للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
في العاشر من شهر فبراير/ شباط العام الماضي صدر حكم بالسجن الفعلي على فضيلة الشيح رائد صلاح لمدة 28 شهراً، مع تخفيض 11 شهراً قضاها بالاعتقال الفعلي. وفي السادس عشر من شهر أغسطس/آب العام الماضي بدأ فضيلة الشيخ محكوميته في سجن "الجلمة." وقبل دخوله السجن ألقى الشيخ كلمة أنام الجماهير التي احتشدت أمام السجن لوداعه دعا فيها إلى عدم التنازل عن المسجد الأقصى، وتحرير مدينة القدس المحتلة.
وفي الثالث والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول الماضي قامت مصلحة السجون الإسرائيلية بنقل الشيخ رائد صلاح، إلى عيادة سجن رامون، الذي يقضي فيه محكوميته في العزل الانفرادي على خلفية ما يُعرف إعلاميا بـ"ملف الثوابت"، وذلك بعد أن شعر بآلام في الرأس، حيث خضع لفحوصات طبية ثم أعيد إلى زنزانته في العزل الانفرادي. وقد نُقل شيخ الأقصى من العزل الانفرادي في سجن "رامون"، إلى عزل سجن "شيكما".حبث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية، إبقاء الشيخ في العزل الانفرادي، حتى نهاية محكوميته في 13 ديسمبر/كانول الأول القادم.
ولا شك أن السلطات الإسرائيلية تستهدف معاقبة الشيخ من خلال وضعه في الإنفرادي، وهي بذلك تتحمل المسؤولية الكاملة عن أي تطور سلبي يطرأ على الوضع الصحي للشيخ الذي يبلغ من العمر ثلاثة وستون عاماً. ويقول قانونيون أن وجود شيخ الأقصى في الإنفرادي هو شكل من أشكال التعذيب المحرم دولياً، ويقول المحامي خالد زبارقة من فريق الطاقم المدافع عن الشيخ، " ان وجود شيخ الأقصى في العزل الانفرادي يشكل خطرًا حقيقيًا على سلامته، بسبب التضييق عليه وظروف اعتقاله، وهو بحاجة ماسة وفورية إلى أن يكون مع أسرى آخرين، خشية أن يطرأ عارض على صحته، لا قدّر الله، دون أن يكون إلى جانبه أحد".
هنا أتساءل وبحق: أين الاهتمام الجماهيري بوضع الشيخ رائد في السجون الإسرائيلية؟ أين الإهتمام بحالته الصحية خصوصاً أنه يقبع في الانفرادي وينقلونه من سجن إلى آخر؟ يوجد عندنا منظمات جماهيرية وجمعيات ومنظمات حقوق إنسان وصحافة مقروءة ومسموعة ومرئية ويوجد سياسيون وقانونيون، فأين هؤلاء من وضع الشيخ رائد؟ صحيح أن شيخ الأقصى لا يؤمن بالكنيست ولا بعضويتها، وليس شرفاً له أن يطرح اسمه داخل الكنيست، لكن السادة الكرام أعضاء الكنيست العرب، بإمكانهم أن يطالبوا دولتهم بتحسين وضع الشيخ رائد من خلال أحزابهم. فهل الإهتمام بالكنابس أصبح لدى بعض النواب العرب أهم من التركيز على حالة الشيخ رائد. عيب عليكم. (مع الاحترام للذين تطرقوا لهذا الموضوع ).
شيخ الأقصى، الذي يعتبر من أشهر الشخصيات السياسية وأبرزها مواجهة للسياسات العدائية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها لحكم جائر بالسجن. فقد سبق لسلطات الاحتلال أن قامت باعتقاله عدة مرات لأنه يدافع عن قدسه وأقصاه وقضيته وشعبه. فضيلة الشيخ رائد صلاح، قضى أحكاماً مختلفة في السجون الإسرائيلية، كانت الأولى عام 1981، والثانية عام 2003، والثالثة عام 2010، فيما اعتقل بعدها بعام في بريطانيا، ثم أعيد اعتقاله في عام 2016، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بـ"ملف الثوابت".
فضيلة الشيخ كمال خطيب على حق فيما قاله " إنّ المؤسسة الإسرائيلية تتعمد التنكيل بشيخ الأقصى والتضييق عليه، عبر وضعه في العزل الانفرادي، في تعمد إسرائيلي واضح لعدم احتكاكه بأي أحد آخر في السجن، وهذا الإجراء يشكل ضغطاً نفسياً على الشيخ رائد ". تصوروا هذه الدولة الإسرائيلة النووية تخاف من شيخ جليل لا هم له في هذه الحياة سوى الأقصى وشعبه، وتخشاه حتى وهو داخل سجونها ولا تريده الاختلاط مع سجناء آخرين. صحيح أن الشيخ ليس لديه سلاحاً نووياً، لكنه يملك عقيدة وإيماناً أكثر قوة من النووي.
الشيخ رائد قائد وطني حقيقي لأن عينه دائماً على قضايا شعبه وليس على كرسي هنا وهناك. وإذا اعتقدت السلطات الإسرائيلية السياسية والأمنية بأن سجن الشيخ ووضعه في الانفرادي قد يغير من مبادئه الأساسية، فهم واهمون جداً، لأن شيخ الأقصى متميز بإيمانه القوي جداً بمبادئه التي لا يمكن أن ينحاز عنها قيد أنملة. فالشيخ الذي يعتمد على شعبه في خدمة مبادئه من أجل قضيته، ليس مثل الذي يعتمد على خصمه اللدود متنازلاً عن مبادئه بحجة خدمة مجتمعه. والفارق بين الإثنين مثل الفرق بين الطهارة والنجاسة. حفظك الله فضيلة الشيخ رائد وأبعد عنك كل أذى.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com