اه بُنيتي لو أنكِ تعرفينْ
ما يخبِئه الدَّهرُ وَتُحيكُه السَّنينْ
أُرسُمي خُطوطكِ الوَرديَّةِ، وَقصورِ الرِّمالِ الوهميَّة ِعمرينْ
فَيَدُ القدر تُعلي وَتُهينْ
لا أعلم غاليتي ماذا سَتَجدينْ !
ولا أعلم ما يخبأه المستقبل،أجميلٌ ام مهينْ!
تَسَلَّحي بُنَيتي بعلمٍ وخُلقٍ عظيمْ
وحَلِقي لعبابِ السماءِ باحلامك لو تقدرينْ
كوني وردة فوَّاحة للمخلصينْ
ومهنَّدًا مسنونًا على رقابِ الطَّامعينْ
لن اوهمكِ بأرضٍ مرصوفًة بالذَّهب واللُّجينْ
ولا سهوبًا من الخزامى والكرز والتّينْ
طريقٌ طويلٌ ليتك تَعلمينْ
سَتجدين السُّرورَ ولنْ يخلو الامر من الحزينْ
وكل جبلًا تَصْعَدينَهُ وراءه سهلًا ستعبرينْ
جميلتي صغيرتي ليتك تدركينْ
لَذةُ النَّجاحِ كمثرًة للصابرينْ
بُنيَّتي ستحصدينْ ما تَزْرَعينْ
فابذري الأصرارَ والعزيمةَ فالعلياءَ تحصدينْ
وان بذرت الكسلَ، فالفشلَ سَترينه بالعينينْ
سيري على دربِ الرسول والنبيينْ
سَتنالي رضا الوالدينْ
بُنَيَّتي لَيتكِ تَدرينْ
هَذهِ الدُنيا دار فناءٍ، فهناك الدَّارين
وما هي الا سبيل للعابرين
اه بنيَّتي لو تعلمينْ
بيوت الحجر والطَّينْ
ما هي الا زينة للنَّاظرين
تَواضعي وأسْجُدي فَنَحنُ صاغرينْ
امام ذو عرش وسلطان عظيمْ
فحبل المنيةِ صَغيرتي بيدِ رب الثقلينْ
حبيبتي اهبك نصيحتي ووصيَّتي يا ليتك تُصغينْ
للمجدِ والعلياء بحورًا سَتعبرينْ
وحواجزًا واميالًا ستقطعينْ
فالمالُ صغيرتي سيف ذو حديّنْ
كوني لسان صدقٍ والحقيقةَ لا تُوفّرينْ
ميزان عدل ان طلبتي الشّهادتين
فَرسًا جامحًا في الميادينْ
لا يروَّضك طقوسٌ وتراهاتُ العاجزينْ
الكتاب والكرّاس خير جليسينْ
ولا تنسِ الاتراب المخلصين الصَّادقينْ
بنيَّتي ادخلي في طياتِ القلبِ ليتك تَسْتطيعينْ
سَتُدركينْ كَمْ معركًة وحربًا سَتَخوضينْ
وكَمْ رايًة سوداء وبيضاء افراحًا واحزانًا سَتحملينْ
فيا ليتك تعلمين!
فراشتي! من كل حقلٍ رحيقًا سَتجنينْ
ومِنْ ثَنايا رُوحك الشهدَ ستغرفينْ
كوني بلسمًا للسائلينْ
ونارًا حارقًة للمتطفلينْ
ولا لا تترددين
فأنتِ دُرتي يا ملكةَ المُهجةِ والعينْ
سلام لك يا حلوة الوجنتين والمقلتينْ!
فرائحة الزهر تعبقين يا غزالة شاردة كالحور العينْ !
هذه فلسفة حياتي يا ريتك تُعجبين!
نصيحة لاخرِ الدهرِ لو انكِ تُدركينْ
يا لين!

 31-8-2020

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com