حصار غزة بات مجرد عناوين تتناقلها وسائل الاعلام بين الحين والاخر، بمنحى عن بشاعة الاحتلال وضحاياه من اطفال ونساء وشيوخ ورجال، حصار واحتلال سلبا من الرجل كرامته وافقداه مصدر رزقه، شباب ورجال غزة تحولوا الى عاطلين عن العمل رغم ارادتهم، ومئات الاف الاطفال وابناء الشبيبة بدون مستقبل وحياة، موت بطيء يرافق كل طفل غزاوي، ومع دوران عقارب الساعة يعلن عن وفاة طفل في هذا الحي او ذاك، يوميا تضاف الى قائمة المرضى المزمنين اسماء جديدة. اسرائيل تنتهج سياسة الباب الدوار، فمن ناحية تستمر بحصارها لاكثر من مليون فلسطيني، الذين تحولوا  الى رهائن لفوهات الدبابات وصواريخ الطائرات، ومن ناحية اخرى تسمح للبعض من ضحايا احتلالها من المرضى، بالدخول الى نفوذها لتقلي العلاج في مستشفياتها، الحصول على تراخيص الدخول بمثابة الجحيم، وما يعمق من مأساة المرضى الذين يصارعون الموت، المبالغ الطائلة التي تطلب منهم والتي تصل في بعض الحالات الى عشرات الالاف الدولارات. الطفل عبد المحسن منعم القانوع البالغ من العمر ثلاثة اعوام ونصف، يعاني من مرض مزمن في القلب، مشاكل في الاعصاب في ساعده الايسر وبحاجة ماسة لعملية زراعة اعصاب لانقاذ ساعده. اخضع للعلاج والفحوصات في مستشفى فولفسون في حولون، وتكاليف العملية الجراحية فقط  25 الف دولار، عائلته لا تملك حتى ثمنا للحليب وللخبز.
ووفق التقارير الطبية الصادرة عن المستشفيات الفلسطينية في غزة والمستشفيات في اسرائيل، فان الطفل عبد المحسن منعم يعاني من مشاكل صحية، تتلخص بوجود عيوب في القلب ويعاني من وجود فتحة بين البطنين، وايضا وجود ضيق في صمام الشريان الرئوي. ويعاني كذلك من عيب خلقي منذ الولادة في ساعده الايسر وبحاجة فورية لزراعة اعصاب في ساعده، اخضع للعلاج في مستشفى فولفسون وقرر الطاقم الطبي اخضاعه لعملية جراحية بتاريخ 24-02-2009 ، لكن المشكلة بان تكاليف العملية باهظة الثمن وتصل الى 25 الف دولار، لكن عائلته لا تملك حتى بضعة شواقل لتوفير الحليب له.
 يقول والده عبد المنعم:" انا متزوج واب لخمسة اطفال، اسكن في منزل مستأجر، ولا اعمل منذ اربعة اعوام، فمنذ الحصار فقدت مصدر رزقي حيث كنت اعمل في البناء، اعتاش مع عائلتي من مبلغ التبرعات والمساعدات التي نحصل عليها والتي لاتتجاوز 500 شيكل شهريا. طفلي عبد المحسن اصغر اولادي يعاني منذ الولادة من مشاكل صحية، فالخدمات الصحية والطبية في مستشفيات القطاع وبسبب الحصار معدومة، حالته الصحية تتدهور ومرضه يتفاقم، فهو بحاجة فورية وماسة للعلاج واجراء عملية جراحية في اسرائيل، لكن التكاليف باهظة الثمن وتصل الى 25 الف دولار، فانا لا املك ثمنا للحليب وللخبز لاطعام اطفالي، اعيش معاناة وبين نارين، همي توفير الخبز لاولادي، وهمي الاكبر انقاذ حياة ابني. اتوجه الى اصحاب الضمائر الحية واهل الخير من شعبنا بالتبرع ليتسنى اجراء العملية لابني وانقاذ حياته".