للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
عمّان - الأردن| برعاية كريمة من معالي الشاعر حيدر محمود، وزير الثقافة السابق، ومعالي الاستاذ صخر دورين وزير الإعلام السابق، أفتتح يوم الثلاثاء 22 شباط 2022، بجاليري رؤى 32 للفنون في عمان، الاردن معرض " عين " للفنانة ( سما دودين )، وذلك بحضور جمهور كبير من الشباب والفنانين ومحبي ومقتني الفنون.
ومعرض " عين " الذي سيستمر حتى 15 آذار 2022. وتضمن ( 50 ) لوحة فنية نفّذت بالقلم الأسود والأحبار.. يأتي كدعم وتشجيع من الجاليري للمواهب الشابة، حيث يعمل الجاليري على تطبيق أحد أهدافه وهو تشجيع ودعم الإبداعات الشبابية الجديدة في الأردن.
وصرحت الفنانة دودين انها اختارت ثيمة " العين " في لوحاتها الخمسين، لتحاور زوار وجمهور معرضها، متكئة على رؤيتها الخاصة لما تمثله العيون في ذاكرة الشعوب.
وأضافت: " رسمت لوحاتي بشكل أقرب إلى لوحات الكاريكاتير بالقلم الأسود والأحبار، مستعينة ببعض الأمثال الشعبية لأمزج التعابير الإنسانية بحالات العين الرمزية والواقعية، فالعين هي مغرفة الكلام ومرآة النفس، و الوسيلة الأولى للتعبير عن الأحوال ".
وختمت دودين تصريحها: "حرصت على أن أشرك زوار المعرض بالفكرة، عبر تخصيص ركن بإمكانهم أن يرسموا عيوناً على مسطحات بيضاء، وأمنحهم زاوية لعرض ما رسموه وما قالوه بأقلامهم عن العيون".
وقالت مديرة الجاليري الفنانة سعاد عيساوي حول " ثيمة العين ": تناولت الفنانة " سما دودين " على مسطحات لوحاتها ثيمة (العين) بشكل متميز، واستطاعت من خلالها أن تأخذنا إلى خزانة ( العين ) في الأمثال الشعبية الأردنية الغنية بالحديث عن العين في مختلف حالاتها الرمزية والواقعية، فـ ( العين مغرفة الكلام ) ومرآة النفس، وهي أفضل وسيلة للتعبير الإنساني. لا سيما أنها تكشف أحوال النفس البشرية وتفضح خفاياها. وللعين مسميات كثيرة النفس تتوافق مع تقلبات البشرية مثل العين الجريئة، العاشقة، الحزينة، الفرحة، والسارحة. كما حظيت العين أكثر من غيرها من جوارح الإنسان بمكانة خاصة في الموروث الشعبي العربي، سواء في الأمثال أو الحكاية أو الخرافة أو النميمة، وارتبطت بمدلولات رمزية كثيرة في الذاكرة الشعبية مثل الجشع، الحسد، والعيب.
وأضافت سعاد عيساوي: انطلقت الفنانة ( سما دودين ) المسكونة برسم العيون المعتمرة لعصابة الرأس، برسم أعمال فنية أخف وَطْئاً وأكثر مرحاً ضمن سلسلة ( عين ) والتي تجسِّد عيون المجتمع المتربصة بالآخرين لوصمهم بالعيب، وهو مصطلح ثقيل على النفس خاصة عندما يتعلق الأمر بالإناث.. وسنستعير للدلالة في النظر إلى أعمال الفنانة ( سما دودين ) قول الشاعر الروسي الكبير بوشكين في وصف أعمال غوغول: " يا الهي انه لم يخترع شيئا من عنده بل انه حكى الحقيقة البسيطة." فمن السذاجة القول أن أعمال الفنانة مجرد ألعاب فنية في ملعب الموروث الشعبي كما فعل الكثير من الفنانين دون وعي، لكنها عند ( سما دودين ) تعبرعن حالة إبداعية مرئية مطبوعة بداخلها. حيث قامت بتوظيف الزخارف الهندسية والنباتية والكتابية إلى جانب (العين) التي انتشرت على مسطحات لوحاتها بحركات مختلفة فظهرت العين بأجنحة تطير بها، وأصبحت كذلك اخطبوط يتضمن نحلة وسمكة وأشكال حيوانية أخرى. كما تضمنت بعض أعمالها الفنية التي زاوجت بين المرئي بدلالاته اللغوية واللامرئي الجمالي بدلالته الفنية، كتابات مصاحبة لـ ( العيون ) حملت معان كثيرة مثل " خير... في إشي ؟ " و " ييي... شو عيب " و " ولكم عيب " و " متخبطة: بضحك.. برسم.. بقطّع.. بلوّن.. برقص.. بلعب.. بغيظ.. صاحية..نايمة.. بحلم.. بحلق.. بنجن.. بخبط.. بزعل.. بفكر.. " و "يا خسارة " و " ليش مش طابخة " و " يا عيب الشوم ".
وزادت عيساوي:هذه الكتابات التي تتردد على لُسُن الناس، شكّلت قاعدة لتساعد المتلقي على تفهم البعد الجمالي لتشكيلات رمز ( العين ).
وأشارت عيساوي: إلى أن ما يميز أعمال هذا المعرض الاشارية والزخرفية والحروفية، أنها تستمد قوتها من الموروث. فالمبدع الحقيقي هو الذي يضيف عناصر جديدة إلى المعرفة البصرية مبتعدا عن الاستهلاك للفن الفولكلوري والتراث الشعبي بخلق عوالم خاصة به.
وختمت عيساوي تصريحها بالتأكيد على أهمية ثيمة العين في منجز الفنانة ( سما دودين ) التي اتخذت من العملية الإبداعية هاجساً وباعثاً على المتخيل. لا سيما أنها تبحث عن الخلود في ذاكرة المتلقي، وتحاول أن تعرّي الواقع من خلال ثيمة ( العين )، وتحاول عبر هذه الثيمة أن تتميز في إعادة صياغة ثقافتها المحلية لإضافتها كمنجز تشكيلي يعتمد على الموروث الشعبي وإعادة إنتاجه بقالب جديد يمازج ما بين ( العين ) وتجاوز ثقافة ( العيب ) التي أصبحت دارجة في أوساط المجتمع إتجاه الأنثى كدلالة جمالية و برؤية معاصرة تغني الثقافة في جانبها الإيجابي بشكل عام.