للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الدحية فن راق يتسم بالعمق الاجتماعي والإنساني لبدو النقب، ما يولد شعور عظيم بالوحدة والألفة بين القبائل والشدو على انغام رمال الصحراء
عرف البدو أنواع عديدة من الفنون، من بينها الدحيّة التي أخذت تطفو على السطح من جديد في العقد الأخير، خاصة أنها مستوحاة من التراث الشعبي لعرب النقب.
والدحية فن راق يتسم بالعمق الاجتماعي والإنساني لبدو النقب، ما يولد شعور عظيم بالوحدة والألفة بين القبائل والشدو على انغام رمال الصحراء دون تكلف وبنفس إنساني يعكس عيشة البدو ونظرتهم للحياة، وهي نوع من التراث البدوي الأصيل الذي عاد بقوة إلى صحراء النقب.
محمد حسان الأعسم، بدّاع الدحيّة المخضرم، يقول في حديث لمراسل "كل العرب" إنّ هناك تغييرا جذريا في الدحية الحديثة، التي جاءت على أنغام الموسيقى التي تشبه "الترانس" أكثر منها على التصفيق والشعر والصوت الصادر عن البدّاع نفسه، لافتا إلى أن البدّاع قديما يبدأ دائما بذكر النبي، ثم ينتقل لأهل العرس أو الحفل، واليوم هي عبارة عن مقارعة بين بدّاعين.
ويضيف قائلا: "بعد انقطاع استمر 20 عاما أعدنا الدحيّة مرة أخرى إلى النقب قبل 12 عاما، وأحبتها الجماهير وانتشرت حتى في الضفة الغربية والجليل والمثلث وبدو سيناء وغزة والأردن".
وحركة الدحيّة تأتي في آخر القصيدة ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، فالدحية تتميز بالحماس في أدائها الحركي ويتطلب للمشارك فيها أن يوفّق بين أدائه الحركي والتنفسي حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين. ويسمى شاعر الدحية بالبدّاع.
محمد فواز، وهو مواطن من رهط من محبي الدحيّة، يقول: "انطباع جميل أن الأطفال الصغار يحبون الدحية وليس فقط الأطفال بل الجيل الأكبر من الشباب، الذين لم يعيشوا الدحية كما كان حالي معها، وعادت الدحية بصورة اقوى وأفضل".
ويضيف قائلا: "التراث شيء جميل وارجو أن نحافظ عليه، فهو أجمل من غيره – فهو شيق وممتع جدا والجميع يحبه من أقصى الشمال وحتى أقصى الجنوب، وجميل جدا أن نحافظ عليها".
بين القديم والحديث
ويشرح الأعسم قائلا: "الدحية القديمة عبارة عن شعر ومدح وكلام جميل، فنبدأ بالصلاة على النبي – أول ما نبدي بالبادي يا ذكر محمد الهادي - أما اليوم فتحولت إلى الشباب وهي دحية تحدٍ وليس انبساط، وحين يبدأون بشيء معين يستمرون به من الحاشي أو البيت، وهذا غير سليم ويجب العودة إلى الدحية القديمة والتراجع عن هذا التحدي، واليوم الموسيقى تغلب على البدّاع الشاعر وهو ليس لحن دحيّة بل موسيقى سريعة – يعني يركضون ركضا".
البدّاع الشاب علاء الددا يتفق أن هناك أختلافا بين الدحيّة قديما وفي هذه الأيام، ويشير إلى أنّ الدحية كانت قديما "على الناشف – بمعنى بدون موسيقى، أما اليوم فكثرت الفرق والبداعين ودائما نطور أنفسنا، حيث قلنا قديما أن هذا الموروث سينتهي هذا العام أو العام القادم – ولكنها انتشرت بقوة، حيث لا يخلو عرس من الدحيّة، واليوم تشمل الدحيّة الموسيقى ولهجات جديدة تتلاءم مع روح الشباب وتلائمهم".
وهناك العديد من الشباب الذين يبحثون عن حفلات الدحيّة في الأعراس ممن يسمونهم "صياديو الدحيّة"، ويحضرون للمشاركة مع صف الدحية والرقص على أنغام الموسيقى والشعر البدوي الأصيل، وهناك عدد من البدّاعين الذين يبرعون ويتم اختيارهم للأعراس قبل أشهر من الموعد المحدد، ليدخلوا البسمة والفرحة على أهل العريس وضيوفه الذين يتم أحيانا دعوتهم للمشاركة في رقصة الدحيّة المميزة.
مراسل "كل العرب" زار ثلاث حفلات دحيّة.. وعاد إلينا بتقرير مصور...