للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
لأول مرة في البلاد، تم افتتاح مركز ثقافات لتعزيز وترويج الثقافة العربية-اليهودية المشتركة في النقب.
مركز ثقافات هو مبادرة جديدة تابعة لمؤسسة "هاجر للتعليم العربي-اليهودي للمساواة"، التي تدير مدرسة ثنائية اللغة في بئر السبع، وينمّي ويشجع الأنشطة والمبادرات التي تعزز الحياة المشتركة العربية-اليهودية في منطقة النقب.
من ضمن انشطتها المختلفة: دورات، ندوات، محاضرات، حفلات موسيقية وامسيات ثقافية.
افتتح مركز ثقافات نشاطاته الثقافيّة بأمسية شعرية عربية-يهودية، حيث استضاف خلالها شاعرين من النقب وهما سعد أبو غنّام وعيران تسيلجوف في بيت الكتّاب في البلدة القديمة في بئر السبع، والذي يعتبر رمزا أثريا يعبق بتاريخ ضارب في القدم الدّال عل عمارة البلدة القديمة، إذ كان المبنى يشغل في السّابق المحكمة الشرعية لمنطقة بئر السبع والجنوب.
افتتح فريد محاميد، مدير مركز ثقافات، الأمسية بقوله "إنّنا بصدد حدث تاريخي في ما يخصّ الحياة والثقافة المشتركة في بئر السبع والنقب، معكم هنا الشاعرين سعد وعيران وستكون هذه فاتحة خير للقادم، وكلنا منفعلون جدا".
حول طاولة صغيرة في القاعة التي غصّت بجمهور كبير اضطر بعضه إلى الوقوف بسب العدد الكبير، تحاور الشاعران في نقاش شيق عن الشعر العربي، العبري، البدوي والشعر بين المحليّة والعالميّة والهوية والمكان في قصائد ابو غنّام وتسيلجوف اللذان قاما بقرائة بعضا من قصائدهما أمام الجمهور الذي تفاعل معهما وأبدى حماسا منقطع النظير خلال القراءات الشعرية والنقاش حول القصائد.
ووجه العديد من الأسئلة للشاعرين حول القصائد وما دار في النقاش الذي امتدّ ولم يشعر أي من الحاضرين بمرور الوقت للتفاعل المؤثر والمثري بين الشاعرين والجمهور.
أحد المواضيع المركزيّة التي طرحها الجمهور في النقاش كان شحّ ونُدرة هذا النوع من الأمسيات المشتركة في القرى والبلدات العربية في النقب وعن مدى إمكانية عقد مثل هذه اللقاءات في المجتمع العربي في الجنوب وحاجة هذا المجتمع الماسّة لفعاليات ثقافية من هذا النوع. جمهور الأمسية مثّل فسيفساء التركيبة الاجتماعية كاملة في الجنوب، ممثلون من كل الأطياف لمجموعات مختلفة ومتباينة، سكان عرب ويهود من بئر السبع والمنطقة، عرب من القرى والمدن العربية البدوية في الجنوب وعرب يعود أصلهم الى مناطق في شمال البلاد. في المجتمع اليهودي كان يهود شرقيين وغربيين، علمانيين ومتدينين.
كان تمثيل لأجيال وتقسيم متساوٍ بين النساء والرجال. مسك الختام كان عبر أصوات النقب الفنيّة المشتركة لجوقة "فوكا بئر السبع"، الجوقة العربية- اليهودية الأولى والوحيدة في البلاد. لقد غنت الجوقة بثلاث لغات: العربية، العبرية والإنكليزية.
ختاما، نالت الأمسية إعجاب وثناء الجمهور واستمر النقاش في بهو بيت الكُتّاب بعد ذلك بين الجمهور والشاعرين.
لقد هبّت رياح جنوبيّة حاملة معها موسيقى عذبة لكلمات الشاعر سعد أبو غنام والشاعر عيران تسيلجوف حاملة معها الأمل، التفاؤل والابداع.
كانت هذه الأمسية الاستثنائية بالتعاون مع بيت الكُتّاب هي بداية المشوار في "مركز ثقافات لتعزيز، ترويج وتمكين الثقافة المشتركة في النقب والجنوب".