الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 19:02

قصة نجاح يحتذى بها: الفنان ألبير بلان

بقلم: عمري حسنين

عمري حسنين
نُشر: 09/12/21 09:17,  حُتلن: 09:55

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

قطعة من الخشب وبعض المسامير وخيطان المصيص تمكن الفنان ألبير بلان من تطويعهم وتحويلهم الى ألة جيتار حينما كان عمره لا يتجاوز 8 سنوات، وبهذه الآلة المتواضعة وفي كل مرة يضعها بين يديه كانت تشعل شغفه أكثر للاستمرار في المحاولة وعزف مقطوعة من الإصرار على أوتار العزيمة.
لم تكن مجرد تجربة، بل كانت بداية طريق تحفه النجاحات، فعندما بلغ الثانية عشرة من عمره بدأ تعلم العزف على آلة الكمان على يد الأستاذ كرم أبو شقارة، ثم التحق بمعهد روبين للموسيقى الغربية الكلاسيكية، وبعد إنهاء دراسته الثانوية من مدرسة راهبات الكرمليت في حيفا التحق بكلية إعداد المعلمين لينال اللقب منها كمعلم موسيقى مؤهل، ولم يكتفى بذلك، بل كان يتطلع نحو الحصول على اللقب الأول في الموسيقى وحقق ذلك بدرجة الإمتياز من كلية ليفنسكي في تل أبيب، ليحصل بعدها على منحة تعليمية لإحراز اللقب الثاني في الموسيقى من جامعة تل أبيب.

الإنجازات العلمية التي حققها أوجدت بداخله تعطشا دائما لتحقيق المزيد، وكل خطوة يتقدم بها الى الأمام تنمي حب العطاء لديه، فهو يسعى دائما الى رسم الابتسامة على وجوه الكبار والصغار من خلال الموسيقى، وذلك بزيارة الأطفال المرضى داخل المستشفيات وكذلك بيوت المسنين ومؤسسات ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي عام 1992 أسس مهرجان الكرمل الذي كان نقلة نوعية على الساحة الفنية وخرج نجوما لامعين على الساحة الفنية منهم: أمير دندن، نانسي حوا، علاء عزام، إلياس عطالله، رنا خوري، أحمد فودي، منال مدني وريموندا جبران.
كما أسس جمعية الكرمل للموسيقى عام 1995 لتكون الحضن الدافئ لكل الفنانين المتمرسين والناشئين وحتى هواة الفن، فسعى من خلالها الى دعم وتأهيل ومتابعة الموهوبين، وبعد تأسيس عدد من الفرق الموسيقية والغنائية انطلق بمشروع جسر التآخي والسلام بين الشعوب الأخرى من خلال الموسيقى، وهذا ما فتح الأبواب نحو تبادل الزيارات بين المؤسسات الموسيقية المحلية والعالمية وإقامة الكونسيرتات الغنائية المشتركة، لتبادل الثقافات واكتساب الخبرات ونشر ثقافة التسامح الديني.
للفنان ألبير بلان عدد من الكتب منها "إبداع عبر الزمن" والذي لاقى انتشاراً واسعاً في عدد من البلدان العربية منها: العراق، سوريا، الإمارات العربية، بلدان المغرب العربي، الأردن واليمن، بالإضافة لعدد من الدول الأوروبية منها: ألمانيا، فرنسا، الدنمارك والعديد من الدول الأخرى، كما وضع منهاجا لتعليم الموسيقى للصفوف الابتدائية مكونة من خمس كتب تعليمية أضيفت الى المنهاج التعليمي في مدرسة الكرمليت في حيفا، وشارك في العديد من المهرجانات العالمية وأصدر 7 ألبومات غنائية لفرق وجوقات مختلفة.

قد يصعب علينا الحديث بتوسع عن المسيرة الفنية التي قطعها الفنان ألبير بلان لأكثر من ثلاثين عاماً، هذه المسيرة التي تحفها الإنجارات والإبداعات والجوائز والتكريمات لازالت مستمرة وستبقى كذلك ببصمتها القوية وعطائها اللامحدود، سيرسخها الزمن للأجيال القادمة لأنها مشرفة تحمل قيما فنية إنسانية فكرية وحضارية.

مقالات متعلقة