عيسى أصيب في 90% من جسمه بحروق

والد الطفل:

هذه فاجعة بالنسبة لنا وحادثة مؤسفة جدا فلم أتصور أبدًا أن يصل بنا الحال إلى حرق الناس أحياء

نعاني من عنف اطلاق النار وعنف السيارات، وحتى أن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا على أولاده في الشارع، ولكن أن يصل بنا الحال إلى سكب مادة حارقة وحرق الناس أحياء – فهذا حال لا يمكن تقبله

أعلن المركز الطبي سوروكا، صباح اليوم الأحد، أن حالة الطفل عيسى ناجح أبو القيعان (12)، من قرية أم الحيران مسلوبة الإعتراف في النقب، لا تزال حرجة وهناك خطر على حياته.

وجاء في بيان للمستشفى وصل "كل العرب"، أنّ "حالة الصبي الذي تم نقله أمس السبت من حورة إلى مستشفى سوروكا ما زالت حرجة وحياته في خطر".

الطفل عيسى ناجح أبو القيعان في المشفى

وقال الدكتور داني جولان، الطبيب في وحدة العناية المركزة للأطفال في سوروكا: "تم نقل الطفل إلى غرفة الصدمات في مركز الطوارئ، وكان يعاني من حروق شديدة وحرجة في جميع أجزاء جسمه وإصابة في أطرافه. تسببت هذه الإصابة بضغط على الأنسجة والعضلات والأوعية الدموية، وتم إجراء عملية لتحرير الضغط في الأطراف الأربعة. لا تزال حالته حرجة، حيث يخضع للتخدير والتنفس الاصطناعي ويتم تقديم العلاج الطبي له من قبل فريق خبراء في وحدة العناية المركزة للأطفال".

وقال والد الطفل الذي أصيب بحروق بالغة في إضرام نار متعمد بمحل تجاري في المنطقة الصناعية ببلدة حورة في النقب، صباح السبت - 21.5 - إن حالة ابنه بالغة الخطورة، حيث أصيب في 90% من جسمه بحروق، مضيفا: "العنف وصل إلى درجة حرق الناس أحياء!".

عيسى قبل الإصابة

وكانت شرطة البلدات-عياروت أعلنت عصر أمس عن اعتقال شابين (21 و-25 عاما)، توجه لهما شبهة التورط في إضرام الحريق المتعمد في محل لبيع وتصليح الهواتف. وسيتم إحضارها اليوم لتمديد اعتقالهما بمحكمة الصلح بمدينة بئر السبع.

ويتجمع العشرات من أبناء العائلة والمتعاطفين مع العائلة أمام قسم العناية المكثفة للأطفال بمستشفى سوروكا بئر السبع، حيث يرقد الطفل المصاب، طالب الصف السابع في مدرسة السلام الإعدادية ببلدة حورة، ويقومون بدعم ومساندة الوالدين ويصلّون من أجل نجاته.

وروى إسحاق أبو القيعان، نائب رئيس مجلس حورة، وصاحب كراج مجاور، والذي كان أخمد النار بمساعدة آخرين والتي حولت الطفل إلى "كرة نار متحركة" وفق شهود العيان: ما حدث لمراسل "كل العرب"، حيث قال: "المصاب جلل أن أخرج إلى الشارع بعد سماع صراخ وأجد طفلا يركض والنار مشتعلة في جسمه. بسرعة البرق قمنا بإخماد النار بأيدينا، وأنزلنا سائق من سيارته وقمنا بنقله إلى أقرب عيادة مؤوحيدت التي تقع على بعد مئات الأمتار من هناك".

ويقول الشيخ ناجح أبو القيعان، والد الطفل، الذي كان حينها في مصنع الشايش الذي يملكه في المنطقة الصناعية: "أحضرت عيسى معي إلى مصنع الشايش، وهناك محل لبيع وتصليح الهواتف على بعد نحو مئة متر مني حيث ذهب لعلاج هاتفه الجديد. اتصل بي أحد المعارف وقال لي ابنك عيسى كان في المحل الذي اشتعلت فيه النيران، فبدأنا نركض وفهمت أنه تمّ نقله إلى العيادة المجاورة ورافقته إلى المستشفى، حيث اتضح لنا أن وضع عيسى خطير جدا، ويوجد حروق في أكثر من 90% من جسمه، خاصة في الأطراف والجزء السفلي من جسمه. الأطباء قالوا لي إن هناك خطورة شديدة على حياته، وهم يقومون بكل ما يلزم لإبقائه على قيد الحياة".

الشيخ ناجح أبو القيعان، والد الطفل

وتابع والد الطفل: "هذه فاجعة بالنسبة لنا وحادثة مؤسفة جدا فلم أتصور أبدًا أن يصل بنا الحال إلى حرق الناس أحياء. نعاني من عنف اطلاق النار وعنف السيارات، وحتى أن الإنسان لا يأمن على نفسه ولا على أولاده في الشارع، ولكن أن يصل بنا الحال إلى سكب مادة حارقة وحرق الناس أحياء – فهذا حال لا يمكن تقبله".

وأضاف الوالد: "لا نريد معاقبة الناس، ولكن المجرم الذي قام بذلك يجب أن يأخذ جزاءه. الجزاء سيردع آخرين من القيام بمثل هذه الأفعال. لا يعقل أن نقوم بهذه الجرائم والعنف الشديد ونقول قضاء وقدر، هذا قتل متعمد مع سبق الإصرار – ولا يهمني إذا شاهد ابني الطفل أم لم يشاهده".

وختم الوالد والألم يعتصر قلبه بالقول: "عيسى طفل طيب ومؤدب وهادئ الطباع ومتفوق في المدرسة حيث يشيد له المعلمون بذلك، وكأب أعرفه كإنسان طيب ومسالم. ندعو له بالشفاء ونناشد كل من يسمعنا أن يدعو له بالشفاء".

من مكان الحدث حيث أصيب الطفل عيسى