للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
ذكرتني الصديقة الأديبة شوقية عروق منصور بكتاب الأستاذ سعود الأسدي الأوّل "أغاني من الجليل" الصادر عن مطبعة الحكيم فيالناصرة سنة 1976، ، وصدر بطبعتين فيما بعد.
عُدْتُ إلى الكتاب بطبعته الثالثة التي كانت وصلتني هدية من الصديق الشاعر الكبير سعود الأسدي، الذي يُعد أمير القصيدة العاميةالمحكية، فكان أنيسي في ليلة الشتاء الماضية، حيث المطر والبرد، وجالت عيوني بين سطوره، ورحت التهم صفحاته، وشعرت بالدفء منحرارة قصائده الرقيقة الحالمة، التي تحمل طابعًا شعبيًا ريفيًا، واستمتعت أيما استمتاع في القراءة.
وسعود العاشق للجمال والمرأة يقف في حضرة الشعر بخفر يليق بالعشاق والنساك، ملفعًا ببراءة العاشقين، وتحفل قصائده بفعل شعريطازج، ولغة فنية شبقة ورشيقة. فهو شاعر مبدع ورهيف يجمع بين العبقرية والبساطة الفنية، وكلماته تهتز بأحاسيسه، وتزدحم الاحاسيسفي الكلمة الواحدة فتنطلق منها اشعاعات بمعانٍ أخرى منضوية في تلك الأحاسيس المتزاحمة في الكلمة الأولى، حتى ليخيل إلينا أنشاعرنا في غمرة شعورية شديدة، وهو ينطق بها بكل العفوية والشفافية الجميلة.
إنه يغرينا ويجذبنا ويأسرنا بقصائده الريفية، ويعيدنا إلى مضارب الأجداد، وحكايات ستي، وأجواء القرية والريف الفلسطيني والحياةالشعبية. والمرأة في شعره هي بعد آخر للخصب والجمال والحياة، وغزله رقيق وهمس ناعم.
ومن أجواء هذا الكتاب اخترت هذه القصيدة ذات النعومة وفي غاية الروعة والدهشة، ويقول فيها:
تْمَنّيْت يا سَمْرا مَعَايِيْ تُقْعُدِي عَ صَخْرِة الرّاعي وْقِليبي تِسْعِدَي
وُكُلْ ما أَرُوْح بْعيدْ واسْرَحْ في الخيالْ تِبْقِي مَعَايِيْ سارِحَه وْما تِبْعِدِي
تمنّيت يا سّمْرا لو هْمُوم الدُّنَى تِنْسَانا في لَحْظَهْ وِنِحيْا في هَنَا
وِنُطِير لَفُوق الغُيومْ إنْتي وْأنا وْأصْعَد لَفوقْ فوق النُّجوم وْتِصْعَدِي
تمنّيت يا سمرا الجَلْسِهْ المُؤْنِسِهْ بْظِلِّ البَرَاءَهْ يا عَبِير النّرْجِسِهْ
وِتْذَكّرِي عقلي إذا مَرّهْ نِسِي يا دِنْيا شَتِّي ويا سَمَا ظَلِّي ارْعِدِي
تمنَيت يا سمرا تِجِيبي في المَسَا وتْمسَحِي عن خاطِري ظِلّ الأَسَى
مِنِكْ شِبِعْتِ وْعُود لعلْ وْعَسَى لَوْ تُصْدقِي مَرّة، وْبِكَفِّي تُوْعِدِي
سعود الأسدي شاعر تراثي مبدع متميز ومتفرد، يعزف ويرقص على مزماره، لا يقلد ولا يحاكي أحدًا، وليس غريبًا أن يكنى بـ "أبنوديفلسطين"، فهو من حماة وحراس الذاكرة الفلسطينية الوطنية، وإبداعاته ونتاجاته تتعدى قيمتها الأدبية الجمالية، مغمسة بتراب الوطنوزهوره، بالزيت والزعتر، بالعلت والهليون، وبالزيتون والصبار.
تحية حُب للصديق الشاعر سعود الأسدي "أبو تميم"، ونرجو له العمر المديد كي يظل يتحفنا بما هو جميل ورائع وماتع.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com