الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 21:02

قراءة في انهيار حزب "العدالة والتنمية" المغربي.. التشبيه الخاطئ لابراهيم صرصور/ أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 15/09/21 08:45,  حُتلن: 14:26

في الثاني عشر من الشهر الجاري قرأت مقالاً نشره موقع "العرب" للكاتب إبراهيم عبد الله صرصور تحت عنوان "الإسلاميون بين مطرقة العسكر وسندان الليبرالية الاستئصالية" تناول فيه انهيار حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي في الانتخابات البرلمانية التي جرت في المغرب في الثامن من الشهر الحالي، والتي تراجعت فيها قوة الحزب من 125 عضواً إلى 13 عضوا وبذلك أنهى فترة حكم ولاينين متتاليتين لرئاسة الحكومة (2011،2021) الأمر الذي يعتبر ضربة قاسية جداً للحزب.
يرى الكاتب:" ان الإسلاميين يتقبلون النتائج وإن كانت بحجم الهزيمة التي مُني بها حزب العدالة والتنمية المغربي، بكل اريحية وروح رياضية، إيمانا منهم أن الشعب بيده ان يمنح إن رأى فيهم الاهلية للحكم والإدارة، أو أن يمنع إن رأى انهم قصروا أو أخلفوا ما وعدوا، فان عادوا عاد لدعمهم"
هنا يرتكب الكاتب خطأ كبيراً، بتساؤله : إن عاد الإسلاميون يعود الشعب لدعمهم. وأنا أعتقد بأن قضية معاقبة الشعب لحزب العدالة والتنمية هي موقف سياسي وردة فعل على فعل لا يمكن للشعب أن يغفر للحزب عليه. لأن ما فعلته قيادة الحزب هي خيانة واضحة لمبادي الحزب وخيانة وطنية، ولا يمكن للشعب أن يغفر لقيادة حائنة. الشعب يرى أن توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل والذي وقعه رئيس الحكومة سعد العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية هو عمل ضد إرادة الشعب. ومن غير المعقول أن يتم انتخاب الخائن مرة أخرى. وتأكيداً لتحليلي يقول الدكتورأمين السعيد،أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة سيدي محمد بن عبد الله لقضائية (دي في) الألمانية:" أن الحزب لن يستطيع العودة لتصدر المشهد السياسي حتى ولو استرجع بعض قواه"
حجم الخسارة أيها الكاتب كان بحجم الخيانة والثمن كان باهظاً. كان من ألأقضل لحزب "العدالة والتنمية" الاستقالة بدلاً من توقيع الاتفاق، ولو فعل ذلك لكبر أكثر في عيون أنصاره وعيون الشعب بشكل عام وحافظ على الأقل على رصيده.
خطأ آخر وقع فيه الكاتب عندما شبه الظروف التي مرت بها الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بظروف مشابهة لحزب "العدالة والتنمية المغربي". يشرح لنا الكاتب ذلك بقوله:ان الحركة الإسلامية (والمقصود هنا الجنوبية) اختطت لنفسها طريقا وضعها في طليعة القوى الحية التي اختارت طريق التأثير من خلال المشاركة، ورفضت ان تكون قوة احتجاج فقط.
على مهلك شوي أيها الكاتب: حزب العدالة واتنمية هو الحزب الذي حصل على أكثر الأصوات في البرلمان مقابل الأحزاب الأخرى. فهل أنتم كذلك؟ الحزب تسلم منصب رئاسة الحكومة مرتين فهل أنتم كذلك؟ لكن أنا أوافقك الرأي في التشبيه بينكم وبين حزب "العدالة والتنمية" فيما يتعلق بالفشل، الذي يعود سببه الرئيس للتوطؤ مع النظام، والذي تسمونه أنتم (التأثير في المشاركة). جزب العدالة والتنمية وقع اتفاق عار فحرق أوراقه بنفسه وقال له الشعب "برّا". وأنتم دخلتم الإئتلاف وأتيتم بحكومة يمينية، لا يوجد لكم فيها وزير ولا نائب وزير. حتى رئاسة لجنة الداخلية وضعوها تحت تصرفكم بعد أن جعلوها "لجنة مخصية". ولذلك لا مجال للمقارنة بينكم وبين حزب "العدالة والتنمية". نصيحة لا تعطوا أنفسكم حجماً أكبر منكم.
ويرى بعض المحللين، أن حزب "العدالة والتنمية" في المغرب فشل فشلاً ذريعاً أمام المتعاطفين معه أثناء توليه السلطة، فقد حكم على شعبيته بالإعدام بمجرد جلوسه في قطار التطبيع مع إسرائيل كأول حزب إسلامي يشارك في التطبيع،ومع إقراره لفرنسة التعليم، الأمر الذي دفع بالمتعاطفين معه لإنزال العقوبة عليه مع أول انتخابات تشريعية. إذاً الشعب يعاقب وعقابه كبير، وليفهم ذلك أعضاء الكنيست العرب، لأن نتائج انتخابات الكنيست المقبلة (للمعني بها وأنا لست منهم) لن تكون كما يريدها أو يتوقعها البعض.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة