40



الفنانة النصراوية سهى مرعي:


أريد أن أكون امرأة قوية وناجحة، بدون أن أحمل سيفا وأحارب، بل أحمل قدراتي وانتصر

في حال بدأ عقلي يشتغل ويتحكم باللوحة أدع ريشـــة الرسم جانبا، لأن الفن الحقيقي هو لغة الروح

سهى مرعي رسامة فلسطينية من مدينة الناصرة دخلت عالم الفن بحثا عن الروح، قادمة من عالم الأرقام والعلوم. وبالنسبة لها مارس/آذار هو أجمل الشهور لاحتضانه مناسبات خاصة بالمرأة التي تشكّل موتيفا مهيمنة في لوحاتها وبأسلوب رشيق عميق.

حتى الآن نظمت عدة معارض خاصة بها أحدها في فيينا وشاركت في معارض أخرى في البلاد، على طرفي الخط الأخضر، وتستعد لتنظيم معرض في القدس المحتلة برعاية النادي اليوناني فيها.
على هامش معرض في حيفا شاركت فيه هذا الأسبوع  قدمت رؤيتها الفنية الفلسفية للحياة والفنون وما بينهما. وعن حضور المرأة الدائم في لوحاتها توضح سهى شمس إنها بذلك "ترسم ذاتها وتوجه رسالة لكل النساء تدعوهن فيها لاكتشاف مزاياهن الأنثوية، والاعتزاز بذاوتهن والتعبير عن شخصياتهن حتى يعززن اكتمالهن". كما وتؤمن بأن "القوي هو من يتبع قلبه أيضا، فالفطرة أصدق ما فينا والقلب بعكس العقل لا يكذب، والفن تعبير عن هذا التوازن بين القلب والعقل، وهو يساعد الأم في تربية أطفالها".


من لوحات الفنانة النصراوية

وتمتاز لوحات سهى مرعي بجرأتها فواحدة من لوحاتها تحتضن امرأة عارية على طبيعتها وفي لوحة أخرى تبرز جمالية الأنوثة بألوان زاهية بارزة. كما تنعكس "أمنا الأصلية"، الطبيعة الفلسطينية المزدانة بشتى أنواع الورود في لوحاتها بألوان ربيعية تبعث الابتهاج. وتقول إن "الفلسطينيين أيضا ما زالوا مجتمعا ذكوريا"، وترى أن الجمعيات النسوية قد فشلت، بل كرسّت المعتقدات التي جاءت لمحاربتها. وتضيف الفنانة سهى مرعي واثقة :"أريد أن أكون امرأة قوية وناجحة، بدون أن أحمل سيفا وأحارب، بل أحمل قدراتي وانتصر، ومن هنا ولد وتطور الفن في داخلي، فمحاربة العتمة تتم باستحضار النور، وهكذا بوسع المرأة أن تظهر تفوقها وجمالها وثقتها بنفسها وتقديرها لذاتها، وتعزيزها كامرأة تزرع الثقة بكل سيدة تلتقيها فتشعر بأنها مميزة وليست ناقصة". 


وتقول الفنانة سهى مرعي ابنة الناصرة :"في مرحلة معينة عدت للتعليم الأكاديمي في جامعة حيفا لتعلم القيادة التربوية، وما لبثت أن شعرت بأنها ما زالت تعزز العقل على حساب الروح فتركت الجامعة، لأنها لم تمنحها التوازن الروحي المطلوب بين العقل والروح". وتوضح أنها التحقت بكلية الفنون في حيفا قبل سنوات لتعلم تقنيات أنواع وتاريخ الفن. ومن وقتها انطلقت في تطوير أسلوبها الخاص بها في الرسم، فهي لا تحب الرسم التصويري لخلوه من الإبداع، وانحازت للرسم التجريدي والانطباعي الذي تستحضر فيه روحها. وبالنسبة لها فإن اللوحة الأفضل هي تنفصل بها عن العقل وترسمها بروحها وإحساسها"، وتتابع سهى مرعي:"في حال بدأ عقلي يشتغل ويتحكم باللوحة أدع ريشـــة الرسم جانبا، لأن الفن الحقيقي هو لغة الروح". ويبدو أن التفاحة لا تقع بعيدا عن الشجرة فقد تأثرت الرسامة الفلسطينية من الجليل بوالدها الرسام حسين مرعي الذي رسم والدتها وهي عروس في لوحة مميزة. وقد كرمّت والدها بإهدائه معرضها الأول في متحف محمود درويش في الناصرة، خاصة أنه طالما شجعها على البحث عن الإبداع لا عن الإنجازات ولغة العقل التي يبحث عنها المجتمع العربي.


ولا تتردد الفنانة سهى مرعي بالقول إن مجتمعا لا يقدر الفن يبقى مساحة غير مكتملة ومختلا. وتشير إلى أنها اكتشفت وجود توازن وسلام وانسيابية نتيجة الاهتمام بالروح لا العقل وحسب خلال إقامتها مدة من الزمن في النمسا. وترى في كونها منفصلة مصدر قوة، لأنها اختارت أن تبقى كما هي بفكرها وروحها، متصالحة مع نفسها مهما كان الثمن، بعدما شعرت في بداية الطريق بأنها ليست ذاتها، وبأنها نسخة مزيفة عن نفسها بتأثير شريكها، لكنها تؤكد طبعا أن الأمومة شيء مقدس لديها. وتتابع «في البداية كانت حياتي رحلة جبلية صعبة، لكنني كنت فرحة في الجبل لرؤية الحياة بعيون النسر، بنظرة أوسع وأعمق، ورغم الصعود المضني فهو ممتع فعلا». كما هو الحال مع معظم الفنانين العرب فإن ريشة الرسم لا تشكل مصدر دخل بالنسبة لسهى التي تسترزق من مهنة التعليم وفي سرور. 

مقالات متعلقة