للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
عندما أقدمت جماعات متطرفة في السويد على حرق نسخ من القرآن الكريم، قالوا أن هذه المجموعات يمينية متطرفة مناهضة للهجرة والمسلمين، لتبرئة السلطات الرسمية مما جرى من اعتداء على كتاب الله. ما فعلته هذه الجماعات أسفر عن مواجهات عنيفة شهدتها عدة مدن سويدية احتجاجا على حرق نسخ من القرآن الكريم. والحقيقة أن ما جرى ليس جديداً وليس مفاجأة لأن ذلك يحصل نتيجة سياسة العداء للإسلام في أوروبا التي تتعامل مع العمليات المسيئة للمسلمين والإسلام بميوعة وبغير جدية، الأمر الذي يشجع عمليات مل هذه للتكرار . إضافة إلى ذلك فإن سياسة العداء للإسلام في أوروبا يتم استخدامها كورقة مهمة في الانتخابات لزيادة الشعبية في الشارع من أجل الفوز فيها.
السويد ليست الدولة الأوروبية الأولى التي تشهد أعمالاً معادية للإسلام بحجة حرية التعبير عن الرأي. فالدنمارك وفرنسا وهولندا على سبيل المثال لهما تاريخ قذر في موضوع التطاول على الإسلام.
فقد نشرت صحيفة "جيلاندس بوستن" Jyllands-Posten ، أكبر صحيفة يومية في الدنمارك، في 30 سبتمبر/أيلول 2005، نحو 12 رسماً كاريكاتورياً مسيئا للرسول الكريم. تصرف الصحيفة الدنماركية إهانة لسيدنا محمد، أشعل نار الغضب في العالم الإسلامي بين احتجاجات ومقاطعات وغيرهما، لترد صحف أوروبية أخرى بإعادة نشر الرسوم المسيئة، خاصة في هولندا وألمانيا وفرنسا ورومانيا وسويسرا، وفتحت بذلك الأبواب لتعميق الأزمة.
ليس هذا وحسب، إذ أعادت صحيفة "مجازينات" النروجية في 10 يناير/كانون الثاني 2006 نشر الرسوم، تلى ذلك في مطلع فبراير/شباط من العام ذاته إعادة صحيفة "فرانس سوار" الفرنسية، وصحيفة "دي فيلت" الألمانية، وصحيفتا "إيه بي سي" و"البريوديكو" الأسبانيتان نشر الكاريكاتير المنتقد بدعوى "حرية التعبير".
دور السويدي لارس فيلكس جاء في عام 2007، بالتحديد يوم 18 أغسطس/آب عندما نشرت الصحيفة السويدية "نيريكس اليهاندا" رسم مسيء للنبي محمد من توقيعه. كما أن مجلة (شارلي إيبدو)، الفرنسية الساخرة، أعادت نشر رسومها الكاريكاتورية، المسيئة للنبي محمد في أيلول/سبتمبر من عام 2020، وقد أدى في ذلك الوقت إلى احتجاجات عنيفة للمسلمين في أنحاء العالم.
وشاهدنا كراهية الاسلام ايضا عندما نشر السياسي اليميني الهولندي المتطرف، "خيرت فيلدرز"، زعيم حزب الحريات اليميني، في نيسان/إبريل من العامالماضي مقطع فيديو على حسابه على"تويتر" بعنوان "لا للإسلام لا لرمضان".، وهو الفيديو الذي أغضب المسلمين في أنحاء أوروبا كما أثار غضب ملايين المسلمين في كل العالم.
ويبدو أن السويدي راسموس بالودان، زعيم حزب "سترام كوكس" اليميني المتطرف، الذي أقدم في العام 2019، على حرق مصحف ملفوفا بلحم خنزير مقدد، يمضي على خطى كل زعماء التيار ذاته في أوروبا، الذين يعتبرون أن العداء للإسلام وللمهاجرين المسلمين، ورقة رابحة لكسب شعبية في أية انتخابات يخوضونها. ويعود بالودان مجددا إلى حرق نسخ من القرآن. وقد قال هذا اليميني المتطرف الحاقد على الاسلام والمسلمين انه يرغب في فعل ذلك مرة أخرى، ويعتزم بالودان خوض الانتخابات السويدية، المزمعة في أيلول/ سبتمبر المقبل، وهو بهذا العمل وكما يبدو يريد كسب ود الناخب السويدي
يقول لنا التاريخ إن حرق نسخ من القرآن، حدث أول مرة عام 1530 وهي نفس السنة التي ترجم فيها أول نسخة قرآن من العربية إلى اللغة اللاتينية، وعندما ظهرت في البندقية أول ترجمة لاتينية له أصدر البابا كليمنت السابع مرسوما بإحراق هذه الطبعة. وصدرت بعد ذلك مباشرة قرارات من محاكم التفتيش الإسبانية تحظر إصدار أى ترجمات لاتينية للقرآن. هذه صورة أوروبا السابقة والحالية في حرق القرآن.
(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهيا)
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com