للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
مضى نصف عام على الحكومة الإسرائيلية الحالية بزعامة نفتالي بينيت زعيم حزب كديما الديني المشتدد، لتنهي بذلك حكم بنيامين نتنياهو.
وهذه الحكومة ذات تمثيل برلماني ضيق لا يتعدى من منحوها الثقة 61 عضوًا، ويرأسها رئيس حزب صغير يشهد صراعات داخلية تهددمستقبل الحزب وحتى وجوده، ويتمثل فيها حزب عربي إسلامي لأول مرة، وهو القائمة العربية الموحدة، التي انضمت إلى الائتلاف الحكوميفي ظروف معقدة للغاية، تصاعد خطير في منسوب العنف والجريمة المنظمة في المجتمع العربي، وعدم قيام الأجهزة الحكومية المختصة،بدءًا بالشرطة وانتهاءً بالقضاء، بالواجبات القانونية في مكافحة الجريمة والتراجع الاقتصادي في البلدات العربية حتى وصل الأمر إلى حالةلم يعد المجتمع العربي قادر على تحملها.
وبينيت هو رجل أعمال سابق، فرض نفسه في الساحة السياسية الإسرائيلية بعد أن تتلمذ على يد نتنياهو، ويعد أول زعيم حزب يمينيمتشدد يتولى رئاسة الحكومة في تاريخ الدولة العبرية بعدما شغل خمس حقائب وزارية سابقة منها وزارة الدفاع في العام 2020.
وهناك شبه إجماع أن هذه الحكومة من خلال ممارساتها ومواقفها خلال الأشهر الماضية لا تختلف عن حكومة نتنياهو والحكومات السابقة،بل وأكثر تطرفًا، فهي حكومة احتلال واستيطان استعماري وتمييز عنصري، تدعم الاستيطان في كل المناطق الفلسطينية المحتلة والجولان.
والهجمة الاستيطانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني تأخذ أبعادًا إضافية في ظل حكومة بينيت، خصوصًا الاقتحامات المكثفة للحرم المقدسيالشريف ومحاولات اقتلاع الفلسطينيين من بيوتهم ومنازلهم في الشيخ جراح وأماكن متعددة في القدس الشرقية، فضلًا عن الاعتداءات علىالأهالي العرب في المدن الفلسطينية التاريخية المختلفة (يافا واللد والرملة وحيفا وعكا) التي تحولت لصدامات دامية.
وإذا كان بينيت تحالف مع الوسط واليسار الصهيوني ولقائمة العربية الموحدة لا يعني إنه أصبح معتدلًا سياسيًا، فهو يتجاهل المسألةالفلسطينية ويرفض الاعتراف بأي حق للشعب الفلسطيني في وطنه، حتى أنه لا يعترف بوجود شعب فلسطيني، ويرفض لقاء محمود عباسوالتفاوض مع القيادة الشرعية الفلسطينية.
ولم تكتف حكومة بينيت بالمستوطنات في الجولان، بل تريد تكثيف الاستيطان وبناء المزيد من المستوطنات وزياد أعداد المستوطنين فيه، وكلذلك بموافقة القائمة الموحدة.
وخلاصة القول ان سياسة الحكومة الحالية تتسم وتتصف بالصرامة وبعدم تقديم أي تنازلات أو إحداث أي تقدم في ملف المفاوضات معالجانب الفلسطيني، وإن ما سعت لإثباته إنها يمينية بامتياز، وسقف عملها ليس أقل من سقف الحكومات الإسرائيلية السابقة، بل وأكثر، ولاسيما حيال الموضوع الفلسطيني، وخير دليل على ذلك سياستها المطبقة تجاه قطاع غزة والقدس العربية ودعم المستوطنين في الضفة الغربيةوالاعتداء على السكان واعتقال العديد من الشبان الفلسطينيين، وما تسعى إليه هو تكريس الاحتلال للأراضي الفلسطينية والتطبيع مع دولعربية كالسعودية وغيرها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com