للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
فرحت الشعوب العربية بسقوط حكم نتانياهو قبل فترة، وربطوا بين سقوط نتانياهو وسقوط القدرة الإسرائيلية في تركيع قطاع غزة، وأثر ذلك على النظام العربي بشكل عام، وعلى أنظمة التطبيع بشكل خاص، فقد اعتبر البعض سقوط نتانياهو سقوطاً لحلفائه المطبعين.
من حق الشعوب العربية الفرح لغياب نتانياهو عن المشهد السياسي الإسرائيلي، ولكن على الجميع أن يكون حذراً بتقديراته، فنتانياهو مجرد قائد، له سياسته المميزة، وأطماعه الواسعة، وعدوانه الظاهر، ولكنه أحد أفراد المؤسسة الحاكمة في دولة معادية، ومحكوم لقرارات المؤسسة الأمنية والسياسية، التي تلتم جلساتها بشكل منتظم، وعلى رئيس الوزراء أن يستمع لكل الآراء، وأن يأخذ في قراره برأي الأغلبية، فلا تفرد بالقرار داخل المؤسسة الحاكمة.
لقد رفض قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مغامرة نتانياهو سنة 2011، حين حاول مهاجمة إيران، فأجبروه على التراجع، والالتزام برأي المؤسسة الأمنية، وكذلك رفض قادة الأجهزة الأمنية مغامرة نتانياهو سنة 2019 حين ظن أن شن حرب على غزة، سيرفع من أسهمه الانتخابية، وتراجع نتانياهو في شهر مارس من هذا العام عن قراره برفض طلب الأردن زيادة كمية المياه التي يحتاجها الشعب الأردني، فكان اعتراض جهاز الموساد بمثابة صفعة لقرار رئيس الوزراء نتانياهو، وتم تزويد الأردن بالماء، خشية من غضب الشعب الأردني، التي لا تقوى أجهزة الأمن الإسرائيلي على احتماله، فجاء رئيس الوزراء الحالي بسياسة جديده تجاه الأردن، وأجرى أول اتصال هاتفي مع الملك عبد الله الثاني، في محاولة لتعزيز التفاهم بين البلدين، وتفادي أي تطورات سلبية في العلاقة.
سقوط نتانياهو شكل فرحاً لبعض الإسرائيليين لمنطلقات حزبية وعلاقات شخصية، أما بالنسبة لنا نحن العرب، فلا فرق لدينا بين هذا الإرهابي المدعو بن جامين نتانياهو، والإرهابي نفتالي بينت، فكلهم قتلة إرهابيون، وكلهم يتفاخر بعدائه للعرب، وقد أظهر زعيم حزب يمينا المتطرف نفتالي بينت عداءً غير مسبوق للعرب، حين وصف القضية الفلسطينية بالشظية في المؤخرة، وتفاخر بأنه قتل بيده مجموعة من العرب، وقد أصر في آخر لقاء له مع القناة 13 على مواصلة الاستيطان، والاستعداد للمزيد من الحروب على غزة، ومهاجمة لبنان، ومواصلة تقديم كل اشكال الدعم للمستوطنين، والتضييق على حياة الفلسطينيين، لذلك لم يكن غريباً أن تكون أولى قرارات الحكومة الحالية، خصم أكثر من 500 مليون شيكل من أموال المقاصة الخاصة بالسلطة الفلسطينية، ولم يكن غريباً تصريح وزير الخارجية يائير لبيد الذي أعلن عن تأييده قيام دولة فلسطينية، ليضيف: ولكن الظروف الراهنة لا تسمح بقيام هذه الدولة. إن هذا تصريح ليعكس التطرف العميق لهؤلاء الأعداء، ومحاولة بعضهم للتغطية على التطرف بلغة دبلوماسية، لا تخدع إلا المغفلين العرب، اللاهثين على المفاوضات بأي ثمن.
من حق الشعوب العربية أن تفرح للحالة السياسية التي وصل إليها الكيان الصهيوني، حالة الانفلات والتشرذم وانعدام الثقة، هذا الوضع الداخلي الإسرائيلي يؤشر على تجاوز دولة العدو مرحلة العلو في البنيان، ودخولها مرحلة انحطاط الكيان، وهذا هو مستند الفرح العربي، وهذا هو منطلق التحرك العربي الهادف إلى استثمار حالة الانقسام الإسرائيلي بالدعوة إلى تكاثف جهود القوى الثورية في بلاد العرب، وتوحدها خلف رجال المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتقديم كافة أشكال الدعم لمن يرفع سيف القدس، ليكون القضاء على دولة العدو الإسرائيلي هو الهدف الذي تلتقي عليه كل طلائع الأمة، ودون القضاء على دولة الكيان الصهيوني، فلن تقوم للعرب قائمة، وسيظل مستقبل الأجيال يتأرجح بين مصالح الأنظمة وأطماع الغزاة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com