بادر المركز الجماهيري في بلدة كسيفة بالنقب والمجلس المحلي في تأسيس منتدى أئمة المساجد، بهدف معالجة المظاهر الحارقة التي يعيشها المجتمع جراء انتشار العنف ومظاهر الفساد في المجتمع. وقد حضر اللقاء عدد كبير من أئمة المساجد والوعاظ.
ورحّب الأستاذ علي أبو القيعان، مدير المركز الجماهيري في كسيفة، بالحضور وتحدث عن مغزى إقامة المنتدى وأهمية دور أئمة المساجد والوعاظ في إصلاح المجتمع ومعالجة مظاهر العنف.
والقى الاستاذ إبراهيم الددا، رئيس ادارة المركز الجماهيري، كلمة رحّب من خلالها بالمبادرة وشكر المبادرين لإقامة منتدى الائمة في كسيفة عامة، والاستاذ علي أبو القيعان، مدير المركز الجماهيري في حورة/كسيفة خاصة، حيث أكد على دور الإمام كقائد في المجتمع.
500 حالة طلاق في العام الماضي!
وألقى القاضي سالم الصانع، قاضي المحكمة الشرعية في بئر السبع، كلمة تحدث فيها عن العنف الأسري في المجتمع وطرق علاجه وبيّن أن العام المنصرم شهد ما يزيد عن 500 حالة طلاق في النقب!
الشيخ جمال العبرة، مفتش المساجد في النقب، أشار إلى دور المساجد في تربية الأجيال ونبذ العنف، وبعدها دار نقاش بناء من قبل نحو عشرين إماما وخطيبا من كسيفة وضواحيها.
وفي مداخلات الحاضرين اكدوا على معالجة العنف وأسبابه والمسببات المقلقة في مجتمعنا، شارحين كيفية الخروج من الآفة وطرق الوقاية والعلاج. وشدد الحضور على دور الأسرة والمجتمع والالتزام بشرع الله والوعي المجتمعي لحياة الإنسان والمجتمع ودور الإمام في الوعي والتوعية.
وأكد الحضور أن العنف في المجتمع العربي وباء كارثي وخطير، وتطرقوا في مداخلاتهم حول أسلوب الخطابة، مشددين على الاستزادة من العلوم الشرعية والمعرفية وغيرها من المعلومات والرقي بأنفسهم لمعرفة فنون الخطابة وأساليب الالقاء والاستهلال والمضمون والرسالة، كما استطرد الحضور بضرورة الالتزام بتطبيق ما نقوله لنكون أسوة حسنة وقدوة حميدة.
توصيات هامة
وقد استنكر الحضور العنف والظلم بجميع أشكاله الفردي والأسري في المجتمع العربي عامة وفي النقب خاصة، حيث خلصت إلى توصيات عدة أهمها:
أولا: التأكيد على التعاون وتظافر الجهود بين المساجد والمدارس والجمعيات الأهلية والمركز الجماهيري والمجلس المحلي.
ثانيا: ضرورة تشكيل لجان إصلاح من الدعاة ورجال الإصلاح الثقات في المدارس والمركز الجماهيري.
ثالثا: تنظيم دورات تأهيل، وأيام دراسية للدعاة ورجال الإصلاح، في الشريعة والحياة يتلاءم مع الشرع والواقع.
رابعا: توجيه نداء للجان أولياء الأمور في البلدة بضرورة العمل على إدخال موضوع القيم والتربية مع التسامح ومكافحة العنف في المناهج التعليمية في المدارس المختلفة.
خامسا: تنظيم محاضرات وخطب من قبل الدعاة وخطباء المساجد ورجال الإصلاح وحصص التربية في المدارس، والمركز الجماهيري وذلك لإفشاء السلام وروح المحبة والعفو.
سادسا: العمل على التواصل مع رجال الإصلاح الثقات من أجل رأب الصدع والتعاون على إصلاح ذات البين، وخاصة في المراحل الأولى للخلافات التي تنشب بين الأطراف المتنازعة.