الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 12:02

العنف ضد النساء/ بقلم: مرح محاميد

مرح محاميد
نُشر: 13/01/22 18:01,  حُتلن: 23:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تتعدد أشكال ومفاهيم العنف في المجتمع ، العنف تجاه فرد معين او فئة من المجتمع ككل ،حيث يلعب العنف دور كبير في تدمير المجتمعات والأشخاص نتيجة لما يسببه من دمار الاخلاق والقيم المجتمعية. منذ مئات السنين حتى اليوم هنالك فئة في المجتمع مضطهدة ومهمشة وممارسة العنف ضدها لا يتوقف وهي "النساء" ، المرأة هي ضحية فكر ملوث وغير صحي
كما يعرف هذا العنف ب " العنف القائم على نوع الجنس" أي ممارسة العنف بشكل متعمد او بشكل استثنائي تجاه النساء ، هذا النوع من العنف يستند الى جنس الضحية كدافع رئيسي ، لقد تعرضت المرأة منذ العصور القديمة الى عدة اشكال ودرجات متباينة من العنف فقد تعدد العنف الموجه ضد المرأة من العنف المادي والايذاء الجسدي والقتل والضرب الى العنف المعنوي وتحطيم الشخصية والسخرية منها والتقليل من شأنها وحرمانها من ممارسه حقوقها الاجتماعية والسياسية والقانونية والنظر لها على انها مخلوق تابع للرجل من الدرجة الثانية فعلى مر العصور قاست المرأة شتى انواع التميز النفسي والاجتماعي بينها وبين الرجل
ورغم قدم هذه الظاهرة إلا أن الاهتمام بها لا يزال دون المستوى المأمول، كظاهرة اجتماعية، تستحق الدراسة وتستدعي تدخل المجتمع عن طريق إيجاد التشريعات والقوانين لمواجهتها بل إن هناك مجتمعات لا تزال تكتفي بالتعاطف والحديث عن هذه الظاهرة دون تدخل حقيقي لمواجهتها لكن هناك ضرورة وواجب على كل شخص في هذا العالم المساهمة وإيجاد حل جذري لمثل هذا العنف!
يتحتم على الجميع اتخاذ الخطوات في منع ممارسة العنف بجميع اشكاله باتباع كافة الوسائل الممكنة ،
التربية المنزلية هي أحد الوسائل الأكثر تأثيرا في اصلاح والتقليل من العنف بما انها هي النواة الأساسية بصلاحها يصلح الفرد والمجتمع ككل ، من المهم جدا الاهتمام بالتنشئة وتربية الطفل بشكل صحيح من خلال اتباع الطرق الحديثة في التربية والابتعاد عن الأفكار الجاهزة والتقليد الاعمى ولإكمال دور التربية المنزلية واقتلاع هذه المشكلة من الجذور فانه من الضروري وضع مناهج دراسية تتضمن برامج تعرف بالعنف واخطاره واثاره السلبية على الفرد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام.
بالإضافة الى ذلك ، العمل على تغيير الثقافة السائدة في المجتمع ونشر التوعية الاجتماعية وذلك يحتاج الى الكثير من الجهد والعمل والوقت ، ويجب وضع خطط تنموية واجتماعية وتوحيد الجهود في سبيل تحقيق ذلك مع الدولة والمؤسسات المدنية في المجتمع ، وسائل الاعلام، نظرا الى تأثيرها الواسع والكبير على الناس.
وأخيرا وليس اخرا ، توعية المرأة نفسها هي الأهم من كل ذلك ، توعية المرأة دائما نظرا لغياب التوعية لها والجهل بحقوقها ، يجب بذل جهود حثيثة لنشر الوعي بين النساء وتهيئة الظروف المناسبة لأخذ حقوقها وليس معرفتها فحسب ، وحسب رأيي يجب إلزام كل امرأة بالاستمرار في التعلم كطريقة لرفع سويتها الفكرية ، وبما يساعد ذلك لاحقا على الاستقلال في جميع جوانب الحياة.
في الختام ، من الضروري ان نتسلح بالوعي لمحاربة هذه الظاهرة ثم ان على المرأة ان تحصن نفسها بالعلم والثقافة والعمل ، لأنها بهذه الطريقة وحسب تؤمن سلاحا فعال يحميها فلا بد للمرأة من تعلم رفض الظلم ، وهذا ليس واجبها وحدها بل على الدولة ان تؤمن لها كل سبل المساعدة والحماية .
 

مقالات متعلقة