للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
هناك مواضيع اجتماعية بعيدة عن السياسة لا بد من التطرق إليها مرات عديدة وليس مرة واحدة فقط نظراً لأهميتها للمواطن وخصوصاً في مدينة الناصرة المعروفة محلياً وعربياً ودولياً. ونحن هنا نتحدث عن موضوع أزمة السير الخانقة التي تعاني منها مدينة البشارة. فخلال الأزمة اليومية للسير والتي نشهدها صيفاً وشتاءْ وخريفاً وربيعاً، يخيل لمشاهد الأزمة أننا أمام معرض سيارات من مختلف الأشكال والأحجام. الكل يتأفف، والكل يشتم (إن لم يكن علناً فبداخله)، والكل يوجه اللوم حتى للكل، ولكن كل ذلك لا يفيد ويبقى مجرد ردود فعل على فعل. والنتيجة لا نتيجة.
كتبت مقالاً قبل سنتين في هذا الموقع حول معاناة أهل الناصرة من ازمة السير الخانقة التي تعصف بها. ولم أستبعد دخول هذه الأزمة موسوعة غينيس للأرقام القياسية. وهذه الموسوعة، لمن لا يعرف، هي كتاب مرجعي يصدر سنويًا، يحتوي على الأرقام القياسية العالمية المعروفة في جميع المجالات. صحيح أن الناصرة مشهورة عالمياً بمكانتها الدينية، لكن أزمة السير أعطتها صفة جديدة.
ليس هذا فقط. تصوروا أن الناصرة يزورها آلاف السائحين من كافة أنحاء العالم ولا يوجد فيها سوى شارع رئيسي يتجمع كافة السائحين في مركزه، وهذا الشارع المعروف بشارع بولس السادس الممتد (من الخانوق حتى إم واصف) وأيضاً الشارع الصعير المتفرع منه المؤدي ‘لى السوق القديم، لا يوجد فيه مرحاض عام للسائح. تصوروا مدينة سياحية عالمية بدون مراحيض عامة للسياح، ثم يحدثوك عن اعتزازهم بالناصرة.
أزمة المرور في الناصرة أزمة مزمنة وتزداد تعقيداً عاماً بعد هام، ولا يوجد آفاق لمعالجتها، أو كما يقول البعض لا يوجد اهتمام جدي بمعالجة هذه الأزمة، وإن بقيت هذه الأزمة على حالها، ستكون قريباً مرشحة لتحتل مكاناً في موسوعة غيتيس. برافو عليكو أيها المسؤولون.
أنا أتفهم الذي "يتمتم" في داخله أن أزمة المرور موجودة في كثير من مدن العالم،نعم هذا صحيح. وهذا أمر طبيعي. لكن من غير المعقول مقارنة الناصرة ذات التسعين ألف نسمة بمدن تعداد سكانها بالملايين، ولذلك لا ينطبق هذا التشابه أبداً على مدينة الناصرة. ويرى البعض أن هذه الأزمة يتحمل مسؤوليتها رئيس البلدية علي سلام، بمعنى أن مفتاح الحل بيده. لكن هذه الأزمة موجودة منذ عهد حكم الجبهة. وبعض آخر يحمل باصات العفيفي (باصات البلد) سبب الأزمة، وهذا الإتهام ليس بمحله والحقائق أثيتت ذلك. والذين قرروا إلغاء وقوف بعض الباصات في محطات معينة في وسط البلد اعتقاداً منهم بأن هذا الإقتراح يحل أزمة المرور، كانوا على خطأ كبير في هذا الحل، الذي ساهم فقط في معاناة المواطنين من السير مسافات طويلة لقضاء حاجاتهم، وخصوصاً المسنين. والتذمر الذي يعبر عنه المسافرون في باصات البلد دليل على الإستياء من هذا الإجراء وباعتقادي أن الجهات الرسمية المعنية تتحمل المسؤولية الأكبر عن هذه الأزمة. ولكن أين تكمن الحقيقة وما هو الحل؟؟
قالوا أن بناء دوارات قد يساهم في تخفيف الأزمة، لكن هذا الحل أعطى نتيجة عكسية تماماً والبرهان على ذلك (دوّارا البيغ) حيث أعاد المعنيون بالأمر نظام الإشارات الضوئية لهذين الدوارين، رغم أن الدوار ليس بحاجة لإشارات ضوئية، لكن بما أن أزمة المرور تفاقمت فلم يعد بالإمكان إلا العودة للإشارات الصوئية.
لا شك أن مشكلة أزمة السير في الناصرة، تتحمل مسؤوليتها الدولة بشكل مباشرـ فهي المرجع الأساس للتخطيط والتنفيذ في كافة المدن والقرى إما بشكل فردي أو بالتعاون مع البلديات والمجالس المحلية. وعندما تكون هناك جدية وإرادة قوية لإيجاد حل لأزمة المرور في الناصرة يمكن الوصول لهذا الحل بتعاون الجميع. إذاً المطلوب التعاون في حل هذه الأزمة وليس توجيه التهم لهذه الجهة أو تلك.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com