الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 21:01

أفاعي تلدغ ... أفاعي تلدغ ...


نُشر: 12/10/08 19:14

إن لامس أحرفك الحبلى , تولدت قبل تمامها !
وإن انزوى في فكرك , فتضيق به قهرا  !
لا تحاول ردّه وقمعه , فتخسر !
فأنت , كاتب شمسي , صديق الأشعة , عاشق بيارق الصباح , وزاهد في نمارق الزخرف والارتياح .
هو , كويتب تدلّى من نفس وضيعة , فلا يجرؤ على أن يلقي بنفسه وجها لوجه , ولو فعل و لرأيت منه عكس ما أراك , ولسمعت من فيه مدحا لا يليق إلا بمن هم أعلى منك قدرا .
أنت في مصطلح النحويين , ظاهر , لك محل من الإطراب .
وهو – واحسرتي – مستتر تقديره أخرق جبان .
أنت تعرف ما يريد , بل وتجهر بكل قواك , بما يحتويك , من فكر ويم , وأدب عذب زلال .
وهو يعبث بما لا يشتهي , ويرغب بما لا يفيد , يختفي لينحر , وبسموم اللفظ يُشهر , ولكنه في سربه آمن , وعن اللوم بمنأى ومهجّر , فهو يا سادة في عالم المجهول يقبع ويفجّر .
أنت تطعن لسان أحرفك , إن رغبت النيل من مشاكس , أو رمي بذيء الخلق , وسيء المظهر والمخبر .
وهو لا يقيم وزنا لأي خصلة حميدة , ولا يأبه بأي لفظ يًُرمى , فالمهم لديه أن يفترسك قدر المستطاع , وأن يقتبس من نور المشاع , ويثبت لكل نواقصه بأنك هزيل , وكاتب من فصيلة البراكين الخامدة .
لا تندهش يا عزيزي مما أقول, فنحن في زمن الأقنعة , والكيّس الفطن , من امتلك عشرات الأسماء , حتى يثبت لكل أحمق , بأنه ذو قبول .
فرب مادح لك ذو مصلحة , ينحدر بجام غضبه , ليسدد لك لكمة , ويكسر لحرفك عظمة .
فلا تنبش ولا تعبس ولا تدر وجهك عن كفّه المثخنة , فسيبقى التميّيز ديدنك , وستزول آثار أصابعه عن خد أحرفك , وستنقشع تلك الغمامة السوداء , ليرى بكلتا عينيه , أنك الحقيقة التي يمقتها , والواقع الذي يزلزل سكونه , وحينها , تغرب شمس حقده , ويضطر آسفا لدفن " مستخدم أو قل مصوّت " آخر , في تلك المقبرة التي حوت المئات من عديمي الضمير .

 

مقالات متعلقة