الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 23:02

نحو بلورة وتوجيه خطاب سياسي وحدوي في النقب

بقلم: إبراهيم النصاصرة

إبراهيم النصاصرة
نُشر: 03/02/22 23:30,  حُتلن: 11:52

ناضل اباءنا واجدادنا على مدى عقود طويلة. عاشوا النكبة والتهجير والحكم العسكري وواجهوا سياسة مصادرة الأراضي. ناضلوا من اجل حقوقهم المدنية ولو يتنكروا لمواقفهم وانتمائهم القومي الأصلاني الراسخ على ارضهم وفي بلادهم. هُجّر السواد الأعظم من اهل النقب وبقي من بقي. تُركوا في الصحراء ولم يكترث لمصيرهم أحد الا من رحم ربي. تُركوا لمصيرهم وأُريد لهم ان يكونوا كالأيتام على موائد اللئام لكن لم تستطع المؤسسة النيل من عزيمتهم.

ما يشهده النقب على مدى الأشهر والسنوات والأخيرة من هجمة شرسة ضد عرب النقب-البدو، هو حلقة من مسلسل عايشناه نحن وأسلافنا من قبل. وكما استطاع من سبقونا التصدي لما يحاك بالحكمة ورجاحة العقل والنضال الشعبي فأنه يوجب علينا نحن أيضا إدارة النضال بالشكل الصحيح والمسؤول وفي مقدمة ذلك تأمين مستقبل ابناءنا من المخططات التي يُراد استعمالها ضدهم. لذلك من الواجب تثقيف الناس وتعريفهم بحقوقهم لكي يذوّتوا انتمائهم لبيئتهم ومجتمعهم وشعبهم والتحامهم بهموم الناس وقضاياهم.

ان قضية الأرض هي القضية الأساس والأهم والجامعة لعرب النقب. ونضالنا من اجل الأرض نابع من حقنا في المساواة التامة في التعليم والصحة والتشغيل والمسكن والهوية الثقافية والدينية كمجتمع أصلاني وجزء لا يتجزأ من اهل البلاد الأصليين.

لا نتوسل الفتات من اعتاب السلاطين ورضى المؤسسة، هو حقنا الخالص والاساس المشروع الذي تكفله الأنظمة والدول التي تُعرّف نفسها بالديمقراطية. ان حقوقنا مشتقة من كوننا جزء أصلاني ومن اهل البلاد الأصليين ولا نتنكر لحقوقنا وواجباتنا القومية ومن ينكرها فأنه ينكر ذاته كذلك الامر بالنسبة لحقوقنا المدنية المشتقة من حقنا كمواطنين في دولة إسرائيل ولا تسدي لنا بذلك معروفا حكومة إسرائيل.

ما نطالبه في النقب اليوم حقنا في الحياة والعيش الكريم ومعالجة وطرح همومنا وقضايانا المدنية، سواء في الأرض والمسكن والصحة والثقافة والتعليم والتشغيل واللغة ولا نلغي وجود أحد وليست القضية انكار الاخر بقدر تحصيل حقوقنا وهنا تبرز ضرورة العمل المشترك مع قطاعات مختلفة في البلاد بما فيها القوى اليهودية الديمقراطية التي تدعم وتساند حقوقنا وفق مصالح مشتركة وأهمها على سبيل المثال لا الحصر كل ما يتعلق بانضمام إسرائيل لمنظمة الـOECD وجميع ما يتعلق بسد الفوارق والفجوات الاقتصادية والاجتماعية.

في ظل الهجمة المؤسساتية والإعلامية على عرب النقب، فإن واجبنا الأخذ بالأسباب ومواجهتها بالطريقة الصحيحة لمنع وصد حملة التحريض بحقنا وواجبنا بالأساس حماية أهلنا ومجتمعنا في ظل ما يحصل من هجمة شرسة وعدم استغلالها وشرعنتها في الحيّز العام خاصة بما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وصب الزيت على النار.

ان النضال السلمي الجماهيري والتعريف بقضايانا واجنداتنا ورسم معالمها ومعالجة هموم المواطن والتي هي جزء لا يتجزأ من النضال والمشتقة من كوننا مواطنين متساوون في الحقوق في دولة إسرائيل وعلى الدولة ومؤسساتها توفير الحلول وان نكون جزء فاعل وشريك ومؤثر في دائرة اتخاذ القرار. خاصة بما يتعلق بحقوقنا ومطالبنا ونمط حياتنا ومعيشتنا وملائمتها لمتطلباتنا وثقافتنا وهويتنا الأصلانية مع انتماءنا واعتزازنا بهويتنا القومية والتي لا يمكن ان ننكرها على أنفسنا- فننكر ذاتنا.

ان هذا الخطاب هو الخطاب الجامع لبدو النقب. ومن خلال هذا الخطاب الوحدوي يجب العمل فورا لتوحيد الصف النقباوي ووقف الشرذمة. وما يحصل من مناكفات سياسية لا تفيد أي طرف من الأطراف، بل تزيدنا فرقة وتشرذما وتمنعنا من التقدم في انجاز وتحقيق مطالبنا وحقوقنا المشروعة في هذه البلاد، وعلى رأسها الاعتراف بالقرى الغير معترف بها وتحصيل حقوقنا في أراضينا والمساواة التامة في الحقوق.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة