للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
ديمة جمعة السّمان-"وقت آخر للفرح " رسائل قوية لليافعين
رسائل مطمئنة لفئة عمرية حرجة تحتاج للتعزيز والدعم النفسي.
أدب الرسائل هو من الفنون الأدبية الجميلة التي تمنح الأديب مساحة من الحرية لتمرير نصوصه بصورة تخدم الهدف دون تقييده بعقدة، أو إلزامه بأحداث مترابطة متتالية تحد من حجم المعلومات التي يود أن يبثها عبر نصه، ومع ذلك هي ليست سهلة على الإطلاق، تحتاج إلى أسلوب ذكي لبق، من المفترض أن تجمع بين الأحداث الخاصة والعامة، وإلا فما الذي يهم القارىء إن لم تتوفر في الرسائل معلومات عامة تشكل له إضافة تغني معلوماته؟
أما الخاصة فهي التي تزين النصوص وتمنحها الرونق الذي (يؤنسنها) ويجعلها قريبة من القلب، أشبه ما يكون بأدب البوح، يتضمن تجارب خاضها الراوي وخرج منها بدروس مستفادة.
فإن نجحت الرسائل الأدبية في الجمع بين الأمرين بتوازن، خاصة إذا كانت مغموسة بالطرفة والأحداث اللطيفة المسلية، تحقق النصوص نجاحا، وتعتبر إضافة نوعية للقارىء.
وعلى صعيد آخر، يجب الأخذ بعين الاعتبار توفر حالة التناغم والتفاعل بين المتراسلين، كي تأخذ طابعا إنسانيا، وإلا لكان ليس أكثر من نص جاف يضخ المعلومات المجردة والتي لا يستسيغها القارىء، وتتسبب له بالملل.
لا شك أن كتاب( وقت آخر للفرح)، الذي صدر عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، والذي تضمن رسائل بين الكاتبين محمود شقير وشيراز عناب، موجها لفئة الفتيات والفتيان، قد حقق الشروط بامتياز.
تحدث شقير عن مدينته القدس، وتحدثت عناب عن مدينتها نابلس. وتطرقا أيضا لمدن أخرى بأسلوب جميل دون إقحام.
تطرق الكاتبان للجغرافية والتاريخ والحياة الاجتماعية والسياسية والوطنية والاقتصادية في فلسطين، كما ركزا بصورة كبيرة على الحالة النفسية للمراهقين والمراهقات والمراحل التي يمرون بها، والمغامرات التي يخوضونها بحثا عن الذات، ومدى حاجتهم للدعم النفسي.
كان هناك نوع من البوح الرقيق لفئة عمرية تحتاج إلى العناية والرعاية والاحتضان.
وقد كان الاحتلال حاضرا بكل ما يحمل من جبروت وظلم وممارسات احتلالية تهدف إلى تهجير المواطن الفلسطيني الذي يتعرض للظلم والقهر.
كما تضمنت الرسائل العديد من التجارب التي خضع لها يزيد ونجلاء والأهل والأصدقاء. تضمنت الرسائل نصائح غير مباشرة، من خلال قصص تم ذكرها وتضمنت الحكمة.
كانت هناك دعوة للبقاء في الوطن رغم كل ما يشهده المواطن الفلسطيني من اضطهاد وعجز. فمهما كانت مشاعر الظلم فلن تكون أشد قسوة من مشاعر الغربة في وطن ليس لك.
كان هناك دعوة للعودة إلى التراث في المناسبات الاجتماعية، كالأعراس مثلا.
رسائل ذكية أشادت بالفنون والابداع، وتحدثت عن أهميتها، ودعت إلى زيارة المعارض الفنية، وعلاقة الإنسان بها، كما أشارت إلى استخفاف البعض بها باعتبارها مضيعة للوقت، أو حتى محرمة.
تم التركيز على ضرورة الاستثمار بالطاقات، وعلى الإنسان أن يثبت نفسه بالأفعال وليس بالكلام. والبعد عن النمطية التي تتعارض مع الابداع. فالذكاءات متعددة، والعلامات التي يسجلها المدرس على ورقة امتحان الطالب لا تعني أكثر من رقم، فلكل فرد اهتماماته وإبداعاته.
أمّا المؤسسات النسوية فقد حضرت أيضا في الرسائل من خلال الإشادة بعملها المتواصل الذي يطالب بحقوق المرأة.
وقت آخر للفرح رسائل مطمئنة لفئة عمرية حرجة تحتاج للتعزيز والدعم النفسي.
خاصة في وطن محتل، يعيش فيه المراهق القلق والتوتر الذي يتسبب له بالكوابيس التي ترافقه في كل ليلة بعد أن يضع رأسه على وسادته، آملا أن يحلم حلما يسعده، كأي فتى آخر في مكان غير "فلسطين".