الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 18:02

أبناؤنا في خطر !

يعقوب غنايم

أ. يعقوب سعيد
نُشر: 27/09/21 12:51,  حُتلن: 14:32

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

 قرابة العامَين على اقتحام جائحة الكورونا لحياتنا وخصوصياتنا، تخبّط عالمي بإدارة الأزمة والتعليمات والتوجيهات وآراء ومواقف متابينة حول هذه الأزمة صحيًّا، اجتماعيًّا، سياسيًّا، اقتصاديًّا، تعليميًّا وتربويًّا.
تبعات الكورونا وآثارها السلبية كادت ان تحطّ أجنحتها في معظم مناحي حياتنا وعصفت بطبيعة معيشتنا وترتيباتنا اليومية لتصبح متحكّمة بعملنا، بيوتنا، امورنا وحاجاتنا الشخصية من طعام وشراب، سفر وتعليم وعمل وعلاقات اجتماعية من أهل، اصدقاء ومناسبات.
إن أكثر هذه التبعات وأضرارها هي، ماذا عكست هذه الجائحة والأزمة على أبنائنا؟ لكل انسان منا مشاعره وقدرته المختلفة بإدارة هذه المشاعر وتحمّل الصعاب والأزمات وكيفية التعامل معها لتكون أقل ضررًا وتسببًا بحالات القلق، الاكتآب، الخوف، العزلة الاجتماعية، الاخفاق التحصيلي بالدراسة وغيرها.
ما يعيشه أبناؤنا بهذه الأيام ومنذ غزو هذه الجائحة مدارسنا، أمر صعب ومركّب وقد تكون عواقبه وخيمة وصعبة الإصلاح. الجانب النفسي والاجتماعي هو أهم الأمور التي علينا الانتباه لها بشكل مهني وعميق.
طالب ترفّع حديثا للصف الأول ابتدائي، وطالب ترفّع للصف الثاني ابتدائي، هاتين الفئتين من الطلاب والطالبات برأيي هي الأكثر حساسية وتأثرًا بتبعات جائحة الكورونا، تعليم، اغلاق، حِجر، تعليم عن بعد، فحوصات وواجبات دراسية ملّحة تقع على كاهلهم ومسؤولية الأمهات والآباء للمتابعة والاهتمام. بمعنى ان هذه المرحلة الاساسية التي يكتسب بها الطالب المهارات الاساسية بالقراءة والكتابة ومهارات جديدة كالتواصل الاجتماعي من بيئة صفية، بيئة مدرسية وأصدقاء، تضررت بشكل كبير مع تأكيد جهود المدارس للتقليل قدر الامكان من هذه التبعات الا ان آثارها السلبية كانت أكبر.
لن اتطرق لباقي المراحل الدراسية لأنه برأيي هذه المرحلة المبكرة للطلاب هي الأهم وخاصة ان طلاب الثانوية حصلوا على بعض التسهيلات بامتحانات البجروت وهذا اصلا ما تعمد اليه الوزارة لرفع عدد الحاصلين على شهادة بجروت كاملة وخاصة التكنلوجية منها لتلتحق بمركب دول ال OECD والاستثمار بمجتمعات الدولة المتنوعة، مع تأكيد الاخفاق بجودة الشهادة والنوعيّة والكمّ لا النوع!
تخبّط وزارة التربية والتعليم بادارة الأزمة بالمؤسسات التعليمية شيء طبيعي كباقي الدول وهذا يدل على عدم الاستعداد الكافي، الحكومي والوزاري لإدارة الازمات الطارئة وتقليص آثارها ونتائجها السلبية خاصة تلك المتعلقة بالمدارس ومجتمعها الطلابي.
كثرت الشكاوى من الأهالي لتصرفات ادارة المدارس مع الأبناء وخاصة بما يتعلق بالكورونا من اصابات وحِجر وتعليم عن بعد وآخر وجاهي وآخر تزامني والأهم الضرر النفسي الكبير الذي لحق بهم. تعمل المدارس جاهدة بمختلف الطرق لأجل نجاعة العملية التدريسية واحتواء الطلاب ولكن على المدارس العمل أكثر على تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب، برامج وورشات عمل اجتماعية داعمة، تعزيز الطلاب معنويا، بث روح التفاؤل والابتسامة بين الطلاب والتحرر من دائرة الضغط الدراسي والتحصيلي، استقبال بهيج للطلاب من قبل هيئة المدرسة الادارية والتدريسية، حضور المعلمين والمعلمات باكرا للمدرسة والابتسامة والطمأنينة تحوم بربوع المدرسة والقلوب.
حاجتنا هي ضرورية بالدعم المعنوي والحوافز المشجعة، قللوا الواجبات الدراسية، كونوا من الطلاب أقرب فقد نجحت وتوفقت دول كثيرة كسنغافورة واليابان وفينلندا واخرى بالبيئة الدراسية الحاضنة والمناخ التعليمي الجيد وروح الطمأنينة والأمان والسّكينة لدى الطلاب وحبهم للمدرسة والبقاء فيها لأكثر وقتًا ومتعة وليس بالزخم التعليمي والواجبات الغزيرة، انه التعلّم والتعليم ذو المعنى، بالمحبة والاحتواء والتعزيز.
بقلم،
أ. يعقوب سعيد غنايم
طالب دكتوراة بفلسفة التربية، تخصص إدارة تربوية
باقة الغربية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة