بعد أعمال العنف المؤسفة والتي أصيب خلالها تسعة أشخاص في رهط بالنقب، رفُعت اليوم الأربعاء ومع أجواء عيد الفطر السعيد راية الصلح بين عائلتي البحيري والعبرة في المدينة.

وتصافح أبناء العائلتين في خطوة لطي صفحة الماضي في ديوان الشيخ سليم الهزيّل، الذي كان توصّل خلال شهر رمضان الفضيل إلى هدنة بين العائلتين لمدة عشرة أيام.

واثنى الجانبان على كل من ساهم في الصلح الذي عُقد في أجواء من المحبة والأخوة.

وكانت عمليات إطلاق النار التي استمرت بين العائلتين خلال الشهر الفضيل أدت إلى ردود فعل قاسية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو 75 ألف نسمة، وكانت ذروتها في "حرب شوارع" امتدت لحارات أخرى أصيبت خلالها الفتاة ريماس أبو مبارك (14 عاما) بجراح متوسطة بعيار طائش في البطن، وأجريت لها عملية جراحية، حيث تظاهر أقرانها في مدرسة التقوى بالمدينة احتجاجا على موجة العنف.

واضطر المفتش العام للشرطة ونائب وزير الامن العام بالخروج إلى جولة في المدينة، وتكثيف تواجد رجال الشرطة، بعد أن استولت الأحداث على العناوين الرئيسية للقنوات التلفزيونية والصحف العبرية.

ويوم الـ26 من أبريل/نيسان قامت الشرطة بإغلاق مداخل ثانوية لحارة البيان (12) حيث تسكن عائلة البحيري وحارة النور (24) التي تسكنها عائلة العبرة، بمكعبات أسمنتية.

جاء ذلك بعد تقييم للوضع، ضمن محاولة شرطة إسرائيل الحد من العنف، على خلفية "حرب الشوارع" في نهاية الأسبوع السابق لوضع المكعبات التي ذكّرت العديد من السكان بإغلاقات الكورونا والاغلاقات في المناطق المحتلة، في ظل ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض في صفوف المواطنين من العائلتين وكذلك من عائلات أخرى في الحارتين الذين تمّ تحديد حرية التحرك المكفولة لهم دستوريا وقانونيا.

واعترف نائب رئيس بلدية رهط، مسؤول ملف الصناعة والتجارة، ماحد الملكات، في حديث مع مراسل "كل العرب" عشية عيد الفطر السعيد، بأن "حرب الشوارع" وفوضى السلاح أثرت على الاقتصاد المحلي وأدت إلى تراجع المبيعات بصورة ملحوظة.

يشار إلى أن قائد شرطة رهط، الكولونيل عاموس دامري، قام مع ضباط كبير بزيارة مقهى "كافيه كافيه" في القصر الثقافي أول أيام عيد الفطر، لنقل رسالة للجمهور المحلي والضيوف بأن الأمن مستتب في المدينة.