للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
تشير معظم التقارير والتحليلات السياسية المتداولة منذ انتخاب الرئيس بايدن إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكة، والتي اتسمت بالعنجهية والتحيز الأعمى لإسرائيل في عهد سلفه دونالد ترامب وقد كان هذا واضحا من خلال مجموعة اللقاءات التي أجراها وزير خارجية الولايات المتحدة أنطوني بلينكلن مع المنظمات الفلسطينية والعربية الممثلة للجاليات العربية في أمريكا حتى قبل أن يكون وزيرا للخارجية، وبعد تسلمه لمهام منصبه حاول إشاعة روح جديدة من خلال بعض التصريحات الإعلامية من قبل الناطقين باسم البيت الأبيض والخارجية الأمريكية ومنذ تسلمها لمهام عملها قامت الإدارة الجديدة ببعض الإجراءات الاقتصادية والإعلامية لتأكيد حسن نواياها، هذه السياسة التي هيأت الأجواء للقوى الإقليمية وخاصة لجمهورية مصر العربية للقيام ببعض الوساطات والتحركات لتحريك المياه الراكدة منذ العام 2013 وذلك لإعادة الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي لطاولة المفاوضات على أمل أن يحصل الاختراق ويتم إعادة إحياء المسار السياسي من جديد.
هذه المحاولات وغيرها العديد من الجهود الدولية والإقليمية لن يكتب لها النجاح، فالتجربة المريرة مع هذا الاحتلال تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك بأنه غير معني بأي حل سياسي قائم على إعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة والإجراءات اليومية التي تنفذها إدارة الاحتلال بمختلف أذرعها في الأراضي الفلسطينية المحتلة تثبت أن لهذه الحكومة إستراتيجيتها الخاصة القائمة على مزيد من الاحتلال والاستيلاء على الأرض وإحكام السيطرة على الشعب الفلسطيني.
هذه السياسات التي لن تتوقف إلا بإلزام إسرائيل من خلال جهد دولي موحد ومركز وقائم على فرض عقوبات دولية على الدولة المحتلة، غير أن الملاحظ من مختلف الجهود هو التركيز على بعض القضايا الثانوية والهامشية والتي حولتها إسرائيل بسياساتها المتعمدة لحاجات أساسية لشعبنا، وهذا لن يحل المشكلة كما أنه لن يكتب لأي من هذه الجهود من النجاح. الشعب الفلسطيني يطالب بإنهاء الاحتلال وليس تحسين شروطه ومهما حققت هذه الجهود من "إنجازات" اقتصادية أو حياتية فسيبقى الشعب الفلسطيني بحاجة لحريته وإقامة دولته وتحقيق حلمه بتقرير المصير.
وقد جربت مختلف القوى الدولية والإقليمية في عديد المحاولات السابقة تجريب الحلول الجزئية غير أنها سقطت كلها مع أول امتحان، وهذا الدرس يجب أن يفهمه كافة الوسطاء بأن الحل العادل لقضية الشعب الفلسطيني هو أقصر الطرق للأمن والسلامة الدوليين وأن محاولات إسرائيل المستميتة للقضاء على حلم الشعب الفلسطيني ستسصدم مرة أخرى بإرادة هذا الشعب
.