للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
كان ابائنا واجدادنا صمام الأمان لنا ، حافظوا على قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا بتجذير هذه القيم في نفوسنا ونفوس أبنائنا ، اهتموا بنا وحمونا من الضياع، وكانوا اليد الحانية علينا ، سنوا لنا معايير اجتماعية أساسها عاداتنا واخلاقنا وقيمنا لتكون المصباح الذي ينير لنا طريقنا وحتى لا نقع بالمحظور.
هذه المعايير الاجتماعية حافظت على نسيجنا الاجتماعي وسلوكنا القويم وعززت الترابط والتماسك بين شرائح المجتمع المختلفة التي افتقدناها هذه الأيام والذي أصبح مجتمعنا آخر همه المحافظة عليها ، بعكس ابائنا واجدادنا الذين كانت المروءة والشهامة تملؤهم ،حيث كانوا بعيدين عن فساد الضمائر بحكم إخلاصهم وصدقهم، وكانت لهم هيبة ووقار وكانت نفوسهم عظيمه خالية من الخبث والرياء , وحافظوا على كرامتهم التي كانت رصيدهم في هذه الحياة , هم لم يكونوا أكاديميين ولم يذهبوا الى الجامعات ولكنهم تعلموا من الحياة وبالمجالس التي علمتهم افضل من المدارس وكانت عندهم تجربة حياة كبيرة .
هكذا كان الإباء والاجداد , حافظوا على مجتمعهم من الخراب والشر وكل سوء حتى وصلنا الى أيامنا , ورويدا رويدا منذ الثورة التكنولوجية وحتى اليوم بدل الاستفادة من هذه الثورة وما جلبت من خير للبشرية للأسف أمتنا وشعوبنا استغلتها سلبيا ولم تنجح بالتعامل معها بشكل صحيح , فأهمل الاهل تربية أولادهم وفشلوا في نقل موروثهم الحضاري لأولادهم فأصبحت فجوة تربوية وتباعد بين اباء اليوم واولادهم ملائتها محطات التلفاز الهابطة واليوتيوب حيث تبث سمومها ليل نهار لتلويث نفوس وعقلية أولادنا حيث أصبحت بعض النفوس بشعة ودنيئة ومجرمة, نفوسا أغرقت بالكذب والغش والنصب والاحتيال وتسعى لتدمير المجتمع بارتكابها الجرائم .
فاليوم العنف والقتل والفوضى والانفلات تجتاح مجتمعنا بشكل غير مسبوق , مجتمع بدون قيادات فاعلة ومبادرة ,مجتمع رويدا رويدا يتفكك بدلا من التكاتف والتعاضد , الانانية والمصلحة الشخصية والحزبية سيدة الموقف , صراعات عائلية تزرع العنف ليل نهار في نفوس أبنائها, ظواهر اجتماعية سلبية , وعجز تام في علاج هذه الظواهر, مدارسنا أصبحت تغزوها المخدرات والسموم ومعرضة للأخطار والعنف , والكل ينتظر معجزة من السماء تنجينا مما نحن فيه وتعالج لنا أمراضنا الاجتماعية المستعصية .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com