الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 15:01

من يوقف زعران المستوطنات في الضفة؟

بقلم: عوض حمود

عوض حمود
نُشر: 25/03/22 19:00,  حُتلن: 03:36

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

هؤلاء ومثلهم من بقية المستوطنات المقامة على اراض وممتلكات سرقوها من اصحابها بقوة الاحتلال، كيف يمكن للمرء ان يصدق ما يراه بوسائل الاعلام الاسرائيلية نفسها ما تقوم به عصابات من المستوطنات بالضفة الغربية بالاعتداءات المستمرة على اراضي وممتلكات لاصحابها وهم موجودون فيها ليسرقوا موسم الزيتون والاعتداء على اصحاب الملك بالاضافة لقيامهم بتقريط الشجار الزيتون بالمئات واقتلاع اشتال الزيتون المزروعة حديثا بأعداد كبيرة ايضا بالاضافة لدخول هؤلاء القتلى العنصريون الى القرى الفلسطينية تحت جنح الظلام ويقوم بأتلاف وتكسير مركبات المواطنون بهدف التخويف والترحيل، زد على ذلك من نفس المسلسل ما يقوم به هؤلاء المجرمون في حي الشيخ جراح وجبل المكبر وسلوان وبقية المناطق الفلسطينية المحتلة.

هل هذا يعقل ان تقوم عصابة يهودية بأرتكاب مثل هذه الفواحش والموبيقات بحق شعب لم يرتكب بحقه شيء يؤذيه بل العكس هو الصحيح؟!!

والغريب المقلق ان الشعب اليهودي يرى ويقرأ ما يرتكبون هؤلاء الزعران من اعمال فظيعة ضد السكان في المناطق المحتلة ولم يعترض على مثل هذه الاعمال يوما ولا حتى مظاهرة احتجاجية على هذه التصرفات ولا حتى بيان استنكاري وهذا اضعف ما يمكن!

وانني اعتقد جازما ان ليس هناك بالأفق ما يشير الى توقف او العزوف عن مثل هذا النهج العنصري الراسخ في السياسة الاسرائيلية في مطامعهم بالأراضي العربية اينما كانت بحيث ان هذه الأراضي مملوكة لأصحابها قبل قيام الدولة على الصعيد الداخلي وبدليل ما جرى ويجري مع اصحاب الاراضي العربية في النقب من حيث محاولة المصادرة والتحريش من قبل الكيرن كييمت بالأضافة لحرث المزروعات لأصحاب الأراضي بهدف المصادرة زد على ذلك هدم البيوت حتى القائمة قبل قيام الدولة وطبعا تحت اليافطة المرفوعة دائما في وجه المواطن العربي هي عدم الحصول على ترخيص، وهنا لا بد من الأشارة والتوضيح ان الواقع الترخيصي للبناء هو من قبل دوائر الحكومة المختصة بالتنظيم والبناء وهذه الدوائر بدورها ونهجها تمنع عن المواطن اعطائه الترخيص وذلك بحجة بنفس يعقوب ليتخذوا من ذلك فيما بعد اسبابا او حجج لهدم البيوت وتشريد اصحابها وتركهم وشأنهم ليفترشوا السماء فراشا.

وما ان قرية العراقيب دليلا قاطع ومثالا صارخا وشاهدا ملكيا على هذه الأرتكابات بحيث هدمت بيوت هذه القرية ما يزيد على مئتي مرة وان هذا العدد الفظيع من عمليات الهدم والترحيل لهو دليل قاطع على الانتقام وعدم الرغبة بأعطاء التراخيص والتسهيل لحياة المواطن وانني لا اعتقد ان على مر تاريخ الحكومات في هذا العالم ان قامت حكومة بهدم قرية لمواطنيها يعيشون تحت سلطتها ونفوذها.

ومن الباب الخلفي تدعي كل الحكومات الأسرائيلية المتعاقبة بحزبيها اللذان يتبادلان الحكم-حزب العمل-وحزب الليكود بأن اسرائيل هي واحة ديموقراطية لا بل هي صانعة الحرية والديمقراطية وهو على ارض الواقع ليس له اساس.

ان هذا كلام انشائي وشعارات براقة كاذبة ليس فيها من الصح شيئا بل هي ترفع من اجل خدمة مشروع سياسي يخدم أصحابه ليس الا وانني استطيع ان اسميها بديموقراطية النهب والسلب والتشليح لأنها ديموقراطية محشوة بالكذب والخداع والغش والأضاليل ودليل ثابت حتى ان أراضي القرى الدرزية لم تسلم من كابوس وسندان المصادرة والتحريش بحجة شو؟ ان هذه الاراضي تابعة لأملاك الدولة هنا هم يعودون على نفس التكرار.

كلنا يعلم علم اليقين ما رأيناه بأم العين على الشاشات وعلى وسائل الأعلام الأخرى الأحداث المأساوية التي حدثت قبل سنوات قليلة من الان في بيت جن وغيرها من القرى الدرزية المجاورة لها عندما حاولت السلطات مصادرة مناطق واسعة جدا من اراضي منطقة الزابود وغيرها من المناطق التابعة لهذه القرى. ولكن اصحاب هذه الأراضي تصدوا لهذا المخطط الأجرامي وجرت اشتباكات عنيفة ما بين اصحاب الأراضي وقوات الجيش والشرطة ووقع في حينه العديد من الاهالي ما بين جريح ومصاب وبالنهاية حقق الاهالي ما ارادوه بالحفاظ على اراضيهم بوحدتهم وصمودهم في وجه سيف المصادرة.

وهنا يأت المثل القائل: "ان شر البلية ما يضحك" ان هؤلاء الذين اصيبوا وجرحوا من اصحاب الأراضي على ايدي افراد الجيش الأسرائيلي سيستدعون للتجنيد في اليوم التالي بصفوف الجيش الأسرائيلي , اليست هذه السياسة هي قمة ورأس العنصرية بحد ذاتها.

اهذه هي الديموقراطية التي يتغنون بها ويتشدقون ليلا ونهارا بأننا واحة الديموقراطية وهذا كذبا وتزويرا وهراء فعندما تريد للدروز ان يكونوا عربا فهي بالتأكيد تهدف للوصول الى مطمع او هدف ما.

ومن خلال التجارب الطويلة معهم كانت عيونهم شاخصة نحو مصادرة الأرض وكم يمكن بتساؤلهم هم مصادرة أرض من هذه القرية او تلك. وعندما تريدهم دروزا تغرقهم بشتى الشعارات البراقة والمداهنة واخوة الدم والمصير المشترك والبهرجة الانية المليئة بالتزيف والنفاق الأجتماعي وللأسف ان هذه البضاعة الفاسدة مضى على تسويقها والترويج لها لأكثر من ستين عام وما زالت حتى الأن بنفس المسار والاتجاه على الرغم من نسبة المعارضة الضئيلة وعصيان بعض الشباب اللحاق بالخدمة العسكرية وعودة على ذي بدء، لقد ذكرت في مقدمة المقال ان احداث الشيخ جراح والجبل المكبر وسلوان وبأحياء مختلفة ومتعددة في الضفة الغربية المحتلة تذكرني بما وقع من احداث عشية الثلاثين من اذار الأول عام 1976 حينما كان قرار الأضراب قد اتخذ من قبل لجنه الدفاع عن الاراضي وذلك احتجاجا على قرار حاكم لواء الشمالي اسرائيل كينج في ذلك الوقت وهو مصادرة ارض المل ما يزيد على 23,000 دنم بمعنى سهل ديرحنا المسمى بمنطقة رقم 9 التابعة لديرحنا-عرابة-سخنين وفي ليلة ثلاثين اذار التاسع والعشرون اذار قام اهالي دير حنا بالتظاهر السلمي بداخل القرية اسنادا لقرار لجنة دفاع عن الأراضي فهذا الأمر لم يرق بعين الشرطة في مركز مسغاف وهنا وقع الكوز بالجرة (كما يقال) في المثل الشعبي تدخلت الشرطة واستدعت الجيش فيما بعد وحضر بمعداته العسكرية وتحولت القرية الى ساحة حرب وكانت محاولة منهم كسر الأضراب بالقوة العسكريه ومنع التظاهر بالقوة التي احضرت لهذا الغرض ولكن الناس استبسلت ورفضت الانصياع لأوامرهم واستمرت المظاهرات عنوة عنهم ودارت اشتباكات عنيفة مع الاهالي حتى ساعات متأخرة من الليل، اصيب عدد كبير من الشباب بجروح في تلك الليلة نقلوا الى المشافي القريبة بالأضافة لعشرات الشباب التي تم اعتقالهم من قبل الجيش ورجال الشرطة وضعوهم في سجن ميداني وانني لا أبالي اذ قلت ان وحدة قرى واهالي مثلث يوم الأرض ديرحنا-عرابة-سخنين هي من ثبتت الأرض ومنعت المصادرة وهكذا اقول لأصحاب البيوت والاراضي في الشيخ جراح وجبل المكبر وسلوان ليس امامكم الا الصمود والصبر حتى ينتصر الحق على الباطل، ان الباطل كان زهوقا.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة