الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

بعيدًا عن السياسة قريبًا من الأرجيلة.. استراحة من مشاكل قائمتين/ الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 16/07/21 07:23,  حُتلن: 15:11

بين فترة وأخرى أبتعد قليلاً عن السياسة لأريح نفسي والقاريء من عناء سماع وقرأءة ومشاهدة أخبار الفائمتين الوحيدتين في مجتمعنا العربي، إحداهما معروفة باسم "المشتركة" كونها ثلاثية التركيب، والثانية أطلقوا عليها اسم "الموحدة" ولا ندري ما بها من الوحدة سوى أنها ضمت إليها شخصاً اسمه مازن، وليس حزباً معروفاً. لذلك، أرى من الواجب أk يكون للقاريء استراحة أعصاب بين حين وآخر.

المتجول في أحياء المجتمع العربي، يتوصل لنتيجة مؤسفة وهي أن عدد مقاهي الأرجيلة فيها يفوق (ما شاء الله) عدد المكتبات. وهذا يعني إهمال الكتاب واعتماد الأرجيلة بدلاً عنه. ويبدو أن مجتمعاتنا العربية تعاني من تفشي مقاهي الأرجيلة وقلة وجود نوادي للشبيبة لدرجة الإفتقار إليها. تصوروا إلى أي مرحلة اجتماعية وصلنا، في غياب التوعية من المسؤولين وأولياء الأمور.

كان الأب والزوجة والإبن يجلسون مع بعض في الوقت الذي كان الإبن منهمكا في "الأرجيلة" التي يعتبرها شريكة حياته ولا غنى له عنها. وبينما كانت الأم تنظر إليه كيف يتلذذ في "النفس"، قالت لإبنها الشاب بصوت يوحي للشفقة:" الله يرضى عليك يمّا أعطيني النربيج أخدلي نفس" . فرفض الإبن في البداية على اعتبار أن الأم كانت تشكو من ألم في الصدر، لكن محبة الإبن للأم كانت أقوى من الرفض، وبدأ دخان الأرجيلة يتصاعد من فم الأم مثل دخان قطار يسير على الفحم الحجري.

المشكلة في مجتمعنا العربي ليس في المدمنين على الأرجيلة فقط بل في المدمنات أيضاً، حيث أن المدمنات على "نفس الأرجيلة" يتكاثر عددهن باستمرار لدرجة أن النساء الفلسطينيات كما تقول التقارير، هن أكثر نساء العالم العربي إدمانا على "الأرجيلة". وتقول التقارير أيضاً انه منذ مطلع القرن الماضي وحتى يومنا هذا تعتبر الأرجيلة جزءاً لا يتجزأ من عادات النساء الفلسطينيات في مدينة نابلس حيث يلتقين مرة أو أكثر في الشهر عند صديقة ما للتمتع بنفس الأركيلة. وقد كان «التنباك العجمي» الأكثر شعبية بين كبيرات السن. لكن الجيل الجديد يفضل "المعسل" بنكهاته المختلفة.

لكن هؤلاء النساء لا يعلمن كما يبدو أن تدخين (الأركيلة) لمدة نصف ساعة من شأنه أن يدمر الجسم حيث تعادل نسبة القطران في تدخين رأس أرجيلة 10 سجائر، بينما تعادل نسبة السموم فيه نحو 100 سيجارة. وظاهرة تدخين الأرجيلة بدأت تنتشر في أوساط الشباب بشكل كبير في العالم العربي ويعتقد هؤلاء الشباب بأن أضرارها أقل كثيراً من أضرار السجائر. وتزداد شعبية الأرجيلة يوماً بعد يوم، بين الشابات والشباب، في الشرق الأوسط يجذبهم إليها الجو الخاص الذي يتوفر في المقاهي الخاصة بها، بحيث أصبح المقهى الشرقي مرتبطاً بالقهوة العربية والأرجيلة التي يرتفع دخانها بالروائح المختلفة، مختلطاً بنكهات الفواكه والنعناع.
وتفيد معلومات مركز أبحاث السرطان في جامعة هايدلبرج بألمانيا أن 70 مادة كيماوية تنتج عن تدخين الأرجيلة. كما يعتقد الأطباء أنها مسببة للسرطان، ليس فقط لسرطان الرئة ولكن أيضاً سرطان الفم وتجويف الفم، بالإضافة إلى البثور والأورام المختلفة التي تسببها في الشفاه.

وقد أثبتت دراسة قام بها المعهد الألماني الاتحادي حول تقدير مخاطر الأرجيلة أنها تحتوي على نسبة من القار وأكسيد الكربون الأحادي الناتج عن حرق الفحم، بالإضافة إلى ذلك يمتص الجسم أثناء تدخين الأرجيلة مواد مثل الزرنيخ والنيكل والكروم بكثافة عالية. هذه المواد تدمر وظائف الرئة وتسهل إصابتها بالسرطان. وتقول الدراسة أيضاً ان مادة القار، هي المسؤول الأول عن البقعة السوداء التي تتكون في الرئة، وهي المسببة لرفع خطر الإصابة بسرطان الرئة ثلاثين مرة. وقد كشف تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية WHO أن خطورة الأرجيلة لا تقل بأى حال من الاحوال عن خطورة السجائر، بل ثبت أنها تعرض الشخص لقدر أكبر من الدخان المنبعث عن السجائر.
واستنتاجاً لما تقدم فإن الإدمان على الأرجيلة يعتبر من العادات الخطيرة التي لا تفرق بين الشباب والفتيات والنساء والرجال، وانتشر مؤخراً الكثير من أنواع المعسل الخادعة مثل التفاحة والمستكة والخوخ وغيرها من المسميات التى تعتبر في الواقع مثل "السم فى العسل". تذكروا أيها المدمنون على "الأرجيلة" أنها "تقصر العمر" رغم معرفتي التامة بأن الأعمار بيد الله.
خلال التحضير لكتابة المقال اتصل بي صديق وتناقشنا حول أهمية المقال. وقد أعجبني جداً ما قاله هذا الصديق:" إن الضرر المعنوي والمجتمعي والوطني الناجم عن دعم قراري منع لم الشمل و تأجير الأرحام أكثر بكثير جداً مما يلحق "نفس أرجيلة" من ضرر على جسم الإنسان. قلم أجد ما أقوله وأسكتني والسكوت علامة الرضى. نهاية أسبوع ممتعة للجميع.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com    

مقالات متعلقة